انطلاقة جديدة لمعركة الموصل بخطة أميركية لتقليل الخسائر

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
30 ديسمبر 2016
+ الخط -

بقوات مشتركة قوامها 27 ألف جندي وعنصر من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، مدعومين بغطاء جوي أميركي وفرنسي وكندي، ومدفعية التحالف الدولي التي ترابط على بعد 20 كيلومتراً شرق الموصل، استأنفت عجلة معركة الموصل دورانها، فجر أمس الخميس، وسط مصير غامض يلف نحو مليون مدني عالقين داخل منازلهم في أحياء ومناطق المدينة على جانبي نهر دجلة. وكانت المعارك توقفت مرتين إثر ارتفاع معدل الخسائر التي منيت بها القوات العراقية. وقال قائد قوات الجيش العراقي في الموصل، اللواء الركن نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات المشتركة باشرت الهجوم من عدة محاور ضمن مرحلة جديدة لتحرير الساحل الأيسر بشكل كامل من قبضة تنظيم داعش"، مبيناً أن "الهجوم يحظى بغطاء جوي كبير من قوات التحالف الدولي، وحققنا تقدماً في الساعات الأولى منه".

وأكدت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تقدمت نحو كيلومتر في المحور الجنوبي الشرقي، عند حيي الشيماء والمفتي. كما تقدمت في المحور الشرقي، في أحياء الانتصار والقدس، إلا أنها أخفقت في إحراز أي تقدم على المحور الجنوبي الشرقي المتمثل بمنطقة السادة ونيسان". وتشارك في الهجوم قوات الفرقة الـ16 ومقاتلو حرس نينوى، وهي قوات عشائرية من سكان نينوى، للمرة الأولى، فضلاً عن قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الفرقة التاسعة وقوات الشرطة الاتحادية، بينما شهدت سماء مدينة الموصل حركة مكثفة لطائرات التحالف الدولي، التي باشرت بقصف المواقع الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" بهدف تسهيل مهمة تقدم القوات العراقية. وأعلن العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة التي تقود معارك استعادة السيطرة على مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية المشتركة بدأت اليوم (أمس) المرحلة الثانية من عملية تحرير مدينة الموصل، بدعم واسع من قوات التحالف الدولي، ومن ثلاثة محاور، لتحرير ما تبقى من أحياء داخل الجانب الشرقي لمدينة الموصل".

وكشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، عن "مشاركة وحدات قتالية صغيرة من القوات الأميركية في المعارك، خصوصاً في المحور الشمالي والجنوب الشرقي من مدينة الموصل"، مبيناً أن "خطة الهجوم أميركية بالأصل، ووضعت من أجل تقليل خسائر القوات العراقية". وأكد ضابط في الفرقة 16، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "نحو 50 جندياً أميركياً، يرافقهم ضابط برتبة عقيد في الجيش الأميركي، شاركوا في الهجوم على الأحياء الشمالية لمدينة الموصل"، مشيراً إلى أن "دور الجنود الأميركيين في المعركة كان مرافقة القطعات العسكرية المتقدمة، وتنسيق تقدمها، بالتزامن مع الضربات الجوية التي كانت تنفذها طوافات الأباتشي وطائرات مقاتلة أميركية أثناء تقدم قوات الجيش في مناطق شمال الموصل". وأضاف الضابط أن "مدافع الميدان الأميركية، التي تم نصبها في منطقة كرمليس وفي رش وبرطلة داخل قواعد عسكرية أميركية، باشرت كذلك بقصف أهداف محددة داخل الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم داعش لدعم تقدم القوات العراقية"، موضحاً أنه "سبقت العمليات العسكرية التي انطلقت فجر اليوم (أمس)، عمليات قصف مدفعي تمهيدي للقوات الأميركية المتواجدة على أطراف الموصل استهدفت خطوط صد تنظيم داعش"، مؤكداً أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على حي القدس، شرق الموصل، حيث واجهت مقاومة شرسة أدت إلى تدمير عدد من المركبات العسكرية بعد تعرضها لعمليات انتحارية متتالية"، مشيراً إلى أن "منطقة القدس تشهد حالياً حرب شوارع، ترافقها عمليات قصف متبادل بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا".

وحول الأوضاع الإنسانية، كشفت مصادر محلية في الموصل أن تنظيم "داعش" أجبر عشرات العوائل من سكان الأحياء الشمالية والشرقية للمدينة على ترك منازلهم والتوجه نحو مناطق وسط الموصل، أو العبور بالزوارق إلى الضفة الغربية من الموصل، وذلك قبل ساعات من انطلاق العمليات العسكرية. وقال سكان في الموصل، لـ"العربي الجديد"، إن "ما لا يقل عن 30 شخصاً من سكان مدينة الموصل قتلوا، وأصيب العشرات، عندما تعرضت أحياء الثقافة والمهندسين والزراعي لقصف عنيف نفذته طائرات التحالف الدولي"، مضيفين أن "عشرات الجرحى من أهالي الموصل لم يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة بسبب نقص الإمكانات وقلة العلاجات الطبية". وأشار طبيب، يعمل في المركز الطبي الميداني في منطقة كوكجلي، إلى أن "المركز الطبي الميداني استقبل عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، مع إعادة انطلاق العمليات العسكرية في مدينة الموصل"، مؤكداً "تسلم المركز الطبي لجثث تسعة أشخاص على الأقل قتلوا بقصف طاول منازلهم".

من جهة ثانية، واصلت عشرات العوائل هربها من الأحياء الشرقية والشمالية في مدينة الموصل، حيث شهدت منطقة كوكجلي تكدس العشرات في المركز الأمني الذي أقامته القوات الأمنية العراقية لاستقبال العوائل النازحة، وذلك بعد أن اضطرت إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام هرباً من القصف والاشتباكات، بالإضافة إلى اضطرار عوائل أخرى للنزوح بسبب نفاد الطعام والماء وعدم حصولهم على المساعدات الغذائية التي تحاول بعض المنظمات الإنسانية إيصالها إلى السكان المحاصرين في الموصل.

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
المساهمون