أول التحديات لترامب.. مشرّعون بالكونغرس يطالبون بالرد على روسيا

17 نوفمبر 2016
مطالبة برد رسمي رغم نية ترامب بالتقرب من روسيا(Getty)
+ الخط -

وسط مساعي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، لتحسين العلاقات مع روسيا وتأييدها في مواقف عدّة، يبدو أنّه بدأ يدفع ثمن عدم الإجماع عليه من قبل الجمهوريين، إذ طالب مشرعون من كوادر حزبه وديمقراطيون كبار في الكونغرس، الإدارة الأميركية، بردٍّ رسمي على مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، وتصرفاتها في أوكرانيا وسورية.

وقال السيناتور بن كاردين، أمس الأربعاء، إنّه يعمل على ما وصفه بتشريع "شامل" للرد على الأفعال الروسية المناهضة للمصالح الأميركية في أوروبا وسورية، وكذلك على الهجمات الإلكترونية التي ألقي باللوم فيها على موسكو خلال الحملة الانتخابية.

وأضاف كاردين، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في تصريحات صحافية، أنّ "روسيا تمثل تحدياً جدياً للغاية لأميركا، فهم ليسوا شركاءنا، إنّهم متنمّرون، والهجوم الإلكتروني يتطلب رداً". ودعا مشرّعون آخرون إلى اتخاذ إجراءات ضد روسيا.  

بدوره، أعلن السيناتور الجمهوري، لينزي جراهام، يوم الثلاثاء، أنّه يريد عقد جلسات لمجلس الشيوخ بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تدخّل في الانتخابات، قائلاً إنّه "لا يمكن أن نجلس على الهامش".

وفي هذا السياق، أثار ترامب قلق حلفاء الولايات المتحدة بتعليقات تشكك في تعهد حلف "شمال الأطلسي" بالدفاع المشترك، وتلميحه إلى أنه قد يعترف بضم روسيا منطقة القرم الأوكرانية في 2014، فيما رفض كاردين ذكر تفاصيل بشأن تشريعه قبيل خطاب مقرر غداً الخميس، بشأن السياسة الروسية.

وعندما سئل عما إذا كان سيشمل عقوبات إضافية، قال "سيكون شاملاً"، لافتاً إلى أنّه "من الصعب تمرير مشروع قانون قبل أن يكتمل تشكيل الكونغرس الحالي، الشهر المقبل".

وكانت وثائق أمنية سرية، حصلت عليها قناة "إن بي سي" الأميركية، تحدثت عن هجمات إلكترونية تعرّضت لها شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة، قبل فترة قليلة من الانتخابات.

وأشارت الوثائق إلى زرع أجهزة الاستخبارات الروسية برمجيات "خبيثة" في الشبكة الأميركية، يمكن استخدامها في هجوم إلكتروني واسع ضد البنى التحتية والمرافق الأساسية في المدن الأميركية الكبرى.

وبحسب الوثائق، فقد دفع هذا الأمر المؤسسة العسكرية الأميركية، إلى اختراق شبكة الإنترنت الروسية، وإن كانت لا تتوقع قيام موسكو بمثل هذا الهجوم الذي يعتبر بمثابة إعلان حرب، لا سيما أنّ الخشية الأميركية هي من حصول عمليات قرصنة إلكترونية، مشابهة لما تعرّض له الحزب الديمقراطي والحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، قد تستهدف تعطيل أو العبث بالمعلومات الانتخابية.

وحذّر مسؤولون أميركيون، منهم باراك أوباما، حينها، من أنّ الولايات المتحدة تملك أسلحة ووسائل إلكترونية تتفوق بأضعاف على ما لدى كل من روسيا، والصين، وإيران وغيرها من الدول، التي تحاول شنّ هجمات سيبيرية على أميركا.

في المقابل، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مناسبات عدة، الاتهامات الأميركية حول تورّط أجهزة الاستخبارات الروسية، في مهاجمة مؤسسات حكومية وحزبية أميركية. 

وكانت روسيا، قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية، البلد الوحيد الذي زادت فيه شعبية ترامب عن كلينتون، إذ حظي المرشح الجمهوري بتأييد 33 بالمائة من الروس مقابل 10 بالمائة فقط لكلينتون، وفق استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "وين/غالوب العالمية".

(رويترز)