تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية: المواجهات الشاملة في 2018 واردة

01 يناير 2018
جيش الاحتلال مستنفر في الجولان المحتل (جلاء ماري/فرانس برس)
+ الخط -



على الرغم من أن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) قدّرت أن "فرص مبادرة طرف خارجي لشنّ حرب على إسرائيل خلال العام 2018 الحالي تقارب الصفر"، إلا أنه في الوقت ذاته لم تستبعد "نشوب مواجهات شاملة على الجبهتين الجنوبية والشمالية جراء مواجهات موضعية لا يقصد أحد أن تفضي إلى اندلاع مواجهات شاملة". وفي تقرير للشعبة، سيقدم للحكومة الإسرائيلية في الأسبوع الحالي، تمّ الكشف عن أهم اتجاهاته عبر صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر، أمس الأحد. ومن هذه الاتجاهات أن "فرص حدوث احتكاكات يمكن أن تفضي إلى حرب شاملة بين الجيش الإسرائيلي وكل من حزب الله والمليشيات الشيعية المتمركزة في سورية ولبنان، أو مع حماس في الجنوب خلال 2018 تعاظمت إلى حدّ كبير". وشدّد التقرير على أن "كلا من إسرائيل وجميع هذه الأطراف غير معني بالأساس بنشوب مثل هذه المواجهة". وأضاف أن "كلا من نظام بشار الأسد وحزب الله غير معني بمواجهة مع إسرائيل بسبب الرغبة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الدائرة، في حين أن حركة حماس معنية بشكل خاص بتوفير بيئة تسمح بإنجاح تنفيذ اتفاق المصالحة".

ورأى تقرير "أمان"، أن "مواجهة شاملة في الجنوب يمكن أن تنشب في أعقاب نجاح إسرائيلي آخر في الكشف عن أحد الأنفاق الهجومية التي سبق لحماس أن قامت بحفرها، في حين أن مواجهة على الجبهة الشمالية يمكن أن تنجم في أعقاب قيام إسرائيل بشن غارة في العمق السوري، مما قد يجبر أطرافاً داخل سورية على الرد، مما يعجل باندلاع مواجهة شاملة". ومع أن التقرير قدّر أن "المواجهة الشاملة في الجنوب أو الشمال يمكن أن تستمر لعدة أيام فقط"، لكنه لا يستبعد في المقابل أن "يطول أمدها أكثر من ذلك". وحسب المعلق العسكري لـ "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، فإن "معدي التقرير ينطلقون من افتراض مفاده أنه يتوجب على إسرائيل إبداء أقصى درجات الحذر في عملياتها الميدانية خلال العام الحالي واختيار الأهداف بدقة، من أجل تقليص فرص اندلاع المواجهة الشاملة".

وأوصى التقرير بأنه "في حال حدث تصعيد عسكري بالفعل على الجبهة الشمالية أو الجنوبية، فإنه يتوجب على إسرائيل القيام بخطوات تقلص فرص تحطيم قواعد المواجهة الحالية والانجرار نحو مواجهة شاملة". ولفت التقرير بشكل خاص إلى أن "ما يدفع للاعتقاد بأن فرص المواجهة تتعاظم في 2018 حقيقة أن حزب الله وحركة حماس كليهما يحرصان على مراكمة القوة العسكرية بشكل متواصل في حين أن إسرائيل تصر على إحباط مخططاتهما على هذا الصعيد". وأوضح أنه "ليس وارداً لدى إسرائيل إبداء أي تسامح إزاء سعي حماس وحزب الله لمواصلة مراكمة القوة العسكرية، خشية أن يتم استخدام الوسائل القتالية التي تصل إلى هذين الفصيلين ضد إسرائيل في المواجهات العتيدة". ورجّح التقرير أن "تقدم إسرائيل على ما تجنبته في السنوات الماضية والقيام بشن هجمات ضد أهداف لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، في حال أقدم حزب الله على إنتاج وسائل قتالية كاسرة للتوازن داخل لبنان وذلك لتجنب عمليات القصف التي تتعرض لها إرساليات ومخازن السلاح التابعة له في سورية".

وشدّد التقرير على وجوب أن "تتحلى القيادة السياسية الإسرائيلية بأقصى درجات الحذر في تصريحاتها، خشية أن يتم تفسيرها بشكل خاطئ من قبل الأطراف الأخرى، مع التحذير من خطورة الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام الإسرائيلية من خلال تقاريرها حول نوايا إسرائيل والتي يمكن أن يعتمد عليها الأعداء في اتخاذ قرارات بشأن المواجهة".



ووصف التقرير عام 2018 بأنه "العام الذي يلي"، في إشارة إلى أنه جاء بعد تحولات عدة مهمة، منها ما وصفه بـ"انتهاء "الحرب الأهلية في سورية"، و"إلحاق الهزيمة بداعش في العراق وسورية"، و"إمكانية أن يتجه التنظيم للتمركز في مناطق أخرى".

كما أشار التقرير إلى أن "عام 2018 هو العام الذي يلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فحتى لو ظل رئيس السلطة في موقعه خلال هذا العام، فإن الخلافات حول وراثته ستتفجّر بشكل غير مسبوق". ولفت التقرير إلى أن "2018 سيكون حاسماً بشأن مصير الاتفاق النووي مع إيران"، لافتاً إلى أنه "سيشهد اختباراً لما ورد في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاتفاق".

وأشار التقرير إلى "بعض مصادر التفاؤل المتمثلة في المشاكل التي تعترض طريق إيران في سورية، سيما تنافسها مع روسيا على مشاريع إعادة الإعمار وخوف نظام الأسد من أن يدفع الثمن جراء تعاظم النفوذ الإيراني في سورية". وذكر التقرير أن "التظاهرات التي تفجرت داخل إيران تمثل مصدرا آخر من مصادر إعاقة التحركات الإيرانية في المنطقة وتحديداً في سورية".

وأوصى التقرير الحكومة الإسرائيلية بـ"التشاور المستمر مع الولايات المتحدة وروسيا والاستعانة بهما في مواجهة التحولات السلبية في المنطقة". وطالب، بدرجة أقل، بـ"التعاون مع الدول الأوروبية وبعض الدول السنية المؤثرة، والاستعانة بها في محاصرة هذه التحولات".

وعلى الرغم من أن التقرير اعتبر أنه "لا يوجد خطر يهدد بقاء الأنظمة العربية القائمة"، إلا أنه استثنى النظام المصري من ذلك، مشيراً إلى أن "مصر غير قادرة على مواجهة التحديات الأمنية، التي يمثلها تنظيم ولاية سيناء". وأضاف أنه "على الرغم من أن ولاية سيناء يركز بشكل خاص على ضرب أهداف داخل مصر، إلا أنه من غير المستبعد أن يقدم على تنفيذ عمل نوعي ضد إسرائيل".

في سياق متصل، أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية في مقابلة أجرتها معه مساء السبت، بأن "القذائف التي أطلقتها أخيراً مجموعات فلسطينية من قطاع غزة على المستوطنات اليهودية في منطقة غلاف غزة من إنتاج إيراني".