البشير يدعو السودانيين لتجاهل دعوات العصيان... والمهدي يرجئ عودته

17 ديسمبر 2016
أمل في نجاح دعوات العصيان (إبراهيم حميد/ الأناضول)
+ الخط -

دعا الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الجمعة، إلى تجاهل دعوات الاستجابة للعصيان المدني المقرر الاثنين المقبل، موجهاً انتقادات لاذعة لرئيس حزب "الأمة" المعارض الصادق المهدي، فيما أرجأ الأخير عودته إلى السودان نهاية يناير/كانون الثاني المقبل.

وأوصى البشير لدى مخاطبته حشدا جماهيريا بولاية الجزيرة المواطنين لعدم الاستجابة لدعوات العصيان المدني، قائلاً "لا تسمعوا للناس المخذلين في الفنادق، وباعوا البلد بالدولارات، ويلعبون التنس ويحتفلون بعيد الميلاد"، في إشارة إلى الصادق المهدي الذي درج للاحتفال سنويا بعيد ميلاده، فضلا عن نشره لصور في القاهرة وهو يمارس لعبة التنس.

ودعا إلى عدم السماح للمهدي بالحكم ثانية، وشدد على القول "أهلنا قالوا ما تجربوا المجرب".

وتعددت محاولات النظام في الخرطوم، لإقناع رئيس حزب الأمة الصادق المهدي في العودة للبلاد والانضمام إلى عملية الحوار من منفاه الاختياري في مصر، والتي هاجر إليها منذ ما يزيد على العامين.

من جانبه، أرجأ المهدي عودته للبلاد المعلنة الاثنين المقبل إلى نهاية يناير، وبرر الخطوة للحد من إفساد دعوات العصيان المدني التي تتزامن مع عودته.

وقال المهدي، في بيان صحافي، إنه قرر إرجاء عودته بعد مشاورات لم يفصح عنها، على أن يعود في السادس والعشرين من يناير المقبل، والذي يصادف ذكرى تحرير الخرطوم من الحكم التركي على يد جده محمد أحمد المهدي.

وعدها رئيس حزب الأمة فرصة تمثل طابعاً قومياً، وجدد تأييده للعصيان المعلن الاثنين، واعتبره حق مشروع للتعبير السلمي عن رفض الظلم، مضيفاً أن "العصاة هم الذين خرقوا دستورا مؤسسا على المشاركة الحرة، وحنثوا بالقسم لحماية ذلك الدستور، وبطشوا بأصحاب الولاية القائمة والمشاركة الحرة".

وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن أن حلفاء المهدي في قوى "نداء السودان" من الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في درافور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، فضلا عن المعارضة السلمية بجانب قادة حزب نصحوه بعدم العودة في التوقيت الحالي، وترك المجال أمام الشعب ليقول كلمته، آملين أن تنجح دعوات العصيان في إحداث تغيير في الساحة السياسية بالبلاد.





إلى ذلك، كشفت "الحركة الشعبية" عن اتصالات بدول أوروبية ونافذين في الاتحاد الأوروبي لإبلاغهم بالمشهد والأوضاع الجديدة التي تشهدها البلاد، وضرورة تبني المجتمع الدولي لسياسية جديدة على ضوء تلك الحقائق، تقبل حق الشعب السوداني في التغيير، فضلا عن الضغط على الحكومة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وقالت الحركة في رسالة حملت توقيع الأمين العام للحركة ياسر عرمان إنها "أجرت اتصالات منفصلة مع قيادات وتنظيمات مهنية وقوى 27 نوفمبر الداعية للعصيان، وشخصيات مستقلة ومجموعة من الشباب والمبدعين، فضلا عن قادة نداء السودان بينهم رئيس الأمة المعارض الصادق المهدي، والحزب الشيوعي بجانب رئيس قوى التغيير غازي صالح الدين ورئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين".

وأشار عرمان إلى أن "الاتصالات تناولت الراهن السياسي ودعم العصيان المعلن، لافتاً إلى "ضرورة التشاور لتحديد أيام العصيان"، مؤكداً ترحيبهم بعقد اجتماع عاجل يضم قوى "نداء السودان" وتحالف المعارضة للتحضير الدقيق وتنسيق العمل المشترك.



المساهمون