وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة، "جئنا إلى تركيا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، ونحن جزء من منطقة تعاني من نزاعات كثيرة"، مؤكداً "آن الأوان لإنهاء هذه النزاعات، ولن نسمح لأي جهة غير مخولة بحمل السلاح، سواء أكانت عراقية أو غير عراقية".
وأكد أنّ "محاربة الإرهاب جزء أساسي من سياستنا، وعلينا التعاون لمحاربته جميعا"، مضيفاً "واجبنا حفظ العراق ووحدته وحمايته من أي تهديد".
وتابع: "حاولنا إيقاف الاستفتاء في كردستان، لكنه حصل من طرف واحد، وتم إجراؤه من دون أية مشاورة ورغماً عن الآخرين"، مبيناً أنّ "البعض حاول من خلال الاستفتاء إعادة التقسيم من جديد".
وأكّد أنّ "واجبنا كحكومة اتحادية هو حماية كل المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم، والقوات العراقية الحالية واجبها حماية المواطنين والدفاع عنهم"، موضحاً أنّ "أوامرنا كانت واضحة للقوات العراقية بعدم المواجهة العسكرية المسلحة".
وقال أيضاً: "كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة، وليس العراق فقط، عندما أرادوا إقامة حدود دولة بالدم، ونحن رغم كل ذلك لم نقاتل شعبنا الكردي، وأوامرنا مشددة بعدم المواجهة، وظنُّنا حسنٌ بالبشمركة ودعوناهم لعدم القتال والحمد لله أنهم استجابوا، لكن ما يؤسف له هو حملة الكذب والتزييف والادعاءات الباطلة بوجود قوات غير عراقية في كركوك وحولها".
وأضاف: " نحن ماضون ببسط السلطة الاتحادية، ومن واجبي حفظ وحدة العراق وسيادته وحماية ثروته".
وتابع: "أمامنا مهام كثيرة لاستقرار المنطقة بشكل عام، وطرحنا مشروعاً لتحقيق الاستقرار في المنطقة، يستبدل الصراعات والحروب بالتنمية الحقيقية"، معبراً عن رغبته "ببناء علاقات عميقة ومتينة ليس بين الحكومة العراقية والتركية فحسب بل بين الشعبين، ونأمل أن تكون الزيارة مفتاح خير لشعبينا وللمنطقة".
من جهته، أكد الرئيس أردوغان رغبة بلاده في "توسيع العلاقات العراقية التركية ودعمه خطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء وتوحيد البلاد وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية"، مؤكداً "التعامل المباشر مع الحكومة العراقية".
ودعا إلى "تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوسيع العلاقات العراقية التركية ورفع التبادل التجاري".
وأضاف الرئيس التركي "نحن سعداء بانتصار العراق على داعش والتخلص من تبعاته السيئة وبسط الاستقرار، ومستعدون للمساعدة في جهود دعم عودة النازحين إلى المناطق المحررة وإعادة البناء والاستثمار في المجالات كافة".
وأعرب عن "القلق الشديد من تواجد منظمة حزب العمال الكردستاني، والمنظمات الإرهابية الأخرى في كردستان، لكونها تشكل خطرا مشتركا على البلدين الجارين"، داعيا إلى "التعاون لمواجهة ذلك الخطر".
كما التقى العبادي بنظيره التركي، بن علي يلدريم، الذي أكد أن الحكومة التركية ستقدم الدعم اللازم لإعادة سيطرة الحكومة العراقية المركزية على معبر (إبراهيم الخليل/خابور)، الذي تسيطر عليه قوات "البشمركة" الكردية، مشيراً إلى أن الإدارة التركية مصممة على العمل مع الحكومة المركزية في ما يخص أنبوب النفظ العراقي المتوجه إلى ميناء جيحان التركي.
وقال يلدريم، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع العبادي، "رغم تحذيرات المجتمع الدولي، لم يتم الاعتراف ولا قبول الاستفتاء غير المشروع الذي نظمته إدارة إقليم شمال العراق. لقد ظهر بكل وضوح أنه لا يمكن حل المشاكل من طرف واحد، والحقيقة، أن الرد على الحسابات الخاطئة جاء من كل من بغداد وأنقرة وطهران. نقدر الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة المركزية، كنا معاً خلال اتخاذ هذه الخطوات".
وأشار يلدريم إلى أن الهدف المقبل سيكون العمل بشكل أكبر معاً لمنع تواجد أي تنظيم إرهابي في كل من سورية والعراق، في إشارة إلى كل من "داعش" وحزب "العمال الكردستاني".
وتابع يلدرم: "من الآن فصاعداً، ستكون العلاقات الاقتصادية على رأس المواضيع التي سنركز عليها، حيث سيتم العمل على تطويرها بشكل أكبر، وأن نقدم دعماً أكبر لإعادة إعمار المدن العراقية التي تم تخريبها على يد الإرهاب".
وفي ما يخص البوابات الحدودية بين البلدين، قال يلدريم إن "تشغيل وإدارة المعابر الحدودية والجمركية بحسب الدستور العراقي أمر تقوم به الحكومة المركزية، وفي هذا السياق، سنؤمن الدعم اللازم لسيطرة الحكومة المركزية العراقية على معبر الخابور، ونحن مصرون أيضاً على العمل مع الحكومة المركزية في ما يخص خط الأنبوب النفطي"، مضيفاً "نرغب في ما يخص زيادة الاستثمارات المتبادلة، وبالذات في ما يخص التبادل التجاري، أن نقوم بعمل أكثر قرباً، ولتحقيق هذا الهدف، توافقنا على عقد اجتماع وزاري مشترك في تركيا".