سابقة سعودية تاريخية: هيئة البيعة تصوّت على العزل أيضاً

21 يونيو 2017
الهيئة وافقت على البيعة بأغلبية 31 صوتاً (Getty)
+ الخط -



تعيد موافقة هيئة البيعة السعودية، اليوم الأربعاء، على مبايعة محمد بن سلمان ولياً للعهد بأغلبية 31 صوتاً من أصل 34 بحسب وسائل الإعلام السعودية الرسمية، فتح ملف هذه الهيئة التي لا يظهر اسمها إلا في مناسبات مثل تلك التي تشهدها المملكة حالياً.

وسبق لهيئة البيعة ذاتها أن وافقت على تولي بن سلمان منصب ولي ولي العهد بموافقة 28 عضواً وتحفظ 2 ورفض 4 أعضاء، ولم تبين البيانات السعودية الرسمية أسماء أعضاء الهيئة الثلاثة الذين رفضوا التصويت لبن سلمان.

 وفي سابقة هي الأولى في تاريخ الهيئة فإنها قد وافقت بحسب بيان قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية على عزل الأمير محمد بن نايف بأغلبية 31 صوتاً من أصل 34، إذ لم يسبق لهيئة البيعة أن قامت بالتصويت على عزل أي ولي للعهد، إذ أن سابقة عزل مقرن بن عبد العزيز كانت بقرار ملكي مباشر دون عرضه على هيئة البيعة. 

وتأسست هيئة البيعة عام 2006 بأمر من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك لتنظيم بيت الحكم السعودي بعد وفاة الكثير من أبناء المؤسس وكثرة أحفاده، ولقطع الطريق أمام أي أزمة حكم قادمة.

وتتكون هيئة البيعة بحسب لائحتها الأساسية من أبناء المؤسس ومن ينوب عنهم من أبنائهم في حال المرض أو الوفاة، وتشمل أيضاً على ابن للملك وابن لولي العهد. 

وبالرغم من هدف الهيئة الظاهري، والذي تمثل في كونه مشروع انتخاب متطور للملك وولي العهد، فإن تعيين مدير الديوان الملكي والرجل المقرب للملك عبد الله آنذاك خالد التويجري كأمين عام لها كان بمثابة إشارة واضحة على المشروع الشخصي للهيئة، والذي يتمثل في توطئة الحكم لصالح متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني وابن الملك آنذاك.

وشهدت الهيئة انقسامات وخلافات حادة بعد تأسيسها، إذ اعترض الأمير طلال بن عبد العزيز بعد تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز كنائب ثان لرئيس مجلس الوزراء دون استشارة هيئة البيعة.

 وبعد وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز تصاعد الجدل مرة أخرى، على خلفية تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز كولي للعهد مع اعتراض عدد من أخوته الأكبر سناً على هذا التعيين.

وعاد الجدل للمرة الثالثة بعد وفاة نايف وتعيين سلمان بن عبد العزيز كولي للعهد وشقيقه مقرن كولي لولي العهد بعد استحداث هذا المنصب، إذ رأى أعضاء الهيئة أن تعيين مقرن يعني إفساح الطريق أمام متعب بن عبد الله للوصول إلى الحكم، كما اعترض أعضاء الهيئة على مخالفة اللائحة الأساسية من نظامها، والتي تنص على أن يتشاور أعضاء الهيئة مع الملك في اختيار المرشحين، وهو أمر لم يُعمل به، حيث تم استدعاء أعضاء الهيئة في حالات كثيرة للتصويت فقط.

وكما هو متوقع بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بأشهر قليلة وتولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، استبعد الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ورُشح الأمير محمد بن نايف كولي للعهد عبر هيئة البيعة، كما جرى ترشيح النجم الصاعد وابن الملك محمد بن سلمان كولي ولي العهد.

وبعد وفاة رئيس الهيئة وعميد أسرة آل سعود الأمير مشعل بن عبد العزيز وعدد من أعضاء الهيئة وانزواء الأمير طلال بن عبد العزيز عن المشهد برغم حماسه في البداية لهذا المشروع، بسبب ضبابية آلية اختيار أولياء العهد، فإن أسماء أعضاء الهيئة ومسمياتهم داخل المؤسسة أصبحت مجهولة الآن.