"داعش" يتبنّى تفجيرات الفلوجة... والأنبار تشكّل خلية أزمة

18 نوفمبر 2016
أعلنت السلطات حالة الإنذار في الأنبار (حيدر هادي/ الأناضول)
+ الخط -
في تصعيد أمني جديد نفّذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، هجمات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت مدناً في محافظة الأنبار غربي العراق، فضلاً عن هجمات منسقة في بلدات كبيسة والرطبة، ما ينذر بوقوع البلدتين تحت سيطرته، بحسب ما أفادت مصادر أمنية محلية، لـ"العربي الجديد".


ورغم الإجراءات الأمنية المشددة للقوات العراقية، حول المدن التي استعادتها من "داعش"، إلا أنّ من سمتهم السلطات المحلية بـ"الخلايا النائمة" نجحت في اختراق الإجراءات، في مدن الفلوجة وعامرية الفلوجة والرمادي، وتنفيذ هجمات بسيارات مفخخة، وعمليات اغتيالات طاولت ضباطاً في جهاز الشرطة المحلية.


كما شهدت مناطق غرب الأنبار قيام "داعش"، بتنفيذ عدة هجمات تخلّلتها عمليات انتحارية استهدفت بلدات كبيسة والرطبة، وقد أودت بحياة العشرات من عناصر القوات الأمنية، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية في قيادة عمليات الأنبار، لـ"العربي الجديد".


وعلى خلفية التداعيات الأمنية، أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي، أمس الخميس، تشكيل "خلية أزمة" عاجلة بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في بلدة عامرية الفلوجة، والذي أسقط العشرات بين قتيل وجريح.


وذكر الراوي، في بيان، أنّه "شكّل فور وقوع الحادث، خلية أزمة عاجلة بالتنسيق مع القيادات الأمنية والحكومة المحلية لقضاء عامرية الفلوجة، لبحث التداعيات الأمنية والإنسانية وإعادة تنفيذ الخطة الأمنية للمحافظة، بما يتناسب والتحديات الراهنة".


وفي السياق، أفاد مصدر أمني في الأنبار، لـ"العربي الجديد"، أنّ السلطات الأمنية أعلنت حالة الإنذار القصوى في بلدات حديثة وهيت والبغدادي غربي الأنبار، وذلك تحسباً لوقوع هجمات ينفذّها عناصر تنظيم "داعش".


وأضاف المصدر، أنّ "السلطات الأمنية أعلنت حالة الإنذار في تلك المدن، تحسباً لحدوث هجمات انتحارية على غرار تفجيرات الفلوجة وعامرية الفلوجة، وذلك بعد حصول القوات الأمنية على معلومات استخبارية تؤكد تخطيط "داعش"، لاستهداف القوات الأمنية والحشد العشائري في هذه المناطق".


ورغم أنّ التفجيرات الانتحارية تمثّل خرقاً أمنياً لإجراءات السلطات الأمنية، إلا أنّ عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي، ألقى باللائمة على عاتق أهالي الفلوجة، على خلفية التفجيرات الانتحارية التي ضربت المدينة.


وقال العيساوي، في تصريحات صحافية، إنّ التفجيرات سببها "وجود تساهل من بعض عوائل المدينة مع عصابات داعش الإرهابية"، مضيفاً "كنا نأمل أن تُفتح صفحة جديدة، ويكون هناك تعاون من الأهالي،  لذا يجب أن يفرض القانون والعرف العشائري بقوة من أجل عدم عودة داعش ومن تعاون معه".


إلى ذلك، كشفت مصادر محلية في مدينة الفلوجة لـ"العربي الجديد"، أنّ السلطات الأمنية في مدينة الفلوجة، نفذت عمليات اعتقال طاولت العشرات من أبناء المدينة، في أحياء الجولان والجغيفي والرسالة.


وأضافت المصادر، أنّ "قوات الشرطة اعتقلت ما يقرب من 18 شخصاً للاشتباه في تعاونهم مع المجموعة التي نفذت التفجيرات الأخيرة في مدينة الفلوجة"، بينما لم يصدر عن السلطات المحلية أي نفي أو تأكيد حول حملة الاعتقالات.


وتأتي التطورات الأمنية في محافظة الأنبار، على وقع خلافات سياسية يشهدها مجلس المحافظة، على خلفية الحراك الذي تقوده كتلة "الإصلاح" المكوّنة من سبعة عشر عضواً في المجلس، لإقالة محافظ الأنبار صهيب الراوي، بعد اتهامه بقضايا فساد مالي وإداري.


وقد عزا سكان محليون في محافظة الأنبار، الخروقات الأمنية وانعدام الخدمات الضرورية لعودة الحياة والاستقرار إلى المدن المحررة، إلى "انشغال مسؤولي المحافظة بخلافاتهم السياسية ونزاعهم على المناصب".


وتبنّى "داعش" الهجمات الأخيرة التي ضربت مدن محافظة الأنبار، حيث أعلنت وكالة "أعماق" الناطقة باسم التنظيم، قيام عناصره باستهداف ما وصفته "تجمّعاً لصحوات الردة"، بتفجير سيارة مفخخة مركونة في عامرية الفلوجة.


وتشهد محافظة الأنبار عمليات عسكرية متواصلة، تشنّها القوات العراقية بمساندة طيران التحالف الدولي، لاستعادة المدن والنواحي التي ما تزال تحت سيطرة "داعش"، في وقت يحاول التنظيم فتح جبهات أخرى، وإشغال القوات العراقية لتخفيف الضغط على المدن تحت سيطرته.