قراءات إسرائيلية لزيارة ترامب الرياض: مكاسب لأميركا بلا مقابل

22 مايو 2017
شكّك معلّقون إسرائيليون بجدية إدارة ترامب لحرب ضدّ إيران(Getty)
+ الخط -


يرى باحثون ومعلّقون إسرائيليون، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نجح، خلال زيارته الرياض، ولقائه مع قادة الدول العربية والإسلامية، بتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية هائلة، من دون أن يتعهّد باستنفاد أية موارد أميركية ذات قيمة.

وفي الوقت الذي شكّك معلّقون، في جدية تعهّد ترامب بإدارة حرب ضدّ إيران، رأى آخرون أنّ الرئيس الأميركي تبنّى، في خطابه أمام قمة الرياض، المعايير الإسرائيلية في تعريفه التنظيمات الإرهابية.

وقال البرفسور يورام ميتال، مدير "مركز هيرتزوغ للدراسات الشرق أوسطية"، في جامعة "بن غوريون"، إنّ خطاب ترامب "لم يحمل أي بشرى للعالم العربي، فقد أوكل في النهاية مهمة مواجهة الإرهاب إلى أنظمة الحكم العربية ذاتها".

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الإثنين، أوضح ميتال أنّ الخطابات والكلمات التي ألقاها ترامب، خلال زيارته الرياض، تدلّل على أنّه قد حدّد كلاً من مصر والسعودية كـ "مركّبين أساسيين في المنظومة الإقليمية التي سيعتمد عليها في تحقيق سياساته في المنطقة".

وأشار ميتال، إلى أنّ ترامب أوضح للزعماء العرب، بشكل غير مباشر، أنّ الحرب على الإرهاب، "تتطلّب التنازل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان"، مشيراً إلى أنّ ترامب "يعدّ المثال الأبرز للرؤساء الأميركيين الذين يجاهرون بتقديم تحقيق المصالح على تطبيق القيم الإنسانية".

من ناحيته، يرى الدكتور عوفر يسرائيلي، رئيس قسم "السياسات الأمنية الدولية والشرق أوسطية" في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، أنّ ترامب هدف من تنظيم القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، بشكل أساسي، إلى "إظهار قوة أميركا للتدليل على عودتها إلى المنطقة بقوة"، مشيراً إلى أنّ ترامب يريد تحقيق هذا الهدف، من دون توظيف "مقدرات مهمة للولايات المتحدة".

ونقل موقع "يديعوت أحرنوت"، اليوم الاثنين، عن يسرائيلي قوله، إنّ "ترامب لم ينجح فقط في استعادة مكانة أميركا في المنطقة، من خلال توظيف موارد قليلة جداً، بل إنّه تمكّن أيضاً من تحقيق عوائد اقتصادية هائلة"، معتبراً أن صفقات السلاح التي وقعها الرئيس الأميركي، خلال زيارته الرياض "تتجاوز ما يمكن أن يخطر في الأحلام".

ويلفت يسرائيل الأنظار، إلى أنّ ترامب أوضح للقادة العرب، بشكل غير مباشر، أنّ "عودة أميركا للمنطقة تتطلّب أن تأخذ أنظمة الحكم العربية على نفسها مخاطر، عندما أوضح أنّ الولايات المتحدة لن تخوض الحرب ضد الإرهاب نيابة عنها".


وفي السياق، يجزم جاكي حوكي، معلّق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، بأنّه على الرغم من تركيز ترامب على "الحرب على الإرهاب"، في خطاباته في الرياض، إلا أنّ الأدوات التي يطرحها "ستشجع فقط الإرهاب".

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، لفت حوكي إلى أنّ أحد أهم أسباب تعاظم الإرهاب، في العالم العربي والإسلامي يتمثّل "في غياب الديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان"، معتبراً أنّ آخر ما يعني الولايات المتحدة، هو التخلّص من هذين السببين.

وأعاد حوكي للأذهان حقيقة، أنّ قائمة التنظيمات "الإرهابية" التي أشار إليها ترامب، في خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الأميركية، "تتفق مع المعايير الإسرائيلية في حين يسود بشأنها خلاف داخل العالمين العربي والإسلامي".

وحسب حوكي، فإنّ دولاً عربية وإسلامية، لا تشاطر ترامب تصنيف حركة "حماس" ضمن التنظيمات "الإرهابية".

وأوضح أنّه على الرغم، من أنّ جميع الذين حضروا قمة الرياض، لا يؤيدون "حزب الله" اللبناني، الذي صنّفه ترامب "تنظيماً إرهابياً"، إلا أنّ الدول العربية التي تناصب الحزب العداء، لا تبدي في المقابل حماساً لتصعيد المواجهة ضدّه، خشية أن يؤدي الأمر إلى فوضى تؤثر في المحيط بأسره.


من ناحيته، لفت حمي شليف، معلّق الشؤون الأميركية، في صحيفة "هآرتس"، الأنظار، إلى أنّ الحكّام العرب، يضعون رهاناتهم على ترامب "في أقسى فترات ضعفه"، لافتاً إلى أنّ الاستقبال "الخرافي" الذي حظي به في الرياض، لن يحسّن من مكانته الداخلية، وأمام الرأي العام الأميركي، في أعقاب تواصل الكشف عن سلسلة الفضائح، التي تورط فيها هو ومستشاروه.

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، يرى شليف أنّه على الرغم من أنّ الاستقبال الذي حظي به ترامب، يدلل على أنّه بات يملك المكانة ذاتها التي تمتع بها يوماً "لورانس العرب"، إلا أنّه قد يسدل الستار على مستقبله السياسي، في أي لحظة.

وسخر شليف من رهان كل من إسرائيل والعالم العربي، على إدارة ترامب حرباً ضد إيران، محذراً من أنّ ساكن البيت الأبيض "يمكن أن يخيّب أمل الطرفين"، ولا سيما في ظل فوز المعتدل حسن روحاني، بولاية رئاسية ثانية.

من ناحيته، قال شالوم يروشلمي، المعلّق السياسي في صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، إنّ التنازل الوحيد الذي قد يقدّمه ترامب للزعماء العرب، في الوقت الحالي، "يتمثّل في عدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس".

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، قال يروشلمي إنّه بعد أن نجح ترامب "في تفريغ الخزانة السعودية من الأموال بعد صفقات السلاح الضخمة وضمن توفير فرص العمل للأميركيين، فليس من المنطقي أن يقدم على إحراج السعوديين والعرب بنقل السفارة".

وسخر يروشلمي من حديث ترامب، خلال خطابه أمام قمة الرياض، عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلاً إنّه جاء فقط لتحقيق مكاسب اقتصادية للولايات المتحدة، وليس من أجل حل الصراع، لافتاً إلى أنّ الرئيس الأميركي "لا يملك أية خطة لتحقيق هذا الهدف".



المساهمون