أدى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، مساء الجمعة، اليمين ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، ويتسلم قيادة بلد منقسم منذ فوزه في الانتخابات، ويضع أميركا على مسار جديد يلفه الغموض في الداخل والخارج.
وفي مراسم حضرها مئات آلاف الأميركيين، من بينهم محتجون، أدى ترامب ونائبه مايك بينس، اليمين خارج مبنى الكونغرس الأميركي. وترأس المراسم رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس.
وفي خطاب ألقاه، عقب تأدية اليمين الدستورية، قال ترامب، إن "الانتقال السياسي كان سلساً وأشكر إدارة (باراك) أوباما". قبل أن يستعرض "الأزمات" والتحديات التي تعيشها الولايات المتحدة، مجدّداً قوله في مستهل ولايته الرئاسية: أميركا أولاً.
وأشار ترامب إلى أنه "من هذا اليوم هناك رؤيا جديدة تحكم أميركا، من هذا اليوم، هناك أميركا أولاً". وأوضح أن "واشنطن تواجه تحديات ومصاعب كبيرة".
وقال إن "ما يهمنا ليس أي حزب يسيطر على الحكومة. لكن المهم هو أن يسيطر الشعب على الحكومة".
وفي تصريحات تتقاطع مع النهج الذي سار عليه منذ بروز نجمه في الساحة السياسية الأميركية، قال ترامب إن "الـ20 من يناير ستكون ذكرى لتسلم الشعب للحكم". وأضاف أن "قناعتنا أن الأمة هي في خدمة الناس والسكان". و"أننا لن نقبل السياسيين الذين يتحدثون بدون أي فعل، الوقت للحديث الفارغ انتهى، والآن جاءت ساعة العمل".
وتابع الرئيس الأميركي الجديد، أن "مشاكل الجريمة والتعليم والفقر والبطالة انتهت بداية من الآن".
وقال "لعقود طويلة كنا أغنينا الصناعات الخارجية على حساب الصناعات الأميركية، استنزفنا جيشنا في عمليات خارج البلاد ولم نحرس حدودنا. لقد دافعنا عن بلاد أخرى، وجعلنا بلاداً أخرى أغنى وتركنا أميركا. مصانع كثيرة أغلقت وملايين من العمال الأميركيين تركوا. كل هذا انتهى من الآن".
وبينما كان أوباما يراقب الخطاب بدون أي تفاعل، قال ترامب، حول العلاقة مع المهاجرين والدول المحيطة: "يجب أن نحمي حدودنا من الدول الأخرى، التي تشكل خطراً وتسرق مصانعنا ووظائفنا. حماية الحدود ستشكل رخاء لأميركا".
وأضاف "سوف نستعيد حدودنا، وسوف نستعيد ثرواتنا ووظائفنا ومصانعنا وأحلامنا. سوف نسعى إلى تشكيل صداقات مع دول العالم، لكن من حق الدول أن تجعل مصالحها أولاً".
وتلا حديثه عن المهاجرين، كما هي العادة، حديث عن "الإرهاب الإسلامي"، الذي أكد على أن أميركا ستردعه، وأنها "سوف تحمي العالم المتقدم منه، وستنتزعه من الوجود". وأضاف أنه "لا مخاوف، نحن محميون وسنكون دائماً، من قبل الرجال والنساء من قواتنا المسلحة، والأهم أن أميركا محمية من الرب".
وبنبرة مختلفة هذه المرة تجاة السود والملونين، صرح ترامب: "الفخر القومي الجديد سوف يرفعنا ويسمو بنا ويرقى فوق انقسامنا، سواء كناً سوداً أو بنيين، كلنا ننزف نفس الدم الأحمر، دم الوطنية. نحن جميعاً نحيي العلم الأميركي العظيم ونتمتع بالحرية، والأطفال الأميركيون يملؤون قلوبهم بنفس الحلم، ومُنحوا روح الحياة من نفس الخالق".
وكان ترامب قد كتب على تويتر، صباح يوم الجمعة: "كل شيء يبدأ اليوم! سأراكم في الحادية عشرة صباحاً لأداء اليمين. الحركة مستمرة، العمل يبدأ!".
ومن المتوقع أن تتبع حفل التنصيب مظاهرات واحتجاجات عديدة، اعتراضاً على تصريحات ترامب في الفترة الأخيرة، التي أثارت جدلاً واسعاً حول سياسات سوف يبدأ ولايته باتخاذها في مجالات مختلفة.