وتشتبه الوحدات الأمنية في إسطنبول بإمكانية أن يكون جسد خاشقجي، الذي اختفى بعد دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قد دفن بعد قتله. ولهذا السبب فقد وجهت الأنظار صوب مبنى القنصلية ومقر إقامة القنصل العام محمد العتيبي الذي يقع على مسافة 300 متر من القنصلية. ولا تزال المفاوضات مستمرّة مع الرياض لدخول هذين المبنيين وتفتيشهما.
وبحسب الصحيفة ذاتها فإن السعوديين سمحوا بإجراء التفتيش في المرحلة الأولى عن طريق قولهم "تستطيعون النظر بالعين، لكن لا يمكنكم التفتيش والحفر". بيد أنّ السلطات الأمنية في تركيا تؤمن بأنّ جثة خاشقجي، التي يُعتقد أنها مزقت إلى أجزاء؛ مدفونة إما في القنصلية أو مقرّ إقامة القنصل.
أما الأماكن التي من المنتظر حفرها ليست المباني التابعة للقنصلية فحسب؛ إذ كشفت التحريات النقاب عن أن حافلة صغيرة تابعة للقنصلية عبرت إلى الجانب الآسيوي من إسطنبول مباشرة عقب اختفاء خاشقجي وأجرت جولة في الأحياء الخلفية لمقاطعة بنديك إلى أن عادت إلى حي ليفنت بعد رحلة استغرقت 6 ساعات ونصف. ويتوقع أن تبادر السلطات التركية إلى إصدار أمر بالحفر كذلك في أماكن ستحدد نتيجة التحريات المفصلة حول تحركات السيارة أو السيارات التابعة للقنصلية. وستبحث الشرطة خلال عمليات الحفر هذه عن جثة خاشقجي.
وكان جاويش أوغلو يتحدث للصحافيين، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، خلال زيارة إلى لندن، بعدما وصل وفد من المملكة العربية السعودية إلى تركيا لإجراء تحقيق مشترك بشأن اختفاء خاشقجي.
وأضاف الوزير التركي: "لم نرَ أي تعاون من الجانب السعودي في عملية التحقيق في قضية خاشقجي، ونريد أن نرى ذلك". وتابع: "على السعودية أن تتعاون مع طلب تفتيش قنصليتها في إسطنبول".
وأكد أن "هناك إجماعا في الرأي بشأن تشكيل مجموعة عمل مشتركة للكشف عن مصير خاشقجي، على ضوء المقترح السعودي".
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "الأناضول" أن ستة أشخاص دخلوا، اليوم السبت، القنصلية السعودية في إسطنبول، بعدما قدِموا بواسطة سيارتين ذاتي لوحتين مدنيتين، رغم أن القنصلية لا تستقبل مراجعين اليوم، بسبب عطلة نهاية الأسبوع.