العراق: انتشار عسكري مكثّف لتأمين المحافظات الجنوبية

14 يونيو 2015
خطة أمنية لتأمين مداخل المحافظات الجنوبية (Getty)
+ الخط -

تتصاعد حدّة المخاوف الحكومية من اختراق تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) المحافظات الجنوبية، الأمر الذي أثار هواجس المسؤولين عن الملف الأمني، ما دفعهم إلى اتخاذ عدّة إجراءات احترازية لتأمينها، خصوصاً مع قرب شهر رمضان.

وقال مسؤول في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أوامر صدرت من قبل قيادة العمليات وبالتنسيق مع قيادة عمليات محافظتي بابل وواسط، على وضع خطة محكمة لتأمين المحافظة التي تعد المدخل إلى المحافظات الجنوبية".

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنّ "الخطة تم وضعها بالفعل وتمت المباشرة بتنفيذها، وتضمنت نشر قطعات قتاليّة مدربة من القوات الأمنيّة والحشد الشعبي في حواجز التفتيش، ونشر قوات إضافيّة على طول الحدود والمعابر غير الرئيسيّة بين المحافظتين من جهة وبين بغداد من جهة أخرى".

وأضاف أنّه "تم تجهيز تلك القوات بأسلحة متوسطة وثقيلة من قاذفات آر بي جي 7، ودبابات، فضلاً عن الهاونات، كما تم تشكيل سرايا استطلاعية متنقلة على طول الحدود بين المحافظتين مهمتها متابعة أي تحرك مريب".

من جهته، قال عضو مجلس بلدة اليوسفيّة جنوب بغداد، أحمد سرحان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطريق الرئيس والمنافذ الأخرى التي تصل بين جنوبي بغداد ومحافظة بابل كانت سالكة رغم وجود حواجز التفتيش".

وأضاف سرحان، أنه "يوجد معاناة كبيرة لسائقي السيارات الذين يحاولون الانتقال بين المحافظتين، بسبب الإجراءات الأمنية المعقدة جداً، التي اتخذت خلال اليومين الأخيرين".

وأوضح سرحان، أنّه "تم توزيع عناصر كبيرة من المليشيات المزوّدين بأسلحة متوسطة في تلك الحواجز، كما تم التدقيق في هويات الداخلين وحتى الخارجين من المحافظات الجنوبية بشكل أثار سخط المواطنين". مبينا أنّ "عناصر المليشيات في تلك الحواجز يأمرون جميع المارّة بالترجّل من سياراتهم، ويتم تفتيشهم الواحد تلو الآخر، كما توجد قوائم بأسماء المطلوبين أمنيا ويتم تدقيق أسماء كل الداخلين".

بدورها، حذّرت النائبة عن كتلة الأحرار البرلمانيّة التابعة للتيار الصدري، زينب السهلاني، من "الاستهانة بتعزيز الأمن في المحافظات الجنوبية، ما قد يؤدي إلى تدهور أمني خطير فيها". 

وقالت السهلاني، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّ "انشغال القوات الأمنية والحشد الشعبي بقتال داعش، تسبّب في فراغ أمني بالمحافظات الجنوبية، الأمر الذي قد يفتح الطريق لمحاولات لاستغلال ذلك الفراغ وإثارة فتنة لإرباك الوضع الأمني فيها".

وكان مسؤولون عراقيون ورجال دين من المحافظات الجنوبيّة قد حذّروا من مخططات جديدة تهدف إلى نقل الفوضى والاقتتال إلى جنوب العراق، الذي يتمتع باستقرار نسبي.

اقرأ أيضاً العراق: "قانون العشائر" بدلاً من الدولة
اقرأ أيضاً صدام "البشمركة" و"الحشد الشعبي" ينتقل إلى ديالى

المساهمون