روسيا ترجح مقتل زعيم "داعش" البغدادي بإحدى غاراتها على الرقة... وتشكيك أميركي

موسكو

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
واشنطن

أحمد الأمين

avata
أحمد الأمين
16 يونيو 2017
8E60475D-6C41-49E9-8741-BFE85312430A
+ الخط -




أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أنها تتحقق من المعلومات حول مقتل زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، جراء غارة للطيران الروسي في محيط الرقة في نهاية مايو/ أيار الماضي، غير أنّ مسؤولين أميركيين شكّكوا بالأمر، مرجّحين أن يكون ذلك في إطار الدعاية الروسية.

وأوضحت الوزارة، في بيان تداولته وكالات إعلام روسية، أن الغارة نُفذت ليلة 28 مايو/أيار على نقطة قيادة كانت تحتضن اجتماعا لقيادات "داعش" لمناقشة مسارات انسحاب المسلحين من الرقة، عبر ما يسمى "الممر الجنوبي"، مؤكدة أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بموعد ومكان الغارة مسبقاً.

وأشارت إلى أنه "حسب المعلومات التي يجري التحقق منها، حضر الاجتماع زعيم "داعش"، إبراهيم أبو بكر البغدادي، الذي قضى جراء الغارة".

وأضافت الوزارة في بيانها "نتيجة لغارة بواسطة طائرات "سوخوي-35" و"سوخوي-34"، تمت تصفية قيادات عليا بالتنظيم الإرهابي من ضمن ما يسمى "المجلس العسكري" لـ"داعش"، وأيضا نحو 30 قائدا ميدانيا من الدرجة المتوسطة، وما يصل إلى 300 مسلح من حرسهم الشخصي".

وفي تقرير بعنوان "انتصار وزارة الدفاع الروسية: ماذا سيلحق بـ"داعش" بعد القضاء على البغدادي"، احتفت قناة "زفيزدا" العسكرية الروسية بـ"نجاح الطيران الروسي الذي طال انتظاره والقضاء على البغدادي".



وخلص التقرير، الذي نشر بموقع القناة، إلى أن "إلحاق الهزيمة الكاملة والقضاء على كل إرهابي سيستغرق بعض الوقت، ولكن الشخصيات الرئيسية في مباراة تحرير سورية والعراق قد أصبحت خارج اللعبة".  

ومع ذلك، يقلل الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف، من أهمية مقتل البغدادي حتى إذا تأكدت هذه الأنباء، معتبرا أن إعلان وزارة الدفاع الروسية قد يندرج ضمن الحرب الإعلامية بين موسكو وواشنطن.

ويقول مارداسوف، في حديثه لـ"العربي الجديد": "تنشر وسائل الإعلام الأميركية بين الحين والآخر أنباء مقتل البغدادي، ثم يقول البنتاغون إنه يتأكد منها. وهذه المرة تعلن وزارة الدفاع الروسية ذلك بعد يوم عن حديث بوتين عن سورية خلال فعالية "الخط المباشر" مع المواطنين".

ويشكك مارداسوف في واقعية اجتماع 330 مسلحا من "داعش" في مكان واحد، نظرا لتوخيهم الحذر بعد سوابق استهداف تجمعاتهم من قبل طيران التحالف الدولي.

وحول تأثير مقتل البغدادي على مكافحة "داعش" في حال تأكدت هذه الأنباء، يضيف أنه "لن يكون هناك أي تأثير، لأن البغدادي لم يكن له ظهور منذ عام 2015، فربما قد قتل أو هرب إلى ليبيا"، مذكرا بأن "حتى البيانات الهامة في تلك الفترة كان ينطق بها المتحدث باسم "داعش"، أبو محمد العدناني، وليس البغدادي".

ويوضح الخبير الروسي أن "خطورة تنظيم "داعش" تكمن في استقلاليته وقدرته على الاستمرار"، مشيرا إلى أن "عناصر التنظيم يستطيعون الحفاظ على "العلامة التجارية" حتى في غياب قائدهم".

وبعد ساعات على صدور بيان وزارة الدفاع الروسية، قال وزير الخارجية لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو: "حتى الآن لم تتوفر لدي تأكيدات بنسبة 100 في المائة لهذه المعلومات".

ودعا لافروف إلى عدم المبالغة في أهمية احتمال مقتل البغدادي، قائلاً "كان يتم دائما تقديم عمليات تصفية وقطع رؤوس الجماعات الإرهابية بحماس كبير، ولكن الخبرة تظهر أن هذه التنظيمات تستعيد قدراتها القتالية فيما بعد".

كذلك، أفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأنه تم إبلاغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باحتمال مقتل البغدادي، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي "بصفته قائدا عاما يتلقى التقارير من وزارة الدفاع بشكل منتظم".   

وكان بوتين قد لخص، الخميس، أهداف روسيا في سورية خلال الفترة المقبلة في "تنظيم عملية سياسية للتسوية السلمية بين جميع أطراف النزاع، والارتقاء بالمستوى والقدرات القتالية للقوات المسلحة للجمهورية العربية السورية، والانسحاب بهدوء إلى موقعي المرابطة في سورية في حميميم والقاعدة العسكرية البحرية في طرطوس، وإتاحة الفرصة للقوات السورية للعمل بفاعلية بنفسها وتحقيق النتائج المرجوة"، وفق ما جاء خلال إجابته عن أسئلة المواطنين في إطار "الخط المباشر".


تشكيك أميركي: أهداف دعائية

في المقابل، رفض مسؤولون أميركيون، نفي أو تأكيد الإعلان الروسي عن مقتل البغدادي.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي رفيع ترجيحه أن يكون الإعلان الروسي يندرج في إطار الدعاية الحربية والحرب النفسية ضد التنظيم.

وقال المسؤول الأميركي إن "لدى موسكو أسبابها الخاصة لتصعيد هجماتها الجوية ضد داعش والإعلان عن نجاحات عسكرية في سورية، حتى لو لم تكن تلك النجاحات مؤكدة"، مشيرا إلى أن الغارات الجوية الروسية ضد مواقع "داعش" ما زالت قليلة جدا مقارنة بالجهد الحربي الذي تقوم به القوات الروسية في سورية لدعم نظام بشار الأسد.

وذكر المسؤول الأميركي أن "الاستراتيجية الروسية في سورية تسعى لتسجيل مكاسب دبلوماسية لدى المجتمع الدولي والإيحاء بأن دور موسكو في سورية لا يقتصر على حماية الأسد".

وبحسب مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية، فإنه "من غير المستبعد أن يكون للإعلان عن إنجاز عسكري كبير في سورية ارتباط بحسابات سياسية روسية داخلية على صلة بالانتخابات المنتظر إجراؤها العام المقبل"، موضحين أن "الرئيس فلاديمير بوتين يريد ترسيخ صورة الزعيم الروسي القوي القادر على حماية المواطنين من المجموعات الإرهابية الناشطة في عدد من الأقاليم الروسية ذات الغالبية المسلمة، والإعلان عن أن القوات الروسية تمكنت من قتل البغدادي، الشخصية الإرهابية رقم واحد في العالم، يفيد كثيرا في حملة بوتين الدعائية".

إلى ذلك، ذكر التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، اليوم، أنه لا يمكنه تأكيد التقارير الروسية. وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان، لوكالة "رويترز": "لا يمكننا التأكيد".

ذات صلة

الصورة

سياسة

ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي لمحاولة اغتيال، فالرجل يعد من أبرز المطلوبين لأنقرة التي تعتبر قواته تهديداً لأمنها القومي، وتجهد للحد من خطرها من خلال "تحييد" قيادييها.
الصورة

سياسة

أعلن متحدث عسكري عراقي، اليوم الأربعاء، أن القوات العراقية وطيران التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، نفذا خلال الأسبوعين الأخيرين 312 ضربة جوية في سلسلة جبال مخمور (قره جوخ) جنوب شرقيّ نينوى.
الصورة
الجيش العارقي/سياسة/احمد الربيعي/فرانس برس

سياسة

أعلن الجيش العراقي، اليوم الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية واسعة تستهدف عناصر تنظيم "داعش"، في محافظتي صلاح الدين وكركوك، بدعم من قبل طيران التحالف الدولي، ومشاركة "الحشد الشعبي".
الصورة
الرقة/مقابر جماعية/Getty

سياسة

لا تزال محافظة الرقة، شرقي سورية، تلملم أهوال الكارثة الإنسانية التي حلّت بها جراء سيطرة تنظيم "داعش" وحملة التحالف الدولي، ومنها قضية المقابر التي تضمّ ضحايا إعدامات التنظيم والقصف الجوي، والتي حوّلت المحافظة إلى ساحة مفتوحة للموت الجماعي.