"نداء تونس": تهديد بالانقسام وتأسيس حزب جديد

24 مارس 2015
خروج السبسي الأب من الحزب ترك فراغاً كبيراً (الاناضول)
+ الخط -

تتناقض الأخبار المسرّبة من حيّ البحيرة، مقرّ "نداء تونس"، بين ما يبدو انقساماً نهائياً قد يفضي الى انشقاقٍ عميق، وخروج مجموعةٍ كبيرة لتأسيس حزبٍ جديد، وبين من يعتبر أنها مجرّد إشاعات وأوراق ضغط في أحسن الحالات.

وفي وقتٍ أكدت فيه بعض المصادر أنّ "نداء تونس"، ذاهب إلى الانقسام بالفعل، أكّدت مصادر مقرّبة من حافظ قايد السبسي (نجل الباجي قايد السبسي)، لـ"العربي الجديد" أنّ الأخير يفكر جدياً في تأسيس حزبٍ جديد، قد يحمل اسم "النداء الجديد"، و أنّ مجموعة التصحيحيين ستنضمّ إليه في هذا التشكيل الجديد، الذي قد يضم التيار الدستوري وبعض المستقلين، الذين "شعروا بالإقصاء" و بـ"هيمنة بعض القيادات على الحزب".

وأكّد المصدر أنّ هذه الفكرة ليست بالجديدة، وأنّه جرى التباحث فيها منذ تعمّق الأزمة واقتناع السبسي الابن ومن معه، بأنّ هناك قسماً داخل الحزب يريد السيطرة على الحزب و"الهروب به"، وشغل أهم المناصب في الحكومة، والديوان الرئاسي.

كذلك، جاءت انتخابات المكتب السياسي أول من أمس الأحد "مخيبة للآمال" بعد إقصاء أهم الوجوه التصحيحية، ما يجعل الفائزين، في طريق مفتوح لإعداد المؤتمر القادم، وبالتالي إحكام القبضة نهائياً على الحزب لكامل الفترة القادمة.

وقد سبقت انتخابات الأحد، انسحابات مبكرة لعددٍ من الوجوه التصحيحية، بسبب "تسويات واتفاقات مسبقة"، كانت تهدف الى إقصاء البعض من الكتلة النيابية والمكتب التنفيذي، وبسبب ما أسماه المصدر "صفقات سرية ووعوداً".

وفي هذا السياق، أكّد مقرّبون من حافظ السبسي، لـ"العربي الجديد" أنّ التفكير في تأسيس تيار داخل الكتلة النيابية، أو تأسيس حزبٍ جديد، مطروح بالفعل بين بعض مناضلي الحركة، وأنّ النقاش والتفكير في الموضوع لم ينته بعد، وقد يفضي الى أحد الاحتمالين".

كما لفت هؤلاء إلى أنّ "الخلاف الحاصل هو بين الهيئة التأسيسية والباقين، وأنّ الأمر طبيعي في حالة حزب ما يزال قيد التأسيس"، مشددين على أنّه يتوجّب على الجميع الاقتناع بأنّ الحزب لا بد أن يتحول من "ماكينة انتخابية " قادها الباجي قايد السبسي إلى حزب مؤسسات".

اقرأ أيضاً: نجل السبسي يزيد أزمة "نداء تونس" تعقيداً

وفي مقابل هذا الطرح، نفى قياديون من نداء تونس، من خارج التصحيحيين لـ"العربي الجديد"، أن يكون للخلاف نتائج وخيمة، معتبرين أنّ العملية هي مجرد إعلان عن غضبٍ بعد انتخابات الأحد.

المقرّبون من السبسي، أوعزوا سبب ما يحصل إلى أنّ "خروج السبسي الأب من الحزب بعد توليه الرئاسة، قد ترك فراغاً كبيراً لا بد أن تملأه المؤسسات، وأنه كان وحده قادراً على إدارة الخلافات، ووأدها قبل أن تستفحل، ولكن الوضعية اليوم مختلفة".

اقرأ أيضاً:انقسامات "نداء تونس": الهيئة التأسيسية وتصحيح المسار وجهاً لوجه