الأرض في أبجديات الفصائل الفلسطينية.. أولاً وأخيراً

30 مارس 2017
لا يختلف الفلسطينيون على التمسّك بأرضهم (مأمون وزوز/الأناضول)
+ الخط -
لا يختلف الفلسطينيون على أرضهم، فالخلاف السياسي الموجود يتعلق في الأساس بقضايا ثانوية وانقسامية، حتى لو حاول البعض التفريط بها، يبقى ذلك محصوراً في فريق "منبوذ"، لم يقبل الآخرون له التفريط أو حتى التنازل والتفكير به. وفي الذكرى الـ41 ليوم الأرض الخالد، يحيي الفلسطينيون في الداخل والخارج فعاليات تؤكد أنّ الأرض هي العرض، وأنّ فلسطين التاريخية كلها للفلسطينيين، وأنّ الاحتلال مهما تجبر وسلب الأرض، فإنه إلى زوال.

ويقول المتحدّث باسم "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، عبد اللطيف القانوع، لـ"العربي الجديد"، إن السياسة الإسرائيلية، منذ الاحتلال عام 1948، لم تختلف كثيراً، وهي قامت على ابتلاع الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني أملاً في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

ويشدد القانوع على تمسك حركته الكامل بفلسطين كاملة، دون السماح لأحد بالتفريط أو المساومة عليها أو التنازل عنها، ومواجهة المخططات الإسرائيلية، والعمل على إفشالها بشكل كامل، دون السماح بطمس الهوية الفلسطينية.

أما عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، والناطق باسمها، فايز أبو عيطة، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ ذكرى يوم الأرض تعتبر تأكيداً على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وتمكينه من العيش بحرية وكرامة، وتقرير مصيره كباقي شعوب العالم.

ويوضح أبو عيطة أن حركة "فتح" من ضمن أولوياتها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وإبقائه صامداً من أجل مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى مصادرة أراضيه، والسيطرة عليها من أجل القيام بالمزيد من التوسع الاستيطاني.

ويشدد القيادي في "فتح" على ضرورة تصعيد كافة أشكال المقاومة في وجه الاحتلال، لا سيما المقاومة الشعبية من أجل الحفاظ على الأرض الفلسطينية، في الوقت الذي تضرب به إسرائيل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط باستمرار الاستيطان.



ويشير أبو عيطة إلى "النجاح الدبلوماسي" الذي قامت به السلطة الفلسطينية قبل أشهر، عبر انتزاع قرار أممي رقم 2334 بشأن إدانة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، كونها إحدى الدول المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

في السياق، يشدد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، كايد الغول، على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام الداخلي، والعمل على إعادة صياغة الاستراتيجية الفلسطينية بشكل عام، وبناء المؤسسات الفلسطينية، لا سيما منظمة التحرير الفلسطينية والتوافق على برنامج مشترك.

ويقول الغول لـ"العربي الجديد"، إن ذكرى يوم الأرض تشكل مثالاً على التمسك الفلسطيني بالأرض، وحالة التوحد في مواجهة القوانين الإسرائيلية الخاصة بمصادرة الأراضي، والتي عززت الانتفاضة في وجهه من أجل الدفاع عن أراضي الشعب الفلسطيني.

ويلفت القيادي في "الجبهة الشعبية" إلى ضرورة رفض أي محاولة لشرعنة الاستيطان، ومواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية الرامية لمحاولة إعطاء الشرعية لجزء من الاستيطان عبر سياسات خاصة، والعمل على رفضه بمختلف الأشكال والوسائل وعدم الاستجابة لكل الضغوط.

بدوره، يقول القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، لـ"العربي الجديد"، إنّ الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض أضحى أكثر تمسكاً بأرضه وبخيار المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي حتى تحرير كامل أرضه، وإقامة دولته على كامل الأراضي المحتلة عام 1948.

ويؤكد المدلل أن حركته متمسكة بخيار المقاومة المسلحة باعتباره خيارًا أساسيًّا لتحرير الأراضي الفلسطينية، ومواجهة الممارسات الإسرائيلية التي يقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، والمتمثلة في مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني وتهويد مدينة غزة.

ويشدّد القيادي في "الجهاد الإسلامي" على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأن تتحول أرضه إلى إسرائيل، عبر محاولة فرض هوية خاصة، وتغيير الأسماء والمعالم، وهو ما يحاوله الاحتلال بشكل مكثف، في الآونة الأخيرة، لا سيما في مدينة القدس المحتلة، ومحاولة فرض إجراءات خاصة بها.

ويدعو المدلل إلى ضرورة إنجاز وحدة وطنية تقوم على بناء استراتيجية وطنية جامعة لكل الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وذلك لمواجهة الاحتلال وإجراءاته الاستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبشكل خاص حماية المسجد الأقصى.​