الانتخابات الفرنسية: اليمين المتطرف يتقدم واليسار ينسحب لقطع الطريق

07 ديسمبر 2015
اليمين المتطرف وظّف هجمات باريس لمصلحته (Getty)
+ الخط -

حل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في الطليعة في ست مناطق على الأقل من أصل 13 في الدور الأول من انتخابات المناطق الفرنسية، جامعا نسبة أصوات قياسية وصلت إلى 27.96 في المائة، متقدما على ائتلاف أحزاب اليمين، التي حصلت على 26.89 من الأصوات المعبر عنها، في حين لم يستطع الحزب الاشتراكي الحاكم الحصول سوى على 23.33 في المائة من الأصوات، وذلك وفق أرقام وزارة الداخلية الفرنسية.


وأشادت رئيسة الحزب مارين لوبن بـ"النتيجة الرائعة" التي حققها حزبها، مؤكدة أنها قادرة على "تحقيق الوحدة الوطنية" في البلاد. وسارعت الجبهة الوطنية إلى إعلان نفسها "أكبر حزب في فرنسا" استنادا إلى هذه النتيجة.

في المقابل، أعلن الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا، أمس الأحد، انسحابه من منطقتين رئيسيتين على الأقل في الجولة الثانية من انتخابات المناطق المقررة الأحد المقبل بهدف تشكيل "سد جمهوري" لمنع اليمين المتطرف من الفوز بها.

وقال السكرتير الأول للحزب، جان-كريستوف كامباديليس، إنه "في المناطق المهددة بالسقوط بيد اليمين المتطرف حيث لا يتقدم اليسار على اليمين قرر الحزب الاشتراكي تشكيل سد جمهوري ولا سيما في "نور-با-دو-كاليه-باكاردي" و"بروفانس-آلب-كوت دازور""، وأضاف في أعقاب اجتماع طارئ لحزب الرئيس فرنسوا هولاند، إن "التضحية كبيرة (...) فخلال السنوات الخمس المقبلة لن يكون للاشتراكيين أي تمثيل في مجلسي هاتين المنطقتين".

من جهته، رفض زعيم المعارضة اليمينية في فرنسا الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أي تحالف مع اليسار في الدورة الثانية من انتخابات المناطق لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.
ورفض ساركوزي اي "اندماج" مع الاشتراكيين وأي "سحب" للوائح حزبه (الجمهوريون) الذي قال إنه يمثل "البديل الوحيد الممكن" في المناطق التي قد يفوز فيها حزب الجبهة الوطنية.

ولكن هذا القرار عاد على ساركوزي بانتقادات كثيرة حتى في أوساط حزبه الذي سيجتمع مكتبه السياسي، اليوم الاثنين، لوضع "استراتيجية موحدة" لاتباعها في الدورة الثانية.
وقال رئيس الوزراء مانويل فالس إن "رسالة اليمين تبرهن على قدر كبير من اللامسؤولية".

بدوره قال آلان جوبيه، المنافس الأول لساركوزي في صفوف اليمين لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 2017، إن "المسألة واضحة، نحن أمام صعود قوي للجبهة الوطنية يجب مواجهته برؤية واضحة وأعصاب هادئة"، في تصريح يؤشر إلى اختلاف في الموقف مع ساركوزي.

في المقابل، شهدت هذه الانتخابات نسبة عزوف عن التصويت وصلت إلى 50.2 في المائة، وفق المعطيات الأولية التي أدلت بها وزارة الداخلية الفرنسية.