العراق: العبادي يرفض وساطة إيرانية لوقف تحجيم "الحشد"

23 فبراير 2016
أدرك العبادي خطط المليشيات ضدّه (قاسم زين/فرانس برس)
+ الخط -
لم تستطع إيران الصمت أكثر إزاء التحركات الأخيرة لرئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تجاه قوات "الحشد الشعبي" من خلال تجميد عملها وتسريح الكثير من عناصرها وعزل عدد من قادتها. لم تكن طهران راضية عن تلك التحركات، وخصوصاً أنّها جاءت بدعم أميركي. ويبدو أنّ هناك تغيّراً في موازين القوى، وهو ما يتضح من خلال قدرة العبادي غير المعهودة في اتخاذه قرارات إزاء "الحشد" لم تكن متوقعة. وما لم يكن في الحسبان، هو رفض العبادي وساطة إيرانية لرفع التجميد عن "الحشد" والتراجع عن القرارات التي اتخذها بحقه.

"التحالف الوطني" الذي ينتمي إليه العبادي، والمعروف بالتحالف مع إيران، بدا مصدوماً من تصرفات رئيس الحكومة العراقية وقراراته وعدم قبوله الوساطة الإيرانية، معللاً ذلك بأنّها "خطّة أميركية للإيقاع بين بغداد وطهران، ومحاولة لتحجيم العلاقة الوطيدة بين البلدَين". وذهب مختصون في الشأن السياسي إلى أبعد من ذلك، معتبرين أنّ قوة العبادي غير المعهودة جاءت بعد ضمانات أميركية وتعهدات بدعمه ورسم استراتيجية سياسية جديدة للعراق تُحجّم من التدخلات الإيرانية في العراق.

في هذا السياق، يقول نائب عن "التحالف الوطني" لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد شُكّل بفتوى المرجعيّة وفقاً لمعطيات المرحلة التي رأت فيها الحاجة الماسّة للجهاد. كما أنّ المعطيات الميدانية تؤشر إلى انتصارات كبيرة حققها الحشد ضدّ داعش. وهذا الأخير لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة من العراق، وخطره قائم، ما يحتّم تقديم الدعم والتسليح الكافي للحشد من قبل الحكومة للتصدي لخطره"، وفقاً للنائب ذاته.

ويضيف عضو التحالف الوطني أنّ "قرارات العبادي الأخيرة لم تكن وفقاً للحاجة للحشد، بل جاءت مغايرة وعكس ما كان متوقعاً. ولم يدعم العبادي الحشد ولم يسلّحه ولم يسلمه رواتبه، واتخذ قرارات مسّت بهيكليّة الحشد وحجّمت من دوره، ما أثار غضب قادة التحالف الوطني، وخصوصاً أنّ الحشد انبثق من رحم التحالف كما هو الحال مع العبادي المنتمي للتحالف الذي أوصله إلى سدّة الحكم".

اقرأ أيضاً العبادي يستكمل تحجيم "الحشد": ضابط في الجيش بدل المهندس

ويشير النائب نفسه، إلى أنّ "قادة التحالف والحشد عقدوا، أخيراً، اجتماعاً مع السفير الإيراني في بغداد، حسن دنائي فر، وبحثوا معه قرارات العبادي بشأن الحشد ومحاولة إيقافه عن تنفيذها"، مؤكّداً أنّ "السفير الإيراني اجتمع بالعبادي وحاول إقناعه بالتراجع عن قراراته ورفع التجميد عن الحشد". ويوضح عضو التحالف الوطني، أنّ "العبادي أكّد للسفير أنّ الأزمة الماليّة التي يمرّ بها العراق تحتّم تسريح هذا العدد من الحشد، وأنّه (العبادي) رأى أنّ المصلحة تقتضي تغيير قادة الحشد ومنهم أبو مهدي المهندس"، مشيراً إلى أنّ "رفض العبادي للوساطة الإيرانيّة لم يكن متوقعاً". ويعتبر هذا البرلماني أنّ "تمرّد العبادي على الجميع يؤشّر إلى وجود دعم أميركي لتحجيم دور الحشد الشعبي والعلاقة العراقية ـ الإيرانية، وإملاء أجندة أميركية على العراق"، منتقداً "انصياع العبادي للإرادة الأميركية وتجاوز التحالف الوطني".

من جهته، يرى النائب عن "دولة القانون" محمد الصيهود، أنّ "محاولات إضعاف الحشد الشعبي ليست وليدة اليوم، بل هي مقترنة بمحاولات لتشويه صورته وإلصاقه بالتهم الباطلة". ويقول الصيهود خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد الشعبي يواجه مؤامرة أميركية لإضعافه، بسبب الانتصارات الكبيرة التي حققها ضد تنظيم داعش"، مبيناً أنّ "واشنطن وبعض السياسيين العراقيين ابتدعوا القصص والروايات عن انتهاكات وهميّة وألصقوها بالحشد، في محاولة لتشويه صورته وإسقاطه".

ويشدّد النائب ذاته على أنّ "الجميع سيعلم أنّه لا يمكن تحقيق النصر على داعش ولا يمكن تحرير الأراضي العراقيّة من دون وجود الحشد الشعبي"، مؤكداً أنّ "هذا الأخير قوة شعبية جماهيريّة شُكّلت برغبة صادقة للدفاع عن الوطن، والمنتمون للحشد لا يريدون سوى الدفاع عن العراق ضدّ داعش. لذا فإنّ محاولات إسقاط المليشيات ستستمر لكنّها باقية وستدافع عن العراق"، بحسب تعبيره.

اقرأ أيضاً: صفقة إيرانية ـ أميركية أطلقت سراح المختطفين في العراق

المساهمون