تونس تحتضن المنتدى العالمي حول الديمقراطية الحديثة

14 مايو 2015
أشغال المنتدى انطلقت، اليوم، في العاصمة التونسية (Getty)
+ الخط -

تحتضن العاصمة التونسية، اليوم الخميس، وعلى امتداد ثلاثة أيام، أشغال "المنتدى العالمي حول الديمقراطية الحديثة المباشرة: اللامركزية من خلال المشاركة"، ومن المنتظر أن يصدر عن هذه التظاهرة الدولية "بيان تونس" الذي يكتسب أهمية خاصة، حيث إن البلاد تستعد إلى خوض غمار الانتخابات المحلية في آخر السنة الجارية أو بداية 2016.

و تم اختيار العاصمة التونسية لاحتضان هذا المنتدى العالمي لأنها شكلت مهد الثورات العربية، ونظراً إلى سلاسة الانتقال الديمقراطي، يشارك في أشغاله أكثر من 38 بلداً.

وأكد الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية على هامش هذا المنتدى لـ"العربي الجديد"، أنّ الملتقى يعتبر هاماً جدّاً ويأتي، أيضاً، في فترة دقيقة"، موضحاً، أنّ هذا المنتدى سيساعد تونس على تكريس وتطبيق الديمقراطية على المستوى المركزي والمحلّي.


وأضاف الصيد، الذي افتتح فعاليات المنتدى، أنّ "تونس تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها، وأنّ الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2014 جسدت إرادة الشعب التونسي، مما مكّن البلاد من الخروج من الفترة الانتقالية والمؤقتة إلى المرحلة الدائمة".

وأوضح رئيس الحكومة، أنّ التداول على السلطة قد تم بشكل رائع وسلس، وسيبقى لحظة مشرقة ومنيرة في تاريخ تونس.

وبيّن أنّ هذا المنتدى سيتوج بإعلان "بيان تونس" حول الديمقراطية الحديثة الهادفة إلى ترسيخ اللامركزية، معبّراً عن ثقته في أن هذا البيان سينطوي على جملة من التحديات والإصلاحات التي علينا أخذها بعين الاعتبار.

وأشار الصيد إلى أنه على الرغم من الهزّات العنيفة التي عرفتها تونس، فإنّ الشعب التونسي بيّن في مناسبات عدة أنه ضدّ الاقتتال وضدّ الإرهاب.

اقرأ أيضاً: "نداء تونس" يعيّن المرزوق خلفاً لـ"البكوش"

من جهته، قال حسين العباسي، الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل لـ"العربي الجديد"، إنّ هذا المنتدى يأتي ببادرة من جامعة قرطاج وبالاشتراك مع المعهد الوطني للعلوم الفلاحية في تونس وعديد المؤسسات، كسويس انفو والمؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات ومنظمة الديمقراطية العالمية. مضيفاً، أن مشاركة الاتحاد في أشغال هذا المنتدى هدفه البحث عن الطريق الذي تريد تونس أن تسلكه في الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها قريباً وفي رسم اللامركزية التي نادى بها الدستور.

وأشار إلى أنّ العديد من التساؤلات تطرح، اليوم، حول كيفية التأسيس للديمقراطية والعلاقة بين الجهات التي عانت الفقر والتهميش جراء المركزية.


واعتبر أن البيان أو الوثيقة التي ستصدر في اختتام هذا المنتدى ستكون مستلهمة من تجارب عديد البلدان التي نجحت في تكريس الديمقراطية وبناء اللامركزية، والتأسيس لنموذج تونسي يحتذى به.

وأكدّ لسعد العاصي، رئيس جامعة قرطاج المشاركة في التنظيم لـ"العربي الجديد"، أنّ هذا المنتدى العالمي عرف مشاركة 38 دولة من القارات الخمس على غرار ألمانيا وأميركا وإنجلترا ...ومصر والسعودية ...وأشار إلى أن المنتدى سيركز على موضوع مهم، يتعلق بالديمقراطية المحلية.

وقال إنه سيتم، خلال المنتدى، الاقتداء بآراء وتجارب الأطراف القادمة من الخارج وبمقترحات المجتمع المدني في هذا الصدد.

وأكد،ّ أن هذا المنتدى يجمع صفوة أعلام الفكر والسياسية ممن أناروا السبيل للحرية والديمقراطية.

و أضاف العاصي: "يتعطش شعب تونس إلى الديمقراطية، وهو شعب أحدث حراكاً إيجابيّاً ورغم تسلل الفوضى والإرهاب كأحداث متحف باردو الأليمة إلا أن التونسيين كانوا، دوماً، موّحدين، وصفاً واحداً في مواجهة الأزمات".

وختم قوله بالتأكيد على أن المنتدى "يعتبر رافداً من روافد النجاح وفرصة لإرساء مقومات الديمقراطية واستشراف آليات تحترم فيها حقوق الشعوب وتكوين حكومة الشعب بالشعب".

من جهته أكد المهدي مبروك، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والشريك في تنظيم هذا المنتدى في تونس لـ"العربي الجديد"، أن المنتدى العالمي للديمقراطية الحديثة المباشرة، يضم عدداً من صناع القرار والعديد من مكوّنات المجتمع المدني محليّاً ودوليّاً، ومنهم عديد الوافدين من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف، أنّ الأكاديميين والخبراء سيتدارسون كيفية تجسيد الديمقراطية من خلال توسيع المشاركة في الشأن العام.

اقرأ أيضاً: تونس: معركة حاسمة من أجل استقلال القضاء