عقاران جديدان في سلوان والقدس القديمة مهددان بالاستيلاء

23 أكتوبر 2018
تتعرض القدس لأسوأ وأوسع حملة تهويد(حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -
عاينت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من ليل أمس الإثنين، عقاراً مكوناً من ثلاثة طوابق في الحارة الوسطى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأٌقصى، فيما يبدو أنه مقدمة لتسليمه لاحقاً إلى جمعيات استيطانية، في وقت تم تأكيد محاولات تسريب عقار آخر في عقبة درويش بالقدس القديمة.

وقالت مصادر محلية لـ"لعربي الجديد"، إن "العقار في سلوان تم تسريبه منذ فترة على يد سماسرة محليين، كان أحدهم تورط قبل عدة سنوات بتسريب عقار آخر على تخوم باب الحديد أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى".

ويقع العقار في منطقة حيوية واستراتيجية في بلدة سلوان ولا يبعد كثيراً عن مبنى ضخم آخر في حي بطن الهوى من أراضي سلوان، يطلق عليه المستوطنون "بيت يوناثان"، دشن، أخيراً، من قبل وزراء وأعضاء كنيست، بينما تنتشر في البلدة أكثر من 40 بؤرة استيطانية.

وفي تطور لافت على موقف العائلات المقدسية التي شرعت، أخيراً، بحملة لفرض المقاطعة والحرمان الاجتماعي على أفراد منها تورطوا بعمليات التسريب هذه، أصدرت عائلة أبو صبيح التي ينتمي إليها مصباح أبو صبيح، بياناً باسم العائلة، التي يتهم أحد أفرادها بتسريب العقار في الحارة الوسطى وفي باب الحديد.

وجاء في البيان: نحن عائلة لها تاريخها النضالي وقدمت من أبنائها الشهداء والجرحى والأسرى على مر الزمان في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحفاظاً على كل شبر من وطننا الحبيب فلسطين وعاصمته القدس، فان مجلس وعموم العائلة يؤكدون على ما يلي: منع أي فرد من أفراد العائلة من بيع أو شراء أو الوساطة في صفقات الأراضي والبيوت والعقارات في محافظة القدس وضواحيها وكامل أنحاء فلسطين دون الرجوع إلى مجلس العائلة وإطلاعه على تفاصيل الاتفاقية وأطرافها كافة وأسماء المحامين".

وتابع البيان "كل من يريد من أفراد العائلة بيع أرض أو عقار فعليه عرض ذلك على العائلة وأبنائها من خلال مجلس العائلة وأخذ الموافقة الخطية قبل إبرام أي اتفاق أو إجراء عقد بيع للعقار الذي يملكه أو ينتفع به".

وأضاف "وفي حالة عدم رغبة العائلة وأفرادها بالشراء فلا بد من عرض أي مشتر للعقار على مجلس العائلة وأخذ الموافقة المسبقة على البيع من مجلس العائلة ومن جميع الجهات المختلفة".

وشددت العائلة، في بيانها، على أن "كل من لا يلتزم بمضمون ما ذكر في البنود أعلاه يتحمل وحده كامل المسؤولية في حال التسريب للعقار، وتخلي العائلة ومجلسها ولجنتها المسؤولية التامة عن ذلك، ويعرض نفسه للعقوبات من العائلة بالمقاطعة الاجتماعية وقد تصل إلى البراءة التامة منه ومن يتعاون معه".

يتزامن ذلك، مع ما كانت أكدته مصادر لـ"العربي الجديد"، من محاولات لتسريب عقار آخر في عقبة درويش على بعد نحو عشرين متراً من عقار آل جودة، مملوك لعائلة العلمي المقدسية.

وكان الكشف عن هذه المحاولة جاء بعد اعتقال أجهزة الأمن الفلسطينية مقدسياً عمل موظفاً في وزارة الحكم المحلي ويحمل الجنسية الأميركية على خلفية الاشتباه بصلته بمحاولة التسريب تلك، ما كان سبباً في اعتقال قوات الاحتلال مدير مخابرات القدس جهاد الفقيه، وكذلك محافظ القدس عدنان غيث اللذين اتهما من قبل سلطات الاحتلال بالتحقيق مع متهمين بمحاولات التسريب قبل أن يتم إطلاق سراحهما، أمس، بشروط مقيدة تشمل الحبس المنزلي والغرامة المالية العالية.

وتدعي سلطات الاحتلال أن الكشف عن أسماء السماسرة والمتورطين بعمليات البيع والتسريب لعقارات وأراضي المقدسيين يعرض حياة هؤلاء للخطر، في حين يرى المقدسيون أن تدخل سلطات الاحتلال بقوة إلى جانب هؤلاء السماسرة دليل على ارتباطهم بالاحتلال ومستوطنيه.

وتتعرض القدس لأسوأ وأوسع حملة تهويد، لا سيما البلدة القديمة وسلوان ومحيطهما وفي المركز منهما المسجد الأقصى.

المساهمون