مشادات في مؤتمر المعارضة السورية لعدم رفع علم الثورة

08 يونيو 2015
المؤتمر يضم 200 شخصية معارضة (العربي الجديد)
+ الخط -

جاء انطلاق المؤتمر المنعقد td أحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة ليثير العديد من الشبهات والأسئلة حول الهدف الحقيقي من وراء انعقاده في ظل غياب معظم الكيانات السورية المعارضة البارزة، إلا أنه كان محط اهتمام مصري رسمي رفيع، فقد افتتح وزير الخارجية المصري سامح شكري الجلسة الأولى للمؤتمر في حضور نحو 130 ممن يطلقون على أنفسهم ممثلي المعارضة.

وفيما غاب ائتلاف المعارضة السورية وممثلون عن جماعة الإخوان والفصائل البارزة على الأرض، حضر أحمد الجربا عضو الائتلاف بصفة شخصية، وليس ممثلاً له، كما حضر الفنان السوري جمال سليمان.

وحضر المؤتمر كل من أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، ونبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي شدد خلال كلمة له على ضرورة توحد قوى المعارضة السورية، والابتعاد عن التشرذم.


وكشف مصدر من الحاضرين في المؤتمر الذي جاء تحت عنوان "المعارضة السورية من أجل الحل السياسي في سورية، أن الهدف هو الوصول لخارطة طريق جديدة سيتم الانتهاء من صياغتها مع نهاية المؤتمر، على أن يتم رفعها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتسويقها عالمياً.

وحول ما إذا كانت تلك الخارطة تتضمن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، قال المصدر "لا"، متابعاً "ربما نلجأ لطرح فكرة تنحّي بشار في مرحلة أخرى متقدمة، وذلك بعد الجلوس على طاولة مفاوضات مع ممثلي النظام".

وقبل انعقاد الجلسة الافتتاحية حدثت مشادات أدت إلى انسحاب الناشط السياسي السوري، هيثم مناع، وعدد من المشاركين اعتراضاً على رفع العلم السوري في المؤتمر وليس علم الثورة.

وانطلقت فعاليات مؤتمر القاهرة الثاني للمعارضة السورية، اليوم الإثنين، وسط مقاطعة "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وفي ظل أجواء تشهد بعض التوتر.

وبدأ المؤتمر بكلمة من وزير الخارجية المصري، سامح شكري، والذي أكّد "دعم المعارضة السورية للوصول إلى حل سياسي"، بينما عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، خلال كلمة له، عن أمله في أن يخرج المؤتمر "بتوحيد للمعارضة"، لافتاً إلى أن "النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه الأمور في سورية".

واعتبر شكري أن "سيطرة الطائفية وانتشار الفوضى وسيطرة التيارات الإرهابية المسلحة على معظم الأراضي السورية هي أمر يهدد مستقبل المنطقة برمتها ولا يمكن السكوت عنه".

واعتبر أيضاً أن "وجود تصور سوري سياسي خالص للحل السياسي أهم الآن من أي وقت مضى".

وقال وزير الخارجية المصري إن "الحراك السوري في مارس/آذار 2011 انطلق حراكاً سلمياً إلا أن النهج الأمني العنيف وعدم إدراك طبيعة المرحلة أدى لازدياد حدّة الاحتجاجات".

وتابع أنه بعد ذلك "زادت التدخلات الخارجية في الشأن السوري بصورة غير مسبوقة وسمح للمليشيات والمقاتلين الأجانب والسلاح بالعبور للجانب السوري للقتال في صف طرف أو آخر، وقضي على الحراك السلمي".

وشدّد على أن سورية تحولت إلى ساحة لـ"صراع مسلّح بالوكالة"، وأصبحت أجزاء من الأراضي السورية "ملاذاً آمناً للإرهابيين".

من جهته، أكّد العربي أن "تفاقم الأزمة السورية وتزايد تداعياتها الإقليمية والدولية يفرضان علينا جميعاً إعادة النظر في ما اتخذ من إجراءات في هذا الملف، بعدما أدرك الجميع عدم إمكانية الحسم العسكري".

وحمّل الأمين العام للجامعة العربية "النظام السوري المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه الأمور وتصميمه على المضي قدماً في الحل العسكري"، مشدّداً على أن "الحل في سورية يجب أن يكون سورياً سلمياً وبإرادة سورية حرة".

وقاطع "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" مؤتمر القاهرة، والذي من المقرر أن يشارك فيه نحو 200 شخص، يمثلون معظم أطياف المعارضة السورية باستثناء الائتلاف.

وكان المؤتمر يعول على مشاركة رئيس تيار "قمح" هيثم مناع، المنشق عن هيئة التنسيق الوطنية، يسانده عدد من الشخصيات العامة ورجال الأعمال، وهو الفاعل الأكبر في التحضير لهذا المؤتمر، وهيئة التنسيق الوطنية، ورئيس الائتلاف السابق أحمد جربا مع كتلته، والكتلة الديمقراطية في الائتلاف، وممثلون عن الأكراد بإدارتهم الذاتية، وشيوخ عشائر ومستقلون وممثلو منظمات مجتمع مدني، في حين يغيب عنه الائتلاف السوري المعارض، وتيار بناء الدولة السورية.

وعلم "العربي الجديد" أنّ جزءاً كبيراً من المعارضين اعترضوا على مشاركة "جبهة التغيير والتحرير"، ومن أبرز قيادييها قدري جميل، وفاتح جاموس، ومازن مغربية، ما أدى إلى استبعادهم، في حين رفضت مصر دعوة "الإخوان المسلمين" للمشاركة. 

وقلل معارض في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه، من أهمية ما قد ينتج من مؤتمر القاهرة، قائلاً لـ"العربي الجديد"، "لا أعتقد أن يكون هناك جديد في مؤتمر القاهرة، سوى بعض الأوراق تضاف لآلاف الأوراق التي أنتجتها المعارضة طيلة سنوات الأزمة"، معتبراً أن "عدم إتيان القاهرة بجديد يعود إلى أنها كانت إقصائية تجاه أطراف معارضة في الداخل والخارج".

إلى ذلك، منع التلفزيون الرسمي السوري من تغطية فعاليات المؤتمر، وأخرجت قوات الأمن المصرية مراسلة القناة بالقوة من قاعة الاجتماعات، قبل انتهاء الجلسة التحضيرية للمؤتمر. 

اقرأ أيضاً"القاهرة 2" السوري: تمرير وقت لـ200 شخصية

المساهمون