بابا الأقباط تواضروس الثاني بالقدس بأول زيارة منذ عقود

26 نوفمبر 2015
زيارة بابا الأقباط تعد الأولى منذ عشرات السنين (الأناضول)
+ الخط -

غادر القاهرة، اليوم الخميس، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، متوجها على رأس وفد كنسي رفيع يضم 8 قساوسة، إلى القدس عبر تل أبيب، في أول زيارة لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية منذ نحو 35 عاما، للمشاركة في جنازة الأنبا أبرام، مطران القدس والشرق الأدنى (دول الخليج)، الذي وافته المنية أمس.


وأرجعت الكنيسة سبب الزيارة رغم موقفها الثابت من عدم الذهاب للقدس دون حل للقضية الفلسطينية، إلى أن مطران القدس المتوفى يأتي في المركز الثاني بعد البابا في ترتيب أساقفة المجمع المقدس (هيئة مسيحية عليا)، وفق بيان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نشره المتحدث باسمها بولس حليم، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مساء الأربعاء.

وتعتبر زيارة البابا للقدس هي الزيارة الأولى بعد قرار المجمع المقدس الذي يقضي بمقاطعة الزيارة والذي أقره المجمع المقدس للكنيسة في 26 مارس/ آذار عام 1980 في أعقاب اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل.

وكان البابا الراحل شنودة الثالث قد منع سفر الأقباط المصريين إلى القدس حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للمدينة المقدسة.

وفي التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري جدد بابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني تمسّك الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بموقفها الرافض لزيارة القدس طالما لم تحل القضية الفلسطينية بشكل جذري، خلال لقاء جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الكنيسة بحي العباسية، شرقي القاهرة.

وبحسب بيان للكنيسة المصرية وقتها، قال البابا "نأمل أن تقود الجهود الدبلوماسية القضية الفلسطينية نحو حل جذري في القريب العاجل، وأصطحب فضيلة الإمام (يقصد شيخ الأزهر أحمد الطيب)، ونزوركم بالقدس" (موجهًا كلامه للرئيس عباس).

ووصفت الكنيسة الزيارة بأنها استثنائية للصلاة الجنائزية على الأنبا أبرام، أما موقف الكنيسة فهو ثابت لم يتغيّر وهو عدم زيارة القدس إلا مع المصريين جميعا.

وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد أعلنت، أمس الأربعاء، وفاة الأنبا أبرام الأورشليمي مطران القدس والشرق الأدنى عن عمر ناهز 73 عامًا، حيث قضى الأنبا أبرام في منصبه مطرانا للقدس 24 عاما.

وأوضح القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، لـ"فرانس برس"، أن البابا تواضروس الثاني غادر القاهرة صباح الخميس ليحضر السبت جنازة الأنبا أبرام، مطران القدس والشرق الأدنى ودول الخليج في القدس، الذي توفي الأربعاء عن عمر يناهز 73 عاما. ويرأس البابا وفدا من كبار قساوسة الكنيسة.

وأضاف "هذا عزاء وليس أكثر. موقف الكنيسة ثابت ولم يتغيّر، وهو عدم دخول القدس إلا مع إخوتنا المصريين (المسلمين) جميعا"، مشيراً إلى أنه لم يزر القدس "لا البابا شنودة ولا البابا كيرلس" السادس الذي تولى قيادة الكنيسة منذ العام 1959 وحتى العام 1971.

وستجري مراسم الجنازة ودفن الأنبا أبرام في القدس، لأن الأخير أوصى أن "يدفن في القدس في دير الأنبا أنطونيوس"، حسب ما أوضح المتحدث باسم الكنيسة بولس حليم.