رحيل وميض نظمي... أحد أعمدة الفكر القومي العربي

12 أكتوبر 2016
نظمي أحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي (العربي الجديد)
+ الخط -


في وقت هي أحوج ما تكون إليه، خسرت العاصمة العراقية بغداد، أمس الثلاثاء، أحد أبرز أعمدة الفكر القومي العربي ودعاته في العراق، الدكتور وميض عمر نظمي عن عمر ناهز الخمسة والسبعين عاماً، بمنزله المطل على نهر دجلة وسط بغداد.

يعد نظمي أحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي، وينحدر من عائلة عربية عريقة في العراق، تصدرت العمل العربي والوطني منذ عقود طويلة. وخاله باسل الكبيسي كان أحد أعمدة الثورة الفلسطينية قبل اغتياله على يد الموساد في باريس في سبعينات القرن الماضي.

ولد نظمي في بغداد عام 1941، وتخرج من كلية الحقوق عام 1964 وحاز على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة درهام بإنكلترا عام 1974، وكان رئيساً للاتحاد العام للطلاب العرب في المملكة المتحدة وإيرلندا، في الفترة ما بين 1971 و1974.

عمل رئيسا لقسم العلوم السياسية في جامعة بغداد للفترة ما بين 1976 و1982، وكان رئيساً لمركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد، خلال عامي 1980 و1981.

له كتب ومقالات ومحاضرات وتراجم مختلفة في الفكر العربي الإسلامي، الفكر الاشتراكي، الفكر القومي العربي، التطور السياسي المعاصر في العراق، الاستعمار والإمبريالية، التخلف والتنمية، الأوضاع السياسية في بعض بلدان العالم الثالث.

وكان نظمي من أبرز الشخصيات العراقية المقاومة للاحتلال، بحيث أسس مع شخصيات عراقية المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي، وحركة التيار القومي العربي. وخلال الحصار على العراق، ترأس اللجنة العربية للتضامن مع الشعب العراقي، في وجه الحصار عام 1991.

ونظمي من أسرة عراقية عربية تسلمت مناصب علمية وقضائية بالعراق منذ العهد الملكي، إذ يقول عنه قريبه الدكتور مؤيد الونداوي لـ"العربي الجديد" إنّ "الدكتور نظمي رفض مغادرة العراق بعد الاحتلال وبقي في بغداد كونه كان يرى بقاءه أحد أشكال المقاومة ضد الاحتلال".

ويضيف الونداوي "كان نظمي معارضاً ناصحاً نبّه الجميع منذ البداية بخطأ ما يجري في العراق، لكنّه كغيره من دعاة القومية العربية تعمّد المحتل والأحزاب الإسلامية تجاهلهم"، واصفاً الراحل بأنّه "كان من أوائل الرافضين للاحتلال الأميركي للعراق".

ويقول مقربون منه إنّ نظمي رفض أن يغادر بيته في الأعظمية في بغداد رغم عروض عمل كثيرة له في الخارج، كأكاديمي بارز وشخصية مرموقة، إذ قال آنذاك إنّ "البقاء في بغداد والثبات على المبادئ هو أيضاً مقاومة ترفد المقاومين الأبطال في كل ميادين العراق".

ورغم توجهاته القومية، إلا أنّ نظمي حافظ على علاقته الطيبة مع باقي القوميات غير العربية في العراق كالأكراد والتركمان، ومن مقولاته المشهورة "لا يمكن أن أكون قومياً عربياً.. وأمنع غيري من التمسك بهويته القومية".

يقول أحد زملائه ناعياً له "غادر أبو جمال ولسان حال بغداد كأنّه يقول استعجلت الرحيل... نحتاج لأصوات عربية تذكّر أنّ القدس وبغداد ودمشق وتطوان قضية واحدة".


دلالات