افتتاح جلسات البرلمان المصري: المنافسة على الحصص في ذروتها

10 يناير 2016
التأهب الأمني والتحضيرات لجلسة اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -
يفتتح البرلمان المصري الجديد دورته التشريعية، اليوم الأحد، بجلسة إجرائية، يرأسها أكبر النواب الـ596 سنّاً، سكرتير عام حزب "الوفد" المُعَيّن، بهاء أبو شقة، لانتخاب رئيس المجلس ووكيلين له من بين المرشحين الأعضاء، على أن تعقد الجلسة الافتتاحية في وقت لاحق هذا الأسبوع، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي سيلقي كلمته أمام النواب. وكثّفت القوات الأمنية عدد عناصرها في محيط مجلس النواب، وأغلقت شارع قصر العيني بالحواجز الحديدية من ناحية ميدان التحرير، وفرضت إجراءات أمنية مشددة على المباني والمحال التجارية المجاورة لمقر البرلمان.

وكان النواب المستقلون قد استحوذوا على غالبية مقاعد المجلس بـ351 مقعداً، مقابل 245 مقعداً مقسّمين على 19 حزباً مؤيّداً للنظام. ويتصدّر هؤلاء حزب "المصريين الأحرار" بـ65 مقعداً، و"مستقبل وطن" بـ53 مقعداً، و"الوفد" بـ36 مقعداً، و"حُماة الوطن" بـ18 مقعداً، و"الشعب الجمهوري" بـ13 مقعداً، و"المؤتمر" بـ12 مقعداً، و"النور" السلفي بـ11 مقعداً.

وتغيب عن البرلمان كل أحزاب المعارضة للنظام الحالي، مثل "مصر القوية"، و"الدستور"، و"التحالف الشعبي"، وذلك، إمّا لمقاطعتها الانتخابات المنقضية، أو لعدم حصول الأحزاب المشاركة على أي مقاعد، وسط اتهامات بتدخل الأجهزة الأمنية في العملية الانتخابية، وتشكيل المجلس التشريعي.

وكان مسؤول لجنة الشباب في حملة السيسي الانتخابية، حازم عبد العظيم، كشف، في وقت سابق، عن عقد اجتماعات تشكيل التحالف الانتخابي "في حب مصر" داخل مقر جهاز المخابرات العامة، وهو التحالف الأم لتكتل "دعم مصر"، الساعي للوصول إلى أغلبية الثلثَين تحت قبة البرلمان، بقيادة لواء الاستخبارات السابق، سامح سيف اليزل.

وعقد التكتل الأخير (يضم نحو 370 نائباً بحسب مزاعم قياداته)، اجتماعاً مغلقاً، أمس السبت، في أحد الفنادق الفاخرة في منطقة مدينة نصر (شرقي القاهرة)، عشية الجلسة الإجرائية، لانتخاب أعضاء التكتل البرلماني الحزبيين والمستقلين، رئيس المجلس والوكيلَين من بين أعضاء التحالف، في سابقة هي الأولى في التاريخ النيابي، وذلك بإجراء انتخابات موازية خارج قاعة البرلمان.

وتوافقت قيادات التحالف على دعم أستاذ القانون الدستوري، علي عبد العال، لرئاسة البرلمان، ما يعزز فرصه في الفوز بتصويت الغالبية الكاسحة من أعضاء التحالف خلال الانتخابات الداخلية، ومن ثم الفوز بالمنصب تحت القبة، في مواجهة منافسيه، الذين أعلنوا ترشحهم، وهم: رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد، والبرلماني لأربع دورات متتالية، كمال أحمد، والإعلامي المثير للجدل، توفيق عكاشة.

اقرأ أيضاً رؤساء كتل أحزاب البرلمان المصري: أمنيون ومتّهمون بقضايا فساد

ويشهد منصبا الوكيلَين صراعاً محتدماً، في ظلّ منافسة عدد من قيادات التحالف، وأبرزهم المستقلون: مصطفى بكري، وعلاء عبد المنعم، ومارغريت عازر، ورئيس حزب الحرية صلاح حسب الله، وعبد الفتاح محمد من حزب مستقبل وطن، ونقيب الأشراف السيد الشريف، فضلاً عن المستقلين: نشوى الديب، وشادية ثابت، ومدحت الشريف، وجون طلعت، من خارج التحالف.

وأعلن رئيس حزب "المحافظين"، أكمل قرطام، أحد أبرز ممولي "دعم مصر"، رفضه إجراء انتخابات داخلية، لأنها تُخرج الائتلاف عن فلسفته، وتجعله أقرب إلى حزب واحد منه إلى ائتلاف بين قوى سياسية متعددة. وقال قرطام، في بيان لحزبه، أخيراً، إنّ "الأنسب هو توافق المستقلين على ترشيح رئيس المجلس، باعتبارهم الأغلبية العددية، وتوافق الأحزاب على الوكيلَين". وأضاف قرطام أن أسلوب الانتخابات الداخلية يعطي سابقة برلمانية "غير جيدة"، وأنه في حال عدم توصل الائتلاف إلى صيغة توافقية حول مرشحيه للمناصب القيادية، ستكون المنافسة في الانتخابات الداخلية للائتلاف غير ملزمة، ويحق لأي عضو الترشح إلى أي منصب في المجلس أو يصوّت لمن يراه مناسباً.

ويردّ القيادي في التحالف، وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل، على قرطام، قائلاً إن "حديثه مجرد رؤية شخصية تعبّر عن رغبته في الترشح لوكالة المجلس بعيداً عن الائتلاف، في ظلّ ضعف فرصه في الفوز بالمنصب خلال الانتخابات الداخلية". ويضيف هيكل، لـ"العربي الجديد"، أنّ انتخابات تحالفه ضمنت العديد من شروط الشفافية، منها وضع أوراق التصويت في صناديق زجاجية، وفرز البطاقات أمام المرشحين، وإعلان النتائج في مؤتمر صحافي، فضلاً عن منح كل مرشح دقائق عدّة لسرد سيرته الذاتية أمام أعضاء التحالف قبل بدء التصويت.

ويشير وزير الإعلام الأسبق إلى أن تحالفه أعدّ مشروع قانون يتضمن 3 مواد لتنظيم إجراء الجلسة الافتتاحية، إلى حين إقرار قانون جديد للائحة المجلس الحالية، لافتاً إلى أن التحالف أجّل مناقشة ترشيحات اللجان النوعية، لأنّ هياكل عدد من اللجان ستتغيّر بتعديل اللائحة الداخلية للمجلس.

وفي الوقت الذي قال فيه قيادي في "دعم مصر"، إنّ قيادات التحالف استقرّت على انتخاب مرشح وحيد على مقعد وكيل المجلس، على أن تترك المعقد الآخر للأحزاب التي لم تنضم للتحالف، لاعتبارات "المواءمة السياسية"، يرد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الأكثرية "المصريين الأحرار"، علاء عابد، أنّ "التحالف المدعوم من الدولة يسيطر عليه الجشع البرلماني، وتتباين مواقفه بين العلن والخفاء". ويقول عابد لـ"العربي الجديد"، إنّ حزبه لا يعارض التنسيق مع أي تكتل أو حزب من حيث المبدأ بشرط عدم الخداع، ومحاولة تفتيت الأصوات، بترشيح نواب عدة من داخل "دعم مصر"، بهدف التأثير سلباً على فرص المرشحين المنافسين، وفي مقدمتهم مرشح حزبه لوكالة المجلس، وكيل "جهاز المخابرات" الأسبق، حاتم باشات.

وفي سياق متصل، دفع حزب "الوفد" النائب عن محافظة بورسعيد، سليمان وهدان، إلى المنافسة على منصب وكيل المجلس، بعد اجتماع الهيئتَين العليا والبرلمانية للحزب، مساء الجمعة، بعد اعتذار أبو شقة عن الترشح للمنصب، ورفض الضغوط التي مارستها قيادات الحزب عليه.

اقرأ أيضاً المعيَّنون في البرلمان المصري: مجهولون لاستكمال غالبية الثلثين للسيسي

المساهمون