أطلقت بغداد، فجر أمس الخميس، آخر معاركها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في بلدتي القائم وراوة على الحدود العراقية السورية، بحملة عسكرية حشدت لها أكثر من 30 ألف جندي، تدعمها فصائل من مليشيات "الحشد الشعبي" وقوات العشائر بغطاء جوي واسع من مقاتلات التحالف الدولي والطيران العراقي الحربي.
وتبلغ مساحة المنطقة المستهدفة نحو 50 ألف كيلومتر، تشمل راوة والقائم والصحراء التي تربط بينهما، فضلاً عن مناطق حصيبة والرمانة والكرابلة ووادي موت ومكر الذيب، وصولاً إلى طريق الحجّاج الواصل مع حقل عكاز الغازي، أكبر حقول الغاز العراقية غير المنتجة في الوقت الحالي، وتمثّل هذه المنطقة بمجملها آخر معاقل التنظيم في العراق.
وأحرزت القوات العراقية في الساعات الأولى من الهجوم تقدّماً واضحاً من خلال السيطرة على قواعد عسكرية كانت تحت سيطرة "داعش"، أبرزها قاعدة سعد الجوية الاستراتيجية والتي استُخدمت من قبل نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، في قصف تل أبيب عام 1991، إضافة إلى 11 قرية تم تحريرها وعدد من وديان صحراء الأنبار التي تمتد إلى مناطق داخل البوكمال السورية. وبلغت مساحة المناطق التي تمت السيطرة عليها أمس نحو 10 آلاف كيلومتر مربع من إجمالي المناطق المستهدفة في العملية التي من المقرر أن تنتهي عند "الشريط الحرام" الحدودي بين العراق وسورية. ونفذت المقاتلات العراقية سلسلة غارات بالتزامن مع بدء الهجوم على مناطق داخل الحدود السورية المجاورة بهدف منع وصول أي إمدادات للتنظيم من البوكمال.
وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في بيان إعلان بدء الهجوم الذي أصدره مكتبه في ساعة مبكرة من صباح أمس: "ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل الإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار". وأضاف: "أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم، وليس أمام داعش غير الموت أو الاستسلام". وخاطب القوات العراقية بالقول "شعبنا معكم والحق معكم فانطلقوا على بركة الله فالنصر حليفكم".
من جهته، قال قائد عمليات الأنبار في الجيش العراقي، اللواء محمود الفلاحي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية تمكّنت من تحرير قاعدة سعد الجوية ومركز البحوث الزراعية ومركز الأنواء والرصد الجوي ومقر قيادة عمليات الجيش السابق، فضلاً عن أودية في الصحراء أبرزها النصر، وعبيد، والأغر، والحلقوم، وجحيش، و11 قرية أبرزها قرية أم الوز، والحسينيات، والنادرة، والكعرة وما زالت مستمرة بالتقدم. وأشار إلى أنه تم كسر خطوط الصد الأولى لمسلحي التنظيم وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم. وحول الوقت المحدد لإنجاز المهمة، أوضح الفلاحي أن "الوقائع على الأرض هي من تحدد ذلك، لكن بشكل عام المعركة محسومة لصالحنا، ويمكن التأكد من ذلك عبر المساحات التي تم تحريرها في الساعات الأولى من انطلاق الهجوم".
اقــرأ أيضاً
في السياق، تحدثت مصادر عسكرية في بغداد عن أن العملية تشمل مرحلتين، الأولى تحرير القائم وراوة والقرى المحيطة بهما بالكامل وكذلك المناطق الصحراوية الرابطة بين راوة والقائم، أما المرحلة الثانية فهي عملية إغلاق الحدود العراقية السورية وتم تسخير طاقات بشرية كبيرة في هذه المرحلة من القوات العراقية أو الجهد العسكري الهندسي بهدف إعادة نصب المراصد الحدودية وحفر خندق بعرض 3 أمتار وعمق مترين وعلى طول يصل إلى 270 كيلومتراً تتخلله أسلاك شائكة تهدف لمنع تسلل عناصر "داعش" من البوكمال ومناطق مجاورة للحدود في دير الزور.
ورجح الخبير في شؤون الجماعات المسلحة فؤاد علي، أن تحسم القوات العراقية معركة راوة مبكراً قبل القائم بسبب اعتبارات عدة، من بينها صغر مساحة هذه البلدة وسهولة اختراقها جغرافياً، فضلاً عن قلة عدد عناصر "داعش" فيها مقارنة بمن يتواجدون من عناصر التنظيم في القائم، متوقعاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن ينسحب مسلحو "داعش" من البلدة أيضاً في تكرار لسيناريو سابق نفذه التنظيم في الحويجة وتلعفر والشرقاط وعنة المجاورة.
ويلف القلق والخوف مصير المدنيين في ظل انقطاع التواصل معهم وكثافة القصف الجوي والصاروخي الذي تشنه القوات المهاجمة. ويُقدّر عدد المدنيين الموجودين في بلدتي القائم وراوة ما بين 60 إلى 80 ألف مدني يحتجزهم التنظيم ويمنع خروجهم إلى ما يسميها "ديار الكفر" في إشارة إلى مناطق سيطرة القوات العراقية. وقالت مصادر طبية في محافظة الأنبار إن حصيلة الخسائر في صفوف المدنيين بلغت 80 قتيلاً وجريحاً، بينهم أطفال نتيجة القصف الجوي والصاروخي على كلتا البلدتين بالتزامن.
يُذكر أن تنظيم "داعش" سيطر على البلدتين منتصف عام 2014 بعد سقوط الموصل بأيام عدة، وفيهما نفذ التنظيم أبشع مجازره، إذ أقدم على إعدام عدد كبير من أبناء العشائر العربية الذين رفضوا مبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي. كما تعرضت البلدتان أيضاً لعمليات قصف من الطيران العراقي والتحالف الدولي تسبّبت بمقتل المئات من السكان، من أشهرها مجزرة سوق السمك في القائم ومجزرة شارع الكورنيش في راوة خلال السنوات الماضية. والقائم هي آخر مدن محافظة الأنبار غرب العراق جغرافياً، وتقع على بعد 420 كيلومتراً من بغداد غرباً. أما راوة فتقع على بُعد نحو 330 كيلومتراً غرب بغداد وتفصل بينها وبين القائم صحراء واسعة تسيطر على جزء منها القوات العراقية.
اقــرأ أيضاً
وتبلغ مساحة المنطقة المستهدفة نحو 50 ألف كيلومتر، تشمل راوة والقائم والصحراء التي تربط بينهما، فضلاً عن مناطق حصيبة والرمانة والكرابلة ووادي موت ومكر الذيب، وصولاً إلى طريق الحجّاج الواصل مع حقل عكاز الغازي، أكبر حقول الغاز العراقية غير المنتجة في الوقت الحالي، وتمثّل هذه المنطقة بمجملها آخر معاقل التنظيم في العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في بيان إعلان بدء الهجوم الذي أصدره مكتبه في ساعة مبكرة من صباح أمس: "ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل الإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار". وأضاف: "أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم، وليس أمام داعش غير الموت أو الاستسلام". وخاطب القوات العراقية بالقول "شعبنا معكم والحق معكم فانطلقوا على بركة الله فالنصر حليفكم".
من جهته، قال قائد عمليات الأنبار في الجيش العراقي، اللواء محمود الفلاحي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية تمكّنت من تحرير قاعدة سعد الجوية ومركز البحوث الزراعية ومركز الأنواء والرصد الجوي ومقر قيادة عمليات الجيش السابق، فضلاً عن أودية في الصحراء أبرزها النصر، وعبيد، والأغر، والحلقوم، وجحيش، و11 قرية أبرزها قرية أم الوز، والحسينيات، والنادرة، والكعرة وما زالت مستمرة بالتقدم. وأشار إلى أنه تم كسر خطوط الصد الأولى لمسلحي التنظيم وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم. وحول الوقت المحدد لإنجاز المهمة، أوضح الفلاحي أن "الوقائع على الأرض هي من تحدد ذلك، لكن بشكل عام المعركة محسومة لصالحنا، ويمكن التأكد من ذلك عبر المساحات التي تم تحريرها في الساعات الأولى من انطلاق الهجوم".
في السياق، تحدثت مصادر عسكرية في بغداد عن أن العملية تشمل مرحلتين، الأولى تحرير القائم وراوة والقرى المحيطة بهما بالكامل وكذلك المناطق الصحراوية الرابطة بين راوة والقائم، أما المرحلة الثانية فهي عملية إغلاق الحدود العراقية السورية وتم تسخير طاقات بشرية كبيرة في هذه المرحلة من القوات العراقية أو الجهد العسكري الهندسي بهدف إعادة نصب المراصد الحدودية وحفر خندق بعرض 3 أمتار وعمق مترين وعلى طول يصل إلى 270 كيلومتراً تتخلله أسلاك شائكة تهدف لمنع تسلل عناصر "داعش" من البوكمال ومناطق مجاورة للحدود في دير الزور.
ورجح الخبير في شؤون الجماعات المسلحة فؤاد علي، أن تحسم القوات العراقية معركة راوة مبكراً قبل القائم بسبب اعتبارات عدة، من بينها صغر مساحة هذه البلدة وسهولة اختراقها جغرافياً، فضلاً عن قلة عدد عناصر "داعش" فيها مقارنة بمن يتواجدون من عناصر التنظيم في القائم، متوقعاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن ينسحب مسلحو "داعش" من البلدة أيضاً في تكرار لسيناريو سابق نفذه التنظيم في الحويجة وتلعفر والشرقاط وعنة المجاورة.
يُذكر أن تنظيم "داعش" سيطر على البلدتين منتصف عام 2014 بعد سقوط الموصل بأيام عدة، وفيهما نفذ التنظيم أبشع مجازره، إذ أقدم على إعدام عدد كبير من أبناء العشائر العربية الذين رفضوا مبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي. كما تعرضت البلدتان أيضاً لعمليات قصف من الطيران العراقي والتحالف الدولي تسبّبت بمقتل المئات من السكان، من أشهرها مجزرة سوق السمك في القائم ومجزرة شارع الكورنيش في راوة خلال السنوات الماضية. والقائم هي آخر مدن محافظة الأنبار غرب العراق جغرافياً، وتقع على بعد 420 كيلومتراً من بغداد غرباً. أما راوة فتقع على بُعد نحو 330 كيلومتراً غرب بغداد وتفصل بينها وبين القائم صحراء واسعة تسيطر على جزء منها القوات العراقية.