عصام الزامل.. سلسلة نجاحات لم تشفع له المنع من الاعتقال

13 سبتمبر 2017
الزامل انتقد رؤية ولي العهد الاقتصادية(تويتر)
+ الخط -


يبدو أن لا أحد معصوم من الاعتقال في السعودية حتى المحللين الاقتصاديين والمهتمين بالتقنية وريادة الأعمال، إذ اعتقلت السلطات السعودية الكاتب الاقتصادي والمحلل عصام الزامل، على خلفية انتقاده لرؤية 2030 الاقتصادية، والتي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان، وتستهدف خصخصة شركة "أرامكو" النفطية وسن سياسات السوق المفتوحة في البلاد، بالإضافة إلى إحجامه عن المشاركة في الحملة الإعلامية على قطر.

الزامل المولود عام 1979 في مدينة الدمام، شرق المملكة العربية السعودية، لأسرة ثرية، التحق بالعمل في شركة "أرامكو"، حيث أرسلته الشركة لاستكمال دراسة الهندسة في جامعة تولين في الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يعود للمملكة، ويؤسس شركة "رمال" لتقنية المعلومات عام 2002، ويطور عدداً من مواقع الإنترنت أشهرها موقع "كملنا" للألعاب الإلكترونية، والذي بيع بمبلغ ضخم لشركة تركية، فيما بعد.

وبالتوازي مع نجاحات الزامل الدراسية والتجارية، وضع بصمته في عالم التحليل المالي حيث قدّم عام 2011 وبالتعاون مع المخرج السعودي بدر الحمود فيلم (مونوبولي) القصير على موقع اليوتيوب، والذي يتحدث عن أزمة السكن في السعودية، إذ يعاني غالبية المواطنين هناك من عدم امتلاكهم لمساكن خاصة، مما سبب ضجة كبيرة في أوساط الشارع السعودي. بينما دعا الزامل إلى فرض الرسوم على الأراضي التي يرفض المطورون العقاريون بناءها، وهو ما حدث فعلاً.



ومنذ اليوم الأول للربيع العربي عام 2011، دعم الزامل الثورات في أرجاء الوطن العربي، إذ اشتهر بالأخبار الحصرية حول تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن سدة الحكم في فبراير/شباط عام 2011، وذلك من مصادر خاصة به، بالإضافة إلى أنه كان من أوائل من أذاع خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2015.


وسببت مواقف الزامل المؤيدة للتغيير في البلدان العربية، أذى كبيرا له حيث لاحقته أذرع محسوبة على النظام السعودي مرات عدّة في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، خصوصاً بعد مجزرة رابعة العدوية في مصر، والتي أعلن الزامل والمئات من النشطاء السعوديين وقوفهم ضدها.

لكن أزمة الشاب الحاصل على تصنيف مجلة "فوربس" كأكثر الشخصيات السعودية تأثيراً، مع السلطات تفاقمت عقب الإعلان عن رؤية 2030، والتي أعلن عنها ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، في يونيو/حزيران الماضي، إذ حذّر الزامل من مغبة بيع شركة "أرامكو" وتخصيصها، كما حذر من فرض ضرائب باهظة على المواطنين، وعدم وجود خطة اقتصادية تنتشل البلاد من وحل التقشف، والتي قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" إنها خطة بعيدة عن أهدافها، ولا يمكن تحقيقها، وإن السلطات السعودية أعادت صياغتها بعد فشلها.

وقال الزامل في سلسلة تغريدات طويلة معترضاً على خطة ولي العهد لبيع شركة "أرامكو": بعيداً عن المجاملات والكلام المبهم: النفط ملك كل الشعب. وقرار مثل هذا (بيع النفط تحت الأرض) يفترض ألا يتم إلا بموافقة الجميع، وفي ظل غياب إعلام حرّ قادر على التعبير عن الناس بشكل حقيقي. فحتى الاستفتاء العام لأخذ موافقة الشعب لبيع النفط لن يكون مجدياً.

وتابع: "لذلك، لا أعتقد أنه من العدل ولا المنطق أن يتم بيع نفطنا تحت الأرض في صفقة تجارية في الوقت الحالي، لو تم بيع النفط كله الآن وأخذنا فلوسه كاش، وفشلنا في تنويع الاقتصاد مرة أخرى (وهذا محتمل) فبعد عشرين سنة لن يكون لدينا تنويع اقتصاد ولا نفط".



كما نشر "العربي الجديد"، مقالة للزامل، قال فيها إن المواطنين يجب أن يعلموا أن الاقتصاد السعودي ليس بخير، وأن على الحكومة أن تبني جسور الثقة مع مواطنيها فيما يخص الجانب الاقتصادي.

ولم يشفع تكريم الملك سلمان بن عبدالعزيز وابنه محمد بنفسهما للزامل عام 2010، بجائزة مركز الأمير سلمان للشباب، ولا فوزه بجوائز عالمية وعربية عدّة في مجال التطوير وريادة الأعمال، من اعتقاله، نظراً لتوعيته الشعبية للمخاطر المحدقة بالاقتصاد السعودي وتفشي البطالة والفساد المالي في البلاد.






دلالات
المساهمون