زيارة بان كي مون إلى الصحراء بتوقيت "مزعج" للمغرب

13 فبراير 2016
يزور بان كي مون المغرب في مارس المقبل(فرانس برس)
+ الخط -
تجري التحضيرات لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المرتقبة إلى منطقة الصحراء في مارس/ آذار المقبل، التي تتزامن مع إصدار مجلس الأمن الدولي لتقريره السنوي حول الوضع فيها، فيما بدا أنّ المغرب "غير مرتاح" لتوقيت هذه الزيارة.

ويقول مصدر دبلوماسي مغربي لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة المسؤول الأممي إلى الصحراء لا يمكن مناقشتها، لأن ذلك يدخل في صميم عمله ومهامه الرامية إلى إيجاد حلول سياسية لنزاع الصحراء الذي طال عمره". ويشير إلى أنّ "المشكلة تكمن في توقيت الزيارة، لأنها قد تؤثر سلباً على تقرير بان الذي سيقدمه لمجلس الأمن في شهر أبريل/ نيسان المقبل".

وفيما تناقش الرباط توقيت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، وتقترح تأجيلها إلى الصيف المقبل، اتهمت جبهة البوليساريو المطالِبة بانفصال الصحراء عن السيادة المغربية، المملكة بأنها "تحاول عرقلة الزيارة لأهداف سياسية". ولم ترد منظمة الأمم المتحدة على الجدل القائم بين المغرب والبوليساريو، في ما يخصّ توقيت زيارة بان للصحراء، قبل تقديم الأخير تقريراً إلى مجلس الأمن بخصوص مدى إمكانية تمديد بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" إلى الصحراء، غير أنّ المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أكد أن الزيارة لن يتم إعلانها رسمياً حتى إنهاء كل تفاصيلها.

في السياق ذاته، يعلّق الأكاديمي المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون الأفريقية، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، قائلاً إنّ "زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة أمر طبيعي، ما دامت الغاية إيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء، ولأن الأطراف تقبل بالأمم المتحدة وسيطاً لحل هذا الصراع". ويضيف الفاتحي لـ"العربي الجديد"، أنه "حتى تحقق الزيارة أهدافها، منطقي أن يتم التشاور حول ترتيباتها وتوقيتها وجدول عملها"، مبيّناً أن "المغرب أبدى ملاحظته حول توقيت الزيارة، ولا سيما أنّه لم يتبقَّ على تقديم بان تقريره إلى مجلس الأمن الدولي سوى أسابيع قليلة".

ويشير الخبير ذاته، إلى أنّ الجزائر والبوليساريو وصفتا مشاورات المغرب مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ترتيبات الزيارة بـ"عرقلة واعتراضاً على الزيارة"، لافتاً إلى أنّ "للمغرب كامل الحقوق في أن يتشاور بشأن مدى جاهزيته لاستقبال بان كي مون، ومراجعة الأخير حول ضمان فعالية الزيارة في تقديم رؤية لحل نزاع الصحراء". ويرى الأكاديمي أنّ اعتبار مشاورات المغرب مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ترتيب ظروف زيارته إلى المنطقة، بأنها محاولة لعرقلة كامل زيارته إلى المنطقة، هو مجرد تشويش، والغاية منه نسف أهداف الزيارة، وتقويض جهوده لإيجاد تسوية لهذا النزاع.

ويوضح الفاتحي أنّ "زيارة بان إلى المنطقة تبقى من دون أجندة عملية، كما أنها تأتي في سياق لا تريد فيه الجزائر أن تطبّع علاقاتها مع المغرب باعتباره الطرف الأساسي في نزاع الصحراء"، مضيفاً أنّ "هذه الزيارة لا يعوّل عليها كثيراً بسبب الدعاية السلبية التي تقوم بها البوليساريو، والغاية منها التحريض ضد المغرب، وإحداث مشكلة بينه وبين الأمم المتحدة". ويعتبر الفاتحي أنّ "بان، الذي لم يتبق على ولايته سوى فترة قصيرة، لا يمكنه أن يحرك المياه الراكدة تحت جسر مفاوضات الصحراء في آخر ما تبقى له لحل نزاع الصحراء"، مضيفاً أنّه "سواء أتت زيارة المسؤول الأممي، في مارس (آذار) أو أي وقت لاحق، فإنّها أبعد من أن تغيّر وجه قضية الصحراء".

اقرأ أيضاً: اتفاقية المنتجات الفلاحية "توتر" علاقة المغرب بالاتحاد الأوروبي