"فايننشال تايمز": محمد بن سلمان يبدو مهزوزاً ويشعر بالخطر

20 سبتمبر 2017
الصعوبات التي يواجهها ولي العهد السعودي تتراكم(Getty)
+ الخط -
سلّطت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها، أمس الثلاثاء، الضوء على طموحات ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان الذي يستعد لوراثة أبيه الملك سلمان بن عبد العزيز في حكم المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن المتغيرات الأخيرة أظهرت الشاب البالغ من العمر 32 عاماً مهزوزاً، بحيث شعر بالخطر ما دفعه إلى مراجعة سياساته.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الأسابيع الأخيرة شهدت حملة اعتقالات في صفوف المعارضة الداخلية، وإعادة هيكلة لرؤية 2030، وهي الخطة الطموحة لإصلاح الاقتصاد السعودي القائم على النفط، وإشارات إلى تصاعد دور بن سلمان، والذي يتولى مسؤولية العلاقات الدفاعية والخارجية بالإضافة إلى سياسات الأمن والاقتصاد.

وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي وبدلاً من أن يشعر بالراحة وسط التقارير التي تتحدث عن قربه من استلام الحكم، فإنه يبدو مهزوزاً، مبينة أن "الاعتقالات الواسعة التي شملت العشرات من المعارضين بينهم سلمان العودة، بدلاً من أن تظهر ولي العهد بمظهر الواثق، فإنها كشفت عكس ذلك".

وأشارت إلى أنه لا يوجد رابط في حملة الاعتقالات الواسعة في السعودية، بخلاف أن المعتقلين لم يندّدوا بإدانة قطر. ورأت الصحيفة أن السبب الرئيسي للحصار المفروض على الدوحة، كما تراها الإمارات، هو دعم حركة "الإخوان المسلمين"، وتبني ثورات الربيع العربي عام 2011.

وشدّدت الصحيفة على أن ولي العهد يحاول أن يخفف من "نزواته الخارجية"، بعدما شعر بالخطر، خصوصاً بعد فشله في حرب اليمن، وانخفاض أسعار النفط، وهو ما حد من خياراته.

وأضافت أنه "في نهاية يوليو/ تموز استضاف محمد بن سلمان مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الذي كان مصدر قلق لحكام المنطقة (والتقى به محمد بن زايد بعد أيام قليلة أيضاً). وصوّر الصدر نفسه بعد ذلك على أنه رجل وطني لا يرتهن لإيران، وهو الذي خاضت قوات المهدي التابعة له تمردين ضد الاحتلال الأميركي للعراق في عام 2004. وبدا هذا الأمر كخطوة تكتيكية من المحور السني".

كما لفتت إلى أن محمد بن سلمان، وفي ضوء إدراكه بأن الأزمة مع قطر تزيد من احتمال خطورة الحد من قدرة دول الخليج على الاقتراض، في وقت تنتشر فيه الفوضى الاقتصادية، لجأ إلى الاتصال مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر. ولكن احتمال تحقيق خرق لحالة التوتر الحاصلة، دفع الرياض إلى إيقاف الحوار مع قطر.

وتبين الصحيفة أن الخلاف الخليجي القائم يعزز من خطورة انهيار المنطقة بأكملها، ويُلقي بظلاله على رؤية ولي العهد للمملكة في العام 2030، والتي تشمل بناء قطاع خاص. لذا اضطر محمد بن سلمان إلى إعادة رسم خططه الإصلاحية الطموحة بعد التخفيض من الإنفاق العام والتقشف في دفوعات الرواتب.

ويُضاف سبب محتمل آخر إلى حملة الاعتقالات حسب الصحيفة، وهو المجازفة الأساسية في حملة الإصلاح الموعودة: التعويم الجزئي المرتقب لشركة "أرامكو" السعودية، وهي شركة نفطية مملوكة للدولة وتُعتبر دولة ضمن الدولة. وتمت جدولة هذا الأمر ليتم في العام القادم، ولكن هناك توقعات بتأجيل الأمر.

وأوضحت أن بن سلمان عرض طرح 5 في المئة من أسهم الشركة للبيع، وهو ما سيضع قيمة الشركة عند أكثر من تريليوني دولار، وسيجعلها الكبرى على الإطلاق. إلا أن هناك شكوكاً واسعة في أن تصل قيمة الشركة إلى هذا المبلغ.

وتقول الصحيفة إن المشككين بالأمر وخاصة من ضمن العائلة الحاكمة يعتقدون أن التعويم أمر لا داعي له، ويضع مصدر قوة العائلة المالي وقوتها المؤسساتية في خطر.

كما أن هنالك أيضاً من يعتقد بأن كشف الشركة للتدقيق، كونها أساس حركة الإصلاح، هو خطأ تكتيكي، وأن هذا لم يكن لولا رغبة محمد بن سلمان في شد انتباه المستثمرين الدوليين الذين توجهت أنظارهم إلى إيران كسوق صاعدة بعد توقيعها للصفقة النووية واحتمال رفع العقوبات عنها، على حدّ تعبير الصحيفة

وتخلص "فايننشال تايمز" إلى أن الصعوبات التي يواجهها ولي العهد تتراكم، رغم اقترابه من تولي سدة الحكم.

المساهمون