خاص | نائب في حزب الله يتحدث عن "هدنة غزة" ومفاجآت بانتظار الاحتلال

05 يوليو 2024
النائب عن حزب الله رامي حمدان، 22 إبريل 2022 (فيسبوك)
+ الخط -

جبهة لبنان تشهد تصعيداً قد يكون الأعنف منذ 8 أكتوبر

مواقع إسرائيلية جديدة صارت في مرمى نيران حزب الله

حسن نصر الله التقى وفداً من حماس بقيادة خليل الحيّة

أكد عضو كتلة حزب الله اللبناني البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب رامي أبو حمدان أنّه "عندما تتوقف الحرب في غزة، تتوقف في لبنان"، مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد" اليوم الجمعة أنّه "لا يمكن التحدث بخصوص الهدنة حتى نرى ذلك حصل جدياً، لأن الأطراف نفسها تعمل على وقف إطلاق النار، والمعطيات ذاتها، وكذلك ردود الفعل". واعتبر أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "كعدو إسرائيلي، لم يقدمّ الشيء الجديد، إذ لا يزال ينطق برأيَيْن، الأول يدفع باتجاه تأييده الهدنة، وضرورتها، ثم يقول نعم تاركاً التحفظات، ليكون له بذلك هامش استكمال عمله الإجرامي".

وتشهد جبهة لبنان الجنوبية تصعيداً قد يكون الأعنف منذ بدء المواجهات في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وذلك عقب اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي القيادي في حزب الله محمد نعمة ناصر مع مرافقه في منطقة الحوش في الجنوب اللبناني أول من أمس الأربعاء، وما تبعه من ردّ للمقاومة باستهداف ما يزيد عن عشرة مقار وقواعد إسرائيلية بأكثر من عملية عسكرية استخدم فيها سرباً من المسيّرات الانقضاضيّة، وصواريخ البركان الثقيلة، وأسلحة متطوّرة من مختلف الأنواع.

وبانتظار نتائج مفاوضات غزة وسط أنباءٍ تتحدث عن أنّ حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والمحادثات التي يجريها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للتهدئة في لبنان، يبقى سيناريو الحرب الشاملة مفتوحاً خصوصاً في ظلّ ارتفاع التهديدات الإسرائيلية بسلك الخيار العسكري في حال فشل الحل الدبلوماسي السياسي، وتأكيد حزب الله جهوزيته ونيّته أيضاً استهداف مواقع جديدة تابعة للاحتلال، معلناً امتلاكه العديد من المفاجآت.

وأضاف أبو حمدان أن الجانب "الأميركي من جهته لم يكن جدياً بأي يوم من الأيام في الهدنة، طالما لم يوقف إمداد العدو الإسرائيلي بالسلاح، ولم يقدم خطوات عملية حقيقية تدعم التوجّه نحو الهدنة"، مشدداً "نحن واضحون جداً، تتوقف الحرب في غزة، تتوقف في لبنان. هذا هو المبدأ ولم يتغير موقفنا، وإذا لم تقف في غزة لن تقف في لبنان".

مواقع جديدة في مرمى نيران حزب الله

وحول تصعيد حزب الله عملياته العسكرية في اليومين الماضيين ضد مواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية رداً على اغتيال القيادي محمد نعمة ناصر، قال أبو حمدان "على العدو أن يعلم أنه لا يمكنه أن يغتال أيّا من القادة الميدانيين ساعة يشاء، ولن ندعه يتوقع ردة فعلنا، بل على العكس، نحن نناور، ونواجه عدوا عليه أن يتوقع دائماً المفاجآت". وأردف النائب عن حزب الله "هناك مواقع جديدة للعدو ستكون في مرمى نيران حزب الله وأغلب المواقع التي تستهدفها المقاومة هي مستحدثة، وذلك له بُعدان؛ الأول أنه كلما عمد العدو إلى التعلية والتوسعة سنعلّي ونوسّع، والثاني أننا نتابع المواقع المستحدثة وبذلك رسالة بأن حزب الله يعمل على جمع استخبارات آنية وبالمواكبة، وليس لديه فقط بنك أهداف مسبق التحديد".

تقارير عربية
التحديثات الحية

تبعاً لذلك، قال أبو حمدان "نحن نبعث رسالة واضحة للعدو بأننا نتابعه حتى بمناقلاته الجديدة في الجبهة، هي تحت النظر ويمكن أن نطاولها وبدقة، ونحن بالمواجهة جديّون، ولا ينفع معنا التهديد، ولن نرضى أن يتعرّض لبنان لما تتعرّض له غزة، ممنوع الاستفراد، وعلى العدو أن يعلم أنه لا يمكن أن يفعل بلبنان ما فعله بفلسطين، لذلك نعلّي السقف، ونناور بالأهداف ونوعية الأسلحة لإيصال رسائل حقيقية وجدية في الميدان".

سيناريو حرب شاملة؟

وحول انعكاس فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وما اذا كانت ستفتح الباب أكثر نحو حرب شاملة في لبنان، أوضح أبو حمدان "يبدو أن الإسرائيلي أصبح يستجدي التوصل إلى الهدنة، لكن كل شيء يمكن أن يحصل، أصل الحرب الشاملة فرضية قائمة وإن كانت بعيدة المدى"، لافتاً إلى أن "الحرب الشاملة كلام دائم عند الإسرائيلي لكنه يحتاج إلى ظروف يهيئ لها، أما نحن فلا نريد الحرب على الإطلاق، لكن إذا فرضت علينا فمن واجبنا الأخلاقي والإنساني والوطني أن نكون جاهزين لها، وليس على حسابات الإسرائيلي".

وتابع "هناك من يتخوف من أن يحصل في لبنان ما يجري في غزة في حال الحرب الشاملة، لكن هذا لن يحدث، ففي لبنان مقاومة جاهزة ومستعدة، ولن تقع بعنصر المباغتة المفقود عند الإسرائيلي، نحن أعيننا مفتوحة وحاضرون في الميدان، والكلام كله يبقى في النهاية للميدان".

وبخصوص المحادثات التي تحصل بين الوسيط الأميركي هوكشتاين والموفد الرئاسي الفرنسي لودريان للتهدئة في لبنان، قال أبو حمدان "كل ما يأتي به الفرنسيون والأميركيون والغربيون من طروحات لا يخدم سوى المصلحة الإسرائيلية، وهوكشتاين كما لودريان لم يطرحا أي جديد، وحديثهما أساساً في المكان الخاطئ، فعندما تنتهي (الحرب) في غزة تنتهي في لبنان، ولا مفاوضات على حساب جراحات الناس وتضحياتهم". وأضاف "من يتعاطى معنا دولياً يأتي بروحية استنسابية وانحيازية، وإذا دخل الإسرائيلي لاحقاً معنا في مواجهة نعلم أين سيكونون فهم يهيئون الأرض للإسرائيلي".

حزب الله يرفض مقترح هوكشتاين

وتوقف أبو حمدان عند ما ذكرته وسائل إعلام عبرية بأن هوكشتاين يقترح نزع سلاح حزب الله في الجنوب ودفع قوات الرضوان، التابعة لحزب الله، إلى مسافة عشرة كلم عن الحدود، قائلاً، "هوكشتاين لم يطرح أي طرح جديد، وقوات الرضوان من أهالي وأبناء البلدة. الأميركي والغربي دائماً ما يتحدثون عمّا يجب على لبنان أن يفعل، ولكنهم لا يأتون على ذكر ماذا على العدو أن يفعل، وذلك لحفظ أمن الكيان، كما أنهم لا يقولون إن الإسرائيلي مُدان أو حتى بالحد الأدنى هم لا يساوون في المسؤولية، من هنا فإنّ كل حراك المبعوثين لا فائدة منه".

وختم أبو حمدان حديثه بتكرار التأكيد أن الحرب على جبهة لبنان تتوقف عندما تتوقف الحرب في غزة، مشدداً في المقابل على أنه "إذا توقفت الحرب لا يعني أننا ذاهبون باتجاه مفاوضات، فنحن لم نبدأ المشكل للتفاوض، وحقوقنا سننتزعها، لا نفاوض عليها، وبالتالي دخلنا الحرب لمساندة غزة وأهلها، فضلاً عن انعكاس ذلك على المصلحة الوطنية، أما الملفات الأخرى فيأتي الحديث عنها في حينه، فنحن بموقع قوّة"، معتبراً أن "كل ما يحصل اليوم سيعود بالخير على لبنان وبكل حقوقه القريبة وبعيدة المدى".

المساهمون