وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب أصدره، مساء اليوم، إن "طواقمه قدمت العلاج لنحو 140 إصابة في الضفة الغربية بما فيها القدس، منها 18 إصابة بجروح بالرصاص المطاطي، و107 بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، و15 إصابات متفرقة أخرى".
وفي القدس المحتلة قمعت قوات الاحتلال بشكل وحشي المواطنين المقدسيين في شارع صلاح الدين بالمدينة المقدسة، وسط اعتداء بالضرب والاعتقال بحق عدد منهم، خلال فعالية احتجاجية على قرار ترامب وسط المدينة.
بينما شرعت قوات الاحتلال، التي تتمركز على بوابات المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات ما بعد عصر اليوم، باحتجاز بطاقات المواطنين الفلسطينيين من كل الفئات الذين يدخلون المسجد.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات في مخيم شعفاط شمال القدس، وقد لفت الهلال الأحمر إلى أن طواقمه تعاملت مع إصابة طفيفة في الصدر من جراء إصابة شخص بالرصاص المطاطي الإسفنجي وتم التعامل معها ميدانياً.
كذلك اندلعت مواجهات، مساء اليوم، في بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة، ومواجهات مماثلة على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا شرق الضفة، فيما انطلقت مسيرة شموع ومشاعل في مدينة أريحا احتجاجاً على قرار ترامب.
وفي منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عدداً من الإصابات، بجروح بالرصاص المطاطي وحالات اختناق، بينما ذكر الصحافي، عامر أبو عرفة، لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال تتعمّد إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الصحافيين خلال تغطيتهم الأحداث.
وفي مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، على المدخل الشمالي للمدينة بالقرب من حاجز بيت إيل، وتعمدت قوات الاحتلال استهداف الصحافيين هناك، فيما ذكر الهلال الأحمر أن طواقمه تعاملت مع ست إصابات بالرصاص المطاطي المغلف بالمطاط و29 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
مسيرة طلابية
إلى ذلك، ذكرت مصادر صحافية أن جنود الاحتلال احتجزوا سائق سيارة عمومية من قرية النبي صالح شمال غرب رام الله أثناء مروره قرب البرج العسكري على مدخل القرية، ثم انهالوا عليه بالضرب وهو مقيد اليدين ولم تعرف هوية السائق.
وفي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، أصيب كثير من الفلسطينيين بينهم صحافيون، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات شهدها المدخل الشمالي للمدينة، عقب مسيرة دعت إليها لجنة التنسيق الفصائلي في المدينة، فيما كان قد أصيب عدد من تلامذة المدارس صباح اليوم، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع عند المدخل الشمالي للمدينة، بعدما قمعت قوات الاحتلال مسيرة طلابية منددة بقرار ترامب.
من جانب آخر، هاجم عشرات المستوطنين المتطرفين، عصر اليوم السبت، قرية بورين جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث اندلعت مواجهات بينهم وبين الشبان الذين تصدوا لهم.
واندلعت مواجهات بين شبان بلدة بيت فوريك جنوب شرق نابلس وجنود الاحتلال، وقد أصيب عدد من الشبان من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
في السياق، أصيب عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق من جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت في بلدة قفين شمال مدينة طولكرم شمال الضفة، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال المتمركزة بالقرب من بوابة جدار الفصل غربي البلدة، أطلقت قنابل الغاز بشكل مكثف تجاه الشبان، وقد تعاملت طواقم الإسعاف مع الإصابات ميدانياً.
وفي قرية زيتا شمال طولكرم، أصيب عدد من الشبان بالاختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال في المواجهات المندلعة هناك. كذلك أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من مصانع جيشوري الاحتلالية، غربي مدينة طولكرم، حيث وصلت أعداد من الشبان إلى المنطقة للتعبير عن رفضهم قرار ترامب.
وأصيب 17 شاباً فلسطينياً بجروح ورضوض متفاوتة بعد اعتقالهم وتعرضهم للضرب العنيف والوحشي من قبل جنود الاحتلال في أعقاب المواجهات التي شهدها شارع صلاح في مدينة القدس.
وأفاد المحامي خلدون نجم الذي تابع ملف المعتقلين لـ"العربي الجديد"، بأن اثنين منهم نقلا إلى مستشفى "شعاريه تصيدق" الإسرائيلي في القدس الغربية، إصابة أحدهما بالرأس وخطيرة؛ فيما إصابة الآخر متوسطة.
وأشار نجم إلى أن المعتقلين ما زالوا محتجزين في مركز تحقيق بشارع صلاح الدين حتى يتم نقلهم إلى سجن المسكوبية بالقدس وعرضهم على المحكمة غداً الأحد.
في حين، ما زالت قوات الاحتلال تحتجز جهاد أبو زنيد النائب في المجلس التشريعي والتي اعتقلت ظهر اليوم، وتعرضت للضرب خلال ذلك.
وكشف نجم أن عمليات تعذيب وحشية تعرض لها جميع المعتقلين، ما أدى إلى إصابة معظمهم بكسور.
إلقاء حجارة على الشرطة الإسرائيلية
في الداخل الفلسطيني، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شاباً وقاصراً من قرية عرعرة في المثلث الشمالي، مساء اليوم السبت، في أعقاب مظاهرة نصرة القدس احتجاجاً على إعلان ترامب. ورفع المتظاهرون شعار "القدس عاصمة فلسطين" وأعلام فلسطين.
ووفق المعلومات المتوفرة فقد قام ملثمون برشق الحجارة باتجاه عناصر الشرطة الإسرائيلية، ما أجبرهم على الفرار تحت وابل الحجارة، قبل أن يعودوا مجدداً إلى المكان. وأصابت الحجارة حافلة ركاب كانت تسير على شارع 65 في منطقة وادي عارة متوجهة إلى تل أبيب.
وتعتبر هذه أول مظاهرة في الداخل المحتل عام 1948 لا تمر بهدوء منذ إعلان ترامب. وعادة ما تشهد مثل هذه المظاهرات اعتقالات أخرى.
المتظاهرون يغلقون شارع وادي عارة
وتظاهر المئات من فلسطينيي الداخل، مساء اليوم، في شارع وادي عارة على مفرق قرية عارة عرعرة، حيث قام المتظاهرون بإغلاق شارع وادي عارة الرئيسي، ما أدى إلى اختناقات مرورية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واللافتات والشعارات المنددة والرافضة لقرار ترامب، مؤكدين أن القدس كانت وما زالت فلسطينية عربية إسلامية.
وقال ناشط سياسي من عارة لـ"العربي الجديد": "تصريح ترامب لم يمر واعترافه لن يغير شيئاً على أرض الواقع في القدس. القدس ستبقى لنا عربية من البحر إلى النهر، ولكن هذه ردة فعل واحتجاج على ما قاله ترامب. الفعل الصحيح سيكون في وجودنا في القدس وزيارات للقدس والأعمال والتخطيط المدروس".
وأضاف "هذه ردة فعل وجواب صارخ في الشوارع وإغلاق شوارع. هذا غير كافٍ، سيكون الرد مناسباً من الداخل ومن الضفة وغزة".
وقال أحمد ملحم من عارة: "المجتمع الفلسطيني عامة غاضب جداً من المواقف العربية"، قبل أن يضيف: "القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب وليست الشعب الفلسطيني. هذه المظاهرات يجب أن تكون قوية في العواصم العربية والدول الإسلامية كذلك".
كذلك نظمت وقفات احتجاجية في الشارع الرئيسي الموصل بين الطيرة والطيبة في المثلث الجنوبي، وفي مدينة راهط بالنقب، صباح اليوم، وكذلك في قرية مجد الكروم والرينة في الجليل.
ورفع المتظاهرون شعارات مثل "القدس عربيّة" و"القدس عاصمة فلسطين الأبديّة"، كما شارك العشرات في وقفة احتجاجيّة، على مفرق المركز الجماهيري في رهط رفضاً لقرار ترامب.
فتح تدعو لتصعيد المواجهات
من جانبها أكدت حركة فتح، اليوم السبت، على استمرار التصعيد ضد قرار ترامب، وتوسيع رقعة المواجهة والاشتباك على كافة نقاط التماس والاحتكاك والحواجز العسكرية الإسرائيلية والطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون، ورفع حالة التضامن بين كل فئات الشعب الفلسطيني على طريق تحقيق أهدافه الوطنية.
ورفضت حركة فتح في بيان لها، رفضاً قاطعاً، استقبال نائب الرئيس الأميركي بينس، واعتبرته شخصية غير مرغوب فيها، واعتبرت كذلك كل الدبلوماسيين والموظفين الأميركيين غير مرحب بهم في أراضي الدولة الفلسطينية حتى العودة عن القرار الأميركي الجائر.
وفي حين دعت فتح الفعاليات والمؤسسات الوطنية المسيحية إلى تخصيص يوم غد الأحد لأداء الصلوات وقرع أجراس الكنائس وتنظيم المسيرات والوقفات المنددة بالقرار الأميركي الظالم، دعت لاعتبار الأيام المقبلة أيام غضب ومواجهة مفتوحة مع قوات الاحتلال والمستعمرين المستوطنين على أن يشمل ذلك قطع الشوارع الالتفافية.
كذلك دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، في بيان لها، إلى استمرار وتوسيع الحالة الشعبية التي رسمت بالدماء في قطاع غزة والضفة الغربية أمام المنعطف المهم على صعيد القضية الوطنية برمتها، رفضاً للعنهجية الأميركية باعتبار القدس عاصمة للاحتلال، ودعت القوى كذلك إلى مزيد من الغضب الشعبي العارم وإلى الشوارع والساحات باستلهام ذكرى الانتفاضة الأولى.