رئيس أكاديمية كرة قدم في غزّة يروي لـ"العربي الجديد" حكاياها ويستذكر الشهداء
استمع إلى الملخص
- أكاديمية "المحترفين" حققت إنجازات رياضية بارزة، منها الفوز ببطولة الأندية في غزة ووصافة بطولة "باريس الدولية"، ورئيسها إياد سيسالم عبّر عن حزنه لفقدان المدرب واللاعبين.
- رغم الخسائر، أكد سيسالم استمرار الأكاديمية في دعم المواهب الشابة، مع وعد بالنهوض مجددًا بعد الحرب، مع أمل بعودة السلام.
خسرت كرة القدم الفلسطينية الكثير من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 لاعبين، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بينهم 84 طفلاً، حسب البيانات، التي أصدرها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
وودّعت أكاديمية "المحترفين" في قطاع غزّة ثمانية من أبنائها، إثر استهداف قوات الاحتلال المتكرر لجميع مناطق قطاع غزّة، بالإضافة إلى مديرها الفنّي، هاني المصدّر، المدرب العام لمنتخب فلسطين الأولمبي لكرة القدم. وأكد رئيس أكاديمية المحترفين، إياد سيسالم، في حوار أجراه معه "العربي الجديد"، أن أهداف الأكاديمية التي تأسست عام 2016، تركّزت على الاهتمام بقطاعات الناشئين في قطاع غزّة، وصقل مواهبهم للوصول بهم إلى المنتخبات والأندية الفلسطينية، أو الاحتراف الخارجي، وأنه لم يتوقّع أبداً أن تفقد الأكاديمية ثمانية من أبنائها لأي سبب من الأسباب.
وحصلت "المحترفين" على بطولة الأندية والأكاديميات في قطاع غزّة عام 2019، بالإضافة إلى وصافة البطولة عاميّ 2020، و2021، فيما حقّقت إنجازها الأهم بالحصول على مرتبة الوصافة في أولى مشاركاتها الدوليّة، وكان ذلك في بطولة "باريس الدوليّة" بفرنسا، عام 2018.
وتحدث سيسالم لـ"العربي الجديد" عن الألم الكبير، الذي تجرّعه بصفته رئيسا للأكاديمية، نتيجة رحيل المدرب الفلسطيني هاني المصدر، شارحاً الأمر: "رحيل أخي وصديقي المدرب، هاني المصدّر، شكّّل فاجعة لفلسطين، إذ عمل مديراً فنيّاً للأكاديمية، وحصل معها على وصافة البطولة الوديّة في فرنسا، إلى جانب عمله مع المنتخب الوطني الأولمبي، وهو أحد أفضل المدربين في فلسطين".
وفي ما يتعلّق بذكرياته عن اللاعبين الشهداء الثمانية، الذين رحلوا بسبب قصف الاحتلال، يؤكد سيسالم: "استشهاد ثمانية أقمار من لاعبي أكاديمية المحترفين شكّّل صدمة كبيرة لي. للأسف قتل الاحتلال أحلام هؤلاء اللاعبين، وأذكر من بينهم: صبحي أبو سمرة، الذي شارك مع منتخب الناشئين في بطولة الصداقة بالنرويج عام 2023، والشهيد عبد الرحمن أبو غولة، مواليد العام 2011، والذي شارك مع أكاديمية المحترفين في بطولة مواليد العام 2008 بقطاع غزّة، فكان أصغر لاعبي البطولة، أما الشهيد قسام الحاج فكان يحلم بأن يصبح طبيباً فلسطينياً بارعاً، قبل أن يقتله الاحتلال".
وضمّت أكاديمية المحترفين نحو 3500 لاعب منذ تأسيسها، وحتى اليوم الأول من حرب الإبادة، التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، موزّعين على خمسة فروع للأكاديمية، التي شكّلت رافداً مهماً للفئات السنيّة في الأندية، أو المنتخبات الوطنيّة الفلسطينية.
وفيما يتعلّق بقائمة شهداء الأكاديمية، فقد رحل اللاعب قسام الحاج (18 عاماً) مع والدته، في قصف احتلالي استهدف منزلهما بمخيم النصيرات، في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما رحل اللاعب صبحي أبو سمرة (16 عاماً) مع والده في الخامس والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني 2024، في قصف احتلالي استهدف قطاع غزّة، فيما استشهد زميله عبد الرحمن أبو غولة (13 عاماً)، في التاسع عشر من شهر إبريل/ نيسان الماضي، إلى جانب عشرة من أفراد عائلته.
وعلى طريقة زملائهم الشهداء رحل كلّ من: كريم شعت، وصلاح أبو دلو، وعبد الله جرادة، ومحمد سالم، شهداءً في حرب الإبادة المستّمرة على أبناء قطاع غزّة تحديداً، وكان أصغرهم اللاعب الشهيد نصر جرادة، صاحب الأعوام الستّة.
ووعد سيسالم، في حديثه مع "العربي الجديد"، بألا تتوقّف أكاديمية المحترفين في قطاع غزّة عن عملها، مختتماً: "أتمنى من الله العلي القدير أن تنتهي هذه الحرب اللعينة، وأن يتوقف شلال الدم، وبإذن الله سنبدأ من جديد، وستنطلق أكاديمية المحترفين بعملها، ونحن قادرون على النهوض مرة أخرى فنحن شعب يحب الحياة".