الهباش: عباس لن يفاجئ أحداً في خطاب الأربعاء

27 سبتمبر 2015
لقاء عباس مع كيري كان صعباً (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية، محمود الهباش، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس محمود عباس لن يفاجئ أحدا في ‏خطابه المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء القادم، وقال "لن تكون هناك مفاجأة لم تبلغ بها كل الأطراف العربية ‏والدولية مسبقا"، مؤكدا في الوقت ذاته: "أن لقاء الرئيس أبو مازن مع ‏وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان صعبا".‏‏

وتابع: "الرئيس أبو مازن وضع الدول العربية والإدارة الأميركية والأوروبيين في صورة خطابه يوم الأربعاء، وجميع ‏خطواته ‏مدعومة عربيا".‏

وحول مضمون الخطاب، أكد الهباش: "لقد أخبر الرئيس جميع الأطراف بالمطالب الفلسطينية، وهي إما أن تلتزم دولة الاحتلال ‏‏بالمفاوضات بمرجعية واضحة، أو أن الفلسطينيين لن يلتزموا بأي اتفاقيات ما لم تلتزم بها إسرائيل".‏

ولفت الهباش إلى أن لقاء الرئيس أبو مازن بوزير الخارجية الأميركي جون كيري كان صعبا، حيث أكد أبو مازن على الموقف ‏‏الفلسطيني وأبلغ به الإدارة الأميركية بأنه إما أن تكون هناك التزامات متبادلة من قبل إسرائيل أو لا التزامات مطلقا من قبل ‏‏الجانب الفلسطيني". ‏

وحول العودة للمفاوضات، قال الهباش: "لقد كان حديث أبو مازن واضحا حول المفاوضات، وهو إما عودة لمفاوضات حقيقية ‏‏بمرجعية واضحة في ظل وقف كامل للاستيطان أثناء المفاوضات، والإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وهذ ليست ‏‏شروطاً وإنما التزامات مترتبة على دولة الاحتلال من جولة المفاوضات الماضية التي لم تلتزم بها إسرائيل، أو لن تكون هناك ‏‏عودة لحلقة جديدة مفرغة من المفاوضات كما أكد لكيري".‏

وحسب الهباش، أوضح أبو مازن، في مقر إقامته بمدينة نيويورك، يوم أمس السبت،‏ خلال لقائه مع كيري "أنه لن يقبل ‏بأي وعود ‏أميركية، وأن القيادة الفلسطينية غير قابلة للرضوخ لأي ضغوطات".‏

اقرأ أيضا: تعيين نائب رئيس الشاباك قائداً للشرطة: خنق القدس أمنياً

وأكد مسؤول فلسطيني رفيع لـ"العربي الجديد"، أن أبو مازن كان حازما مع كيري، حيث أكد له أنه ليس لدى الفلسطينيين ما ‏‏يقدمونه أكثر، وليس هناك مجال لأي ضغوطات بعد أن فشل كيري شخصيا بجولة المفاوضات السابقة التي انتهت في آذار/ مارس ‏‏‏2014، ولم يستطع إرغام إسرائيل على تنفيذ التزاماتها رغم الضمانات التي قدمها للقيادة الفلسطينية للقبول باستئناف المفاوضات، لافتا ‏إلى أن "أبو مازن حمّل كيري فشل جولة المفاوضات السابقة وعدم قدرة الإدارة الأميركية على ردع إسرائيل والالتزام بوعودها ‏‏للفلسطينيين".‏

وأضاف: "كيري عرض على أبو مازن إرجاء أي قرارات فلسطينية حاسمة، مثل وقف الالتزامات المتبادلة في الاتفاقيات ‏‏الفلسطينية الإسرائيلية، والإبقاء على الوضع القائم، فضلا عن عدم تقديم أبو مازن استقالته من أي من مناصبه في منظمة التحرير ‏‏والسلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى ما بعد ستة أشهر".‏

وأكد المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن كيري "أخبر الرئيس أبو مازن أن الإدارة الأميركية تحتاج إلى ‏‏نحو ستة أشهر للانتهاء بشكل كامل من الاتفاق النووي الإيراني وتمريره في الكونغرس الأميركي وتحديدا من قبل ‏الجمهوريين ‏الذين يرفضونه، وبعد ذلك ستكرّس الإدارة الأميركية وقتا كافيا لإحداث تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين ‏والإسرائيليين".‏

وقال المصدر: "الرئيس أبو مازن لم يرفض ولم يقبل بعد، وهناك مشاورات فلسطينية وعربية حالية بشأن قبول عرض كيري ‏‏الذي سيكون مرهونا بضمانات أميركية، وأنه في حال فشل الجهود الأميركية في جولة مفاوضات قادمة، فإن الولايات المتحدة ‏الأميركية ‏يجب أن تلتزم بالاعتراف بدولة فلسطين، وعدم معارضة مشروع إنهاء الاحتلال في مجلس الأمن، لكن هذه ‏الضمانات التي ‏يريدها أبو مازن لم يُصَر إلى عرضها على الإدارة الأميركية بعد".‏

وحسب المصدر، فإن الرئيس أبو مازن يصر على أن أي جهود أميركية لاستئناف المفاوضات يجب أن تتم بضمانات مكتوبة ‏حتى ‏لا تتكرر السيناريوهات الماضية للمفاوضات.‏

ويشكك المقرّبون من الرئيس أبو مازن في إمكانية نجاح الإدارة الأميركية في إقناع إسرائيل باستئناف المفاوضات مع ‏الفلسطينيين ‏من حيث انتهت، والإيفاء بالتزاماتها، من وقف كامل للاستيطان وتحديد حدود الدولة الفلسطينية على أراضي 1967، ‏وإطلاق ‏الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، حيث تصر الإدارة الأميركية على أن أي لقاء بين الرئيس أبو مازن ورئيس حكومة ‏الاحتلال ‏الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الراهن ستزيد الموقف تشنجا، وتفضّل الإعداد الجيد لأي لقاءات محتملة مستقبلا ‏في تمهيد ‏للمفاوضات في حال قبول الطرفين العودة لطاولة المفاوضات مجددا.‏

وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قد نفى في تصريحات للوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، اليوم، ما نقلته ‏‏صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، على لسان مسؤول فلسطيني، بشأن رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقد لقاء بين ‏‏الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.‏

وأكد أبو ردينة، في تصريح له اليوم الأحد، أن موقف الرئيس عباس واضح ومحدد، وبأنه مستعد للقاء واستئناف المفاوضات ‏حال ‏أوقف نتنياهو النشاطات الاستيطانية والإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو.‏

اقرأ أيضا: "يوم النفير والرباط": مواجهات في الأقصى

المساهمون