انتخابات "الصحراء": سباق التحدي بين "البوليساريو" وأنصار الوحدة

03 سبتمبر 2015
قضية الصحراء دخلت في الجمود (getty)
+ الخط -

يتجدد الاستقطاب السياسي بإقليم الصحراء، المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو، كلما حلّ استحقاق انتخابي، حيث تعمد الأخيرة وأنصارها إلى الدعوة لمقاطعة الانتخابات (تنظم غداً الجمعة)، التي يعتبرونها خارج الشرعية، بينما ينخرط الصحراويون من أنصار "الوحدة الترابية للمغرب" في المشاركة، وفقاً لوكالة الأناضول.

ويُنتظر أن تكشف نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية (بلدية وجهوية) التي ستُجرى غداً الجمعة، بالإقليم المتنازع عليه (يُقدر عدد سكانه بنصف مليون نسمة)، مدى تفوق قدرة كل طرف على تعبئة الشارع في المنطقة.

وتكتسي الانتخابات أهمية كبيرة، خصوصاً أنها الأولى من نوعها بعد دستور 2011، الذي تمخضت عنه قوانين تمنح البلديات والجهات صلاحيات هامة، وبعد وصول أول حكومة إسلامية (برئاسة عبد الإله بنكيران) لتدبير الشأن العام.

ولأول مرة ستُجرى انتخابات في حدود إدارية توافق حدود المنطقة المتنازع عليها، والتي تشمل جهة الساقية الحمراء، ووادي الذهب، وهي التي سُميت على أساسها "البوليساريو" كاختصار لاسم "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" باللغة الإسبانية.

اقرأ أيضاً: الرباط غير قلقة من مقاضاة مسؤوليها بتهم "إبادة" بالصحراء

وقبل انتخابات الجمعة، كان سكان الصحراء يختارون ممثليهم في البرلمان والبلديات المغربية، وفق حدود إدارية تجمع بينهم وبين قاطني مناطق صحراوية مغربية غير متنازع عليها.

لكن بعد اعتماد دستور 2011، وإصدار قانون جديد للجهات (يحدد الحدود الإدارية للأقاليم والجهات المغربية) هذا العام، أصبح لسكان منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب، حق المشاركة في الانتخابات، وفق حدود إدارية تطابق حدود المنطقة المتنازع عليها، والتي تشرف بعثة الأمم المتحدة بالصحراء على مراقبة وقف إطلاق النار فيها.

ويعتبر هذا التقسيم الإداري المغربي الجديد، ممهداً لمشروع "الحكم الذاتي" الذي تطرحه الرباط كحل سياسي للنزاع على إقليم الصحراء، بعد تعذر إجراء استفتاء فيه، منذ انطلاق مسلسل التسوية تحت إشراف الأمم المتحدة عام 1991.

ما تقترحه الرباط، هو منح صلاحيات واسعة لبرلمان وسلطة تنفيذية بالإقليم، تحت سيادتها، كحل سياسي شامل للنزاع، مقابل تخلي "البوليساريو" عن السلاح، والتحاق عناصرها في شرق الجزائر بمخيمات اللاجئين الصحراويين، مع منحهم الحقوق الكاملة للترشح والانتخاب.

لكن الجبهة وأتباعها، ما زالوا يرفضون هذا المقترح، ويطالبون بتنظيم استفتاء يمهد لإعلان دولتهم في الإقليم، وهو ما دفعهم خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف دعواتهم لسكان الصحراء لمقاطعة انتخابات الجمعة، معتبرين أنها نوع من إشاعة الفرقة بين قبائل المنطقة، وتكريس لسيطرة المغرب على الإقليم، واعتراف بشرعية هذه الإدارة.

وقد سجلت المنطقة الصحراوية التي تضم الساقية الحمراء، ووادي الذهب، والمناطق المجاورة، نسبة مشاركة بلغت 69% خلال آخر انتخابات بلدية أُجريت سنة 2009.


اقرأ أيضاً: "شبه اعتذار" إيراني عن "وثائقي" يتعاطف مع الصحراويين 

المساهمون