ثامر السبهان الذي أغضب إيران.. وزيراً بمهام إقليمية أكبر

16 أكتوبر 2016
السبهان عُيّن وزير دولة لشؤون الخليج العربي (تويتر)
+ الخط -
على مدى عام ونصف العام تقريباً برز اسم السفير السعودي في العراق ثامر السبهان، على خلفية انتقاداته الصريحة للتدخل الإيراني في الشؤون العراقية، وتصريحاته الصادحة في وجه المليشيات التي لم تتهيّب إهدار دمه، حتى لو ضربت عرض الحائط العلاقات بين الرياض وبغداد.

وبعد صمود السبهان بديبلوماسيته في وجه المليشيات، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس السبت، أمراً ملكياً بتعيينه، وزير دولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية، وذلك بعد يومين من تعيين العميد الركن عبد العزيز بن خالد الشمروخي الشمري، قائماً بأعمال السفارة السعودية في بغداد.

ولم يتأكد ما إذا كانت الخطوة السعودية، بتعيين قائم بأعمال السفارة في بغداد، دائمة أو مؤقتة، أو توجهاً سعودياً لتخفيض التمثيل الدبلوماسي في العراق، على إثر خلافات مع حكومة بغداد في قضايا عدة، أهمها حضور إيران في الشأن العراقي، والدور الذي تقوم به مليشيات "الحشد الشعبي".

ومثل السبهان، دخل القائم بأعمال السفارة في بغداد عبد العزيز بن خالد الشمروخي الشمري بوابة الدبلوماسية من خلفية عسكرية، إذ شغل سابقاً منصب وزير مفوض في سفارة السعودية في ألمانيا.

وعُيّن السبهان سفيراً للسعودية في بغداد في يونيو/ حزيران 2015، بعد أكثر من عقدين ونصف من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، بدأت منذ غزو العراق للكويت صيف 1990.

وخلال الأشهر الستة عشر التي قضاها في منصبه، أثار السبهان الكثير من الجدل، خصوصاً بعدما انتقد علاقة إيران بالعديد من الميليشيات العراقية، الأمر الذي وصل إلى تلقيه تهديدات بالاغتيال من بعض هذه المليشيات. كما أنّه تعرّض لانتقادات واسعة من الحكومة العراقية، إثر انتقاده للدور السلبي الذي يلعبه نوري المالكي، المقرب من مليشيات الحشد الشعبي، المرتبطة بإيران.

وبعد إحباط محاولة اغتياله قبل تنفيذها، أكد السبهان أنّ السعودية لن تتراجع عن دعم العراق، وقال حينها على حسابه عبر "تويتر" "لن نتراجع عن دعم الشعب العراقي، فالشعب العراقي يستحق كل تضحية وحب، ونحن مستمرون بالقيام بإجراءاتنا ومهامنا بشكل طبيعي بل أكثر من السابق".



وصعّدت الحكومة العراقية، انتقاداتها للسبهان، قبل شهرين، ثم طالبت وزارة الخارجية، الحكومة السعودية، باستبداله، الأمر الذي لم تتجاوب معه السعودية في حينه.

وخلال تجربته الدبلوماسية القصيرة، أثار السفير الكثير من الجدل، في تقاطعات محاربة الإرهاب، ومواجهة التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وانتقاد دور مليشيات "الحشد الشعبي"، وتنسيق الجهود السياسية والعسكرية العربية لدعم العراق، ومنع تفككه، ومحاولة سحب البساط من تحت إيران هناك.

وباعتبار أنه من الصعب، دبلوماسياً، أن يواصل السبهان ممارسة نشاطه الدبلوماسي في بغداد، بعد طلب الحكومة العراقية استبداله، يبدو أنّه يتسلم اليوم مهام أكبر، باعتباره وزيراً لشؤون الخليج العربي. وهو منصب سيمنحه دوراً أعمق في إدارة الملف الإيراني، والعراقي، وربما اليمني، لكونه دبلوماسياً بخلفية "قوة ناعمة" أغضبت المرتبطين بإيران، في العراق، مرّات عدة.