تقديرات إسرائيلية بارتفاع احتمالات المواجهة مع قطاع غزة

13 نوفمبر 2017
أطلق مردخاي تهديدات لـ"الجهاد الإسلامي" (مومن فايز/Getty)
+ الخط -


تحدّثت صحف إسرائيلية، اليوم الإثنين، عن ارتفاع احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية في غزة، وشنّ عدوان ضد حركة "الجهاد الإسلامي"، واقتراب الأوضاع على الجبهة مع القطاع من "نقطة الاشتعال"، وفق التعبير الذي استخدمه محلّل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان.

في حين تحدّث مراسل صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، عن تكثيف ورفع حالة الجهوزية والاستنفار العسكري من الطرف الإسرائيلي عند الحدود مع قطاع غزة، مستدّلاً على ذلك بصدور توجيهات إسرائيلية رسمية للمزارعين في المستوطنات المحيطة بغزة، بعدم العمل في الحقول المحاذية للسياج الحدودي.

وأبرز موقع صحيفة "معاريف"، اتهامات إسرائيلية بأنّ قيادة "الجهاد الإسلامي" في دمشق، أصدرت أوامرها للجناح العسكرية في قطاع غزة، بالعمل على تنفيذ عملية عسكرية، ردّاً على قيام الاحتلال بتفجير نفق الحركة قبل ثلاثة أسابيع.

وترافق ذلك مع التهديدات التي وجهتها إسرائيل، ممثلة بمنسّق أعمال الاحتلال في المناطق الجنرال يوآف مردخاي، ضد "الجهاد الإسلامي" وقادتها، ورد الحركة على هذه التهديدات، ووصفها بأنّها "إعلان حرب".

وبحسب فيشمان، فقد شهدت الساعات الـ48 الأخيرة، انهياراً أو اختراقاً لعاملي كبح أساسين، هما "صماما أمان" كما يصفهما، كانا يحولان دون تصعيد واقتراب الأوضاع من نقطة الاشتعال: الأول عندما أدركت "الجهاد الإسلامي" أنّ مقاتليها الأربعة الذين كانوا تحت الأنقاض بعد تفجير النفق قد استشهدوا، وأنّ إسرائيل تحتفظ بجثامين وترفض تسليمها للحركة، وهو ما أزاح عملياً العائق الأول أمام تنفيذ عملية انتقامية، بحسب قوله.

أما العامل لثاني الذي تم اختراقه، وفق فيشمان، فهو ما آلت إليه محاولات المصالحة الفلسطينية، وتطبيق اتفاقها على أرض الواقع، في ظل التطورات الأخيرة، ودخول المصالحة كورقة ضمن أوراق التصعيد الإيراني السعودي، والذي بلغ أوجه مع استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، واستدعاء السعودية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومطالبته بوقف كل خطوات المصالحة، طالما واصلت حركة "حماس" مغازلة إيران، بحسب فيشمان، ويعني هذا تراجع رغبة "حماس" في كبح جماح باقي التنظيمات في غزة، وفق رأيه.

وفي هذا السياق، أشارت القناة العاشرة الإسرائيلية، إلى أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، طالب عباس أيضاً بتبنّي مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للسلام في الشرق الأوسط.

وأشار فيشمان، إلى أنّ السعودية تخشى من سيطرة الذراع العسكرية لحركة "حماس" التي انتقلت من الدوحة بقطر إلى بيروت، على القوة العسكرية الفلسطينية في المخيمات، وتجييرها لصالح المحور الإيراني.

وكرّر فيشمان، الاتهامات التي وجّهها منسّق أعمال حكومة الاحتلال الجنرال مردخاي، قبل أيام، لحركة "الجهاد الإسلامي"، بأنّ قيادتها أصدرت أوامر بالإعداد لتنفيذ عملية عسكرية ضدّ إسرائيل، وهو ما نشره أيضاً موقع "معاريف"، أمس الأحد، مضيفاً أنّ رئيس الحركة رمضان شلح، أصدر الأوامر للذراع العسكرية في "الجهاد الإسلامي"، وخلايا الجهاد في قطاع غزة، بالعمل الفوري لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.


وفيما حاول فيشمان الادعاء بأنّ وسائل الإعلام الفلسطينية تؤجج الأوضاع في قطاع غزة، وتنفخ في رياح الحرب، من خلال بثّ تقارير تتحدّث عن نشر إسرائيل لعتاد ومركبات تسير بدون جنود، وإطلاق بالونات للتجسس في أجواء القطاع للمراقبة وجمع المعلومات وبناء مطبات ترابية لنقل المدرعات، أقرّ هرئيل، بحقيقة التصعيد الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة.

وقال هرئيل في هذا السياق، إنّه في الوقت الذي لا يتعدّى فيه التصعيد على الجبهة الشمالية مع سورية وإيران، سقف التصريحات، يتمّ على الحدود مع قطاع غزة، الإبقاء على حالة التأهب والاستنفار.

وبما يعزّز صحة التقارير الفلسطينية، أشار هرئيل إلى أنّ جيش الاحتلال، عزّز من قواته ومن الاستعدادات لإمكانية تنفيذ "الجهاد الإسلامي" عملية عسكرية، انتقاماً على تفجير النفق، قبل ثلاثة أسابيع.

وتطرّق هرئيل، إلى الرسالة التي سجّلها على وسائل التواصل الاجتماعي، الجنرال مردخاي، وتضمّنت تهديدات لحركة "الجهاد الإسلامي"، بأنّها تعد لتنفيذ عملية ضد إسرائيل، مهدّداً أنّه في حال تم ذلك، سيطاول الرّد الإسرائيلي أيضاً سلطة "حماس".

وانضم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، هو الآخر لأصحاب لهجة التهديد، عندما توعّد، أمس الأحد، بالقول إنّ "هناك من يفكرون بمحاولة شن هجوم جديد على إسرائيل. ستكون قبضتنا أشد في وجه كل من يحاول مهاجمتنا".

المساهمون