"داعش" يقطع المياه عن جنوب العراق

19 يونيو 2015
حرب تنظيم داعش تتطور يوماً عن يوم (فرانس برس)
+ الخط -

تمكّن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من السيطرة على مياه أربع محافظات جنوبي العراق، وقطعه عنها، فيما حمّلت إدارة تلك المحافظات رئيس الحكومة حيدر العبادي مسؤولية ذلك.

وقال رئيس لجنة الزراعة والمياه في مجلس النواب، فرات التميمي، في بيان صحافي، إن "داعش استطاع أخيراً أن يسيطر على سدّة الرمادي على نهر الفرات، بعد فرض سيطرته على معظم مساحة الأنبار، الأمر الذي جعله يتحكم بمياه أربع محافظات جنوبية وهي بابل وكربلاء والنجف والقادسية، كما يعمل التنظيم على السيطرة على بحيرة الثرثار في المحافظة نفسها لاستكمال حرب المياه التي يتبعها في العراق".

وأوضح أنّه "بعد أن أغلق التنظيم السدّة فإن غزارة نهر الفرات التي كانت قبل الحرب المائية تبلغ 200 متر مكعب في الثانية، هبطت إلى نسبة لا تتجاوز 50 بالمئة من كميته المعتادة"، متوقعاً "انخفاض تلك الغزارة أكثر خلال الفترة المقبلة".


ورجّح أن "تعاني المحافظات المذكورة خلال الفترة القريبة المقبلة من الجفاف، نتيجة قلة المخزون المائي لهذه المحافظات الذي لا يكفيها للخروج من هذه الأزمة"، مشيراً إلى أنّه "يتم العمل حالياً على تعويض النقص الحاصل في مياه الفرات من مياه نهر دجلة، إلّا أنّ المشكلة مازالت قائمة والمحافظات المذكورة مازالت عرضة لخطر الجفاف".

ووصف الوضع بتلك المحافظات بأنّه "حرج للغاية، ويتطلب تحركاً سريعاً لمنع امتداد تأثيره لمحافظات أخرى".

من جهته، حمّل عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل، سعدون الربيعي، الحكومة ورئيسها حيدر العبادي مسؤولية سوء إدارة المعركة مع تنظيم "داعش".

ولفت الربيعي في حديثٍ لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "حرب تنظيم داعش تتطور يوماً بعد آخر، وتتنوع أساليبه وخططه التي تمكن من خلالها أن يوسع دائرة سيطرته في وسط وشمال العراق، وهو اليوم يهدد المحافظات الجنوبية".

كما أشار إلى أنّ "كل ذلك يؤكّد وجود خلل في القيادة العسكرية للقوات العراقيّة، وعجزها عن مواجهة التنظيم، الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول سريعة تكون بديلة عن الحلول المتبعة بإدارة المعركة".

إلى ذلك، اعتبر أنّ "سيطرة التنظيم على سدّة الرمادي وتحكمه بالموارد المائية للمحافظات الجنوبية أمر ينبئ بخطر كبير لا يمكن الاستهانة به، وهو يهدد الأمن الغذائي لهذه المحافظات التي تعتمد على الزراعة والمياه في أغلب مواردها".

يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" أغلق جميع بوابات سدّة الرمادي بعد سيطرته على المحافظة منتصف أيار الماضي، وحوّل مياه النهر عن مجراها الطبيعي باتجاه بحيرة الحبانية وسط صحراء الأنبار، الأمر الذي تسبب بانخفاض كبير بنسبة المياه في عدّة مناطق من الأنبار فضلاً عن المحافظات الجنوبية.

اقرأ أيضاً: أهالي الفلوجة في مهب القصف والحصار