معصوم يدعو إلى المصالحة وائتلاف نوري المالكي يرفض

10 يوليو 2015
دعوات معصوم إلى المصالحة تواجه بالرفض (الأناضول)
+ الخط -
مع تسارع وتيرة الأحداث الأمنية وتفاقم الأزمات السياسيّة في العراق، وجّه رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، دعوة إنقاذ البلد من خلال تفعيل مشروع المصالحة الوطنية والدعوة إلى التسامح، فيما اعترض ائتلاف نائبه نوري المالكي على هذه الدعوة، مؤكّداً رفضه أيّ حلول سياسيّة.


وبحسب بيان صحافي صدر عن مكتب رئيس الجمهورية، فإنّ "معصوم استقبل في قصر السلام في بغداد، وفداً من حزب الفضيلة الإسلامي المنضوي ضمن التحالف الوطني برئاسة أمينه العام هاشم الهاشمي، وبحث الجانبان آخر المستجدات السياسية والأمنية على الساحة، فضلاً عن الجهود المبذولة من الأطراف السياسية على طريق إنجاز المصالحة الوطنية".


وأكد معصوم أنّ "مصلحة العراق العليا فوق جميع الاعتبارات، وأنّ القضاء على تهديدات داعش والعبور بالعراق إلى بر الأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي لا يكون إلّا من خلال تعالي الأطراف السياسية على مصالحها الخاصة".

وشدّد على "ضرورة العمل بجد من أجل إنجاح المصالحة الوطنية وتوحيد الصف العراقي"، مؤكّداً أنّ "المصالحة أصبحت مطلباً أساسياً على الصعيدين الداخلي والخارجي، وعلى الجميع العمل لتحقيقها"، داعياً "الشخصيات السياسية والعشائرية والاجتماعية إلى إنضاج الأفكار الواقعية الداعمة لهذا المشروع الوطني، وإشاعة المحبة والتآخي بين أبناء الشعب بكل أطيافهم".

وأثارت دعوة معصوم إزعاج ائتلاف المالكي، والذي دعاه إلى "تفسير هذه الدعوة".

وقالت النائبة عن الائتلاف عالية نصيّف، في بيان صحافي، إنّ "تصريحات معصوم التي اشترط فيها القضاء على داعش بإجراء المصالحة بحاجة إلى تفسير"، متسائلة "لا ندري مع من نتصالح؟ مع داعش أم مع أبي بكر البغدادي، أم مع بعض ضباط النظام السابق الذين لم يتقبلوا الواقع الجديد فسلكوا أسوأ السبل بدعمهم للإرهاب؟".

وأشارت إلى أنّ "الحديث عن المصالحة بعيد عن الواقع الأمني الذي يعيشه عموم الشعب العراقي، اليوم، فأبناء المكون السنّي في المناطق الساخنة هربوا من بطش داعش تاركين خلفهم منازلهم وممتلكاتهم بحثاً عن الأمان بين إخوانهم الشيعة، كما أنّ الشيعة يحاربون إلى جانب السنة ضد داعش ويقدمون قوافل الشهداء، ويمكن القول، إن جميع أطياف الشعب العراقي، اليوم، في خندق واحد ضد الإرهاب، فمن سيتصالح مع من؟!".


وأضافت "إذا كان معصوم يعني في تصريحاته المصالحة مع من يتواجدون في الأردن وتركيا وكردستان ممن يحسبون أنفسهم قادة للسنة، فهؤلاء مرفوضون من الشارع السنّي قبل الشيعي، وهم لا يمثلون إلّا أنفسهم".

وشدّدت بالقول "القضاء على داعش ليس بحاجة إلى مصالحة، ولن يتم إلا بمحاربة هذا التنظيم الإرهابي واقتلاعه من جذوره بعيداً عن أيّة حلول سياسية لا طائل منها".

بدوره، رأى الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "رفض ائتلاف المالكي للحلول السياسيّة نابع من سياسته الساعية إلى زج البلاد في معترك صراع طائفي".

وقال العيثاوي لـ"العربي الجديد" إنّ "ائتلاف المالكي يسعى، اليوم، بكل جهده، لدفع البلاد نحو صراع طائفي يأتي على البلاد برمتها بما فيها العملية السياسية". مبيناً أنّ "تلك المساعي ليست جديدة، لكنّ الغريب هو استمرار سكوت رئيس الوزراء، حيدر العبادي، على ذلك، الأمر الذي لن يؤثر على السنة فقط، بل يؤثر حتى على حكومة العبادي ومدى استمرارها".

وأشار إلى أنّ "العبادي، اليوم، لا يختلف عن المالكي بضرب جهود المصالحة الوطنية، لكن عليه أن يكون أكثر وعياً وحزماً تجاه الأجندات التي تهدف إلى إزاحته عن الحكم، والتعامل معها بجدّية".

وأكّد أن "الواقع اليوم يؤكّد أنّ الحديث عن المصالحة في العراق تحول إلى مجرد شعارات لا جدوى منها". مستدركاً "إنّ الرفض الصريح لهذه الدعوات والشعارات ورفض أي حلول سياسية سيعقد من المشهد السياسي العراقي".

يشار إلى أنّ نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، (المكلف بمشروع المصالحة الوطنية)، تحدّث في وقت سابق، عن وجود قوى حكوميّة متمرسة في مواقفها الطائفية تعرقل المشروع. مشيراً إلى أنّ مسوّدات بعض القوانين المقدمة إلى البرلمان تتعارض تماماً مع الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة والوحدة في مواجهة مخاطر الإرهاب.