استياء إسرائيلي من موقف الحكومة الكندية "المتسامح" تجاه الإسلام

24 سبتمبر 2016
مقاربة رئيس الحكومة الكندية لمسألة "الإرهاب" تقلق إسرائيل(جون مور/Getty)
+ الخط -
حذر مركز أبحاث، مقرب من دوائر صنع القرار في تل أبيب، من أن "التسامح" الذي تبديه الحكومة الكندية تجاه ما أسماه بـ"قوى الإسلام المتطرف"، لا سيما جماعة "الإخوان المسلمين"، يهدد المصالح الإسرائيلية. واتهم مركز "يروشليم لدراسات المجتمع والدولة"، الذي يترأس مجلس إدارته وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، دوري غولد، كندا بتبني سياسة "تصالحية" إزاء جماعات "الإسلام المتطرف" وعلى رأسها "الإخوان المسلمين"، معتبراً أن تحول الموقف الكندي جاء بعد تولي زعيم الحزب الليبرالي الكندي، جاستن ترودو، رئاسة الحكومة.

وفي دراسة، نشرها على موقعه يوم الثلاثاء الماضي، وأعدها الجنرال، يهودا دحوح هليفي، المقيم في كندا، عبّر المركز عن قلقه لأن وزراء الحكومة والنخب السياسية ووسائل الإعلام الكندية تتبنى موقف ترودو "التصالحي" مع الجماعات الإسلامية. ورأى المركز أن "أخطر" ما يدل على التوجهات الكندية تجاه الإسلام يتمثل في مشروع قانون، قدمه ممثلون عن الحزب الحاكم، أخيراً، للبرلمان الكندي، وينص على حظر كل مظاهر "الإسلاموفوبيا". وتجدر الإشارة إلى أن مشروع القانون قدم إثر تنفيذ عمليات قتل راح ضحيتها مسلمون في كندا، على خلفية دينية.

وأشارت الدراسة إلى أن الحكومة الكندية الحالية تتبنى موقفاً إيجابياً من الجماعات الإسلامية، مغايراً تماماً للموقف، الذي كانت تتبناه الحكومة المحافظة السابقة برئاسة ستيفان هاربر، الذي كان معروفاً بحماسه الشديد للعلاقة مع إسرائيل.


وشدد المركز على أن أكثر ما يثير القلق في موقف الحكومة الكندية هو "تعريفها للإسلام على أنه دين سلام". وانتقد المركز بشكل خاص حرص الحكومة الكندية على نفي الدافع الديني وراء الاعتداءات، التي ينفذها مسلمون في أوروبا وأميركا الشمالية. ومما يثير إحباط المركز حقيقة أن هذه الحكومة لا تعرف تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) بوصفه تنظيماً "إسلامياً"، على الرغم من أنها تصنفه على أنه "إرهابي". وهاجم المركز رئيس الحكومة، ترودو، لإصراره دوماً على التأكيد على أن "الدافعية للإرهاب ليست أيديولوجية دينية، بل نتاج غبن وتمييز ونتاج أوضاع اقتصادية متدهورة وتجاهل من قبل المجتمعات، التي يعيش فيها منفذو العمليات الإرهابية".

وانتقد المركز بشكل خاص موقف ترودو القائل إن "وجود مجتمعات منفتحة، وبشكل خاص تجاه المسلمين، ومنحهم الفرصة للنجاح في المجتمعات، التي يعيشون فيها، يمثل الحل لتحدي الإرهاب". واتهم المركز ترودو بأنه يحاول تعزيز مكانته السياسية الداخلية من خلال تبني مواقف مؤيدة للمسلمين، على اعتبار أن معظم المسلمين صوتوا لحزبه في الانتخابات الأخيرة.

واعتبر المركز أن رئيس الحكومة الكندية حاول أن يميز نفسه عن القادة الغربيين، من خلال رفضه أخيراً المشاركة في مراسم إحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وحرصه على المشاركة في صبيحة اليوم التالي للذكرى في حفل نظم في أحد مساجد العاصمة الكندية أوتاوا، وسط تسليط الإعلام الأضواء على هذا الحفل. وقال المركز إن إمام المسجد، الذي نظم فيه الحفل، هو عضو في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يترأسه الشيخ القرضاوي. وأشار إلى أن الأخير أجاز تنفيذ العمليات الاستشهادية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي. وتوقع المركز أن تنعكس مواقف الحكومة الكندية من الجماعات الإسلامية سلباً على علاقاتها مع إسرائيل، إلى جانب تبنيها مواقف تجاه قضايا الشرق الأوسط تختلف عن القضايا التي تتبناها الدول الغربية الأخرى.