تصعيد عسكري يسبق زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء

17 يناير 2017
قوات الشرعية تواصل التصدي للانقلابيين (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت وتيرة المعارك الميدانية شرق العاصمة اليمنية صنعاء وفي العديد من المحافظات، بالتزامن مع تكثيف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لقاءاته في المنطقة، في إطار مساعٍ يبذلها لتجديد اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال تفعيل لجنة التنسيق والتهدئة المعنية بالإشراف على الهدنة.


وأعلنت قوات الجيش اليمني، الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية أنها سيطرت، خلال الساعات الماضية، على أكثر من عشرة مواقع وجبال كان مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفاؤهم الموالون للمخلوع علي عبدالله صالح، يسيطرون عليها في مديرية نِهم شرق العاصمة صنعاء، والتي تشهد مواجهات عنيفة، منذ أكثر من عام، وتسعى من خلالها قوات الشرعية التقدم نحو العاصمة.

وذكر المتحدث باسم المقاومة في صنعاء، عبدالله الشندقي، في بيان اليوم الثلاثاء، أن قوات الجيش التي تقدمت بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، تمكنت من السيطرة على أسلحة كانت بحوزة الحوثيين وحلفائهم ومنها صواريخ "زلزال"، التي أعلنت الجماعة عن تصنيعها ويتردد أنها إيرانية، بالإضافة إلى السيطرة على ثلاثة مخازن للأسلحة وقاذفات "أر بي جي"، وغيرها من المعدات العسكرية، وذلك بعد معارك قتل فيها العشرات أغلبهم من الانقلابيين.

وتشهد مديرية نِهم، معارك عنيفة، منذ أكثر من عام، ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر، حيث تحشد الشرعية قواتها في محاولة لتحقيق اختراق نحو العاصمة من شأنه تحقيق مكاسب عسكرية ونفسية، غير أنها في المقابل تواجه استماتة من الحوثيين والموالين لصالح، والذين يحشدون قواتهم إلى المنطقة لمنع تقدم الشرعية، على الرغم من الخسائر الكبيرة في صفوفهم، بسبب الغارات الجوية للتحالف.

وجاء التصعيد شرق صنعاء، في ظل استمرار المواجهات العنيفة في الجزء الساحلي الغربي من محافظة تعز، حيث أعلنت قوات الشرعية إنها تتقدم باتجاه مديرية المخا بعد أن سيطرت على العديد من المناطق في مديرية ذوباب، القريبة من باب المندب. وتشهد المنطقة معارك عنيفة منذ ما يقرب من أسبوعين، تسعى من خلالها قوات موالية للشرعية مدعومة من التحالف للسيطرة على مناطق من شأنها الحد من تهديد الحوثيين لباب المندب، حيث الممر التجاري العالمي، الذي يعد الموقع الأهم في اليمن.

وارتفعت وتيرة المواجهات بالتزامن مع ذلك في جبهات عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة، ومناطق متفرقة من محافظة الجوف شمالاً ومنطقة صرواح غرب محافظة مأرب، بالإضافة إلى غارات متجددة للتحالف في صنعاء ومحافظات الحديدة (غرباً)، ومحافظة صعدة، معقل الحوثيين شمالي البلاد، مع تركزها في المناطق الحدودية مع السعودية.

ويأتي التصعيد، بالتزامن مع تكثيف المبعوث الأممي إلى اليمن، جهوده الدبلوماسية، حيث أجرى ولد الشيخ أحمد، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى الأردن التقى خلالها بوزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، بحثا خلالها آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، وفق وكالة الأنباء الأردنية.

وكان المبعوث الأممي توجه إلى السعودية، يوم الإثنين، بعد زيارته القصيرة إلى مدينة عدن، والتي التقى خلالها بالرئيس، عبد ربه منصور هادي، ومسؤولي الحكومة الشرعية، ومن المقرر أن يصل صنعاء في اليومين القادمين، لعقد لقاءات مع ممثلين عن الحوثيين وحلفائهم.

إلى ذلك، أكد ولد الشيخ أحمد، في بيان اليوم، أن لقاءاته في عدن ركزت حول جهود استئناف وقف إطلاق النار وفقاً لأحكام وشروط اتفاق العاشر من إبريل/ نيسان العام الماضي. ومن المتوقع أن يحمل الملف ذاته بزيارته إلى صنعاء، التي يرفض فيها شريكا الانقلاب إرسال ممثليهم للمشاركة بـ"لجنة التنسيق والتهدئة"، المعنية بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. ويضع الحوثيون وحلفاؤهم شروطاً أبرزها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية بالإضافة إلى المطالبة بوقف شامل لإطلاق النار، قبل استئناف عمل لجنة التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات.

المساهمون