الطائفية آخر أسلحة "النور" الانتخابية

03 نوفمبر 2015
مخيون: القانون "ألزمني" بضمّ مرشحين من مختلف الطوائف (الأناضول)
+ الخط -
بعد خسارة حزب "النور" الفادحة في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية، الشهر الماضي، التي لم يستطع الفوز فيها سوى بتسعة مقاعد فقط في 14 محافظة، لجأ الحزب لسلاح "الطائفية"، من أجل استنهاض الشباب للمشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

وكتبت صفحة "رصد حزب النور" على موقع "فيسبوك"، وهي صفحة غير تابعة للحزب رسمياً، لكنها تنشر كل ما يخصه، تحت عنوان "هذا جزاء المقاطعة"، رسالة عن سبب عدم حصد مقاعد كثيرة خلال الانتخابات. وضمّنت رسالتها الكثير من العبارات الطائفية، لناحية اعتبارها أن "أبناء بعض الطوائف انتخبوا بنسبة أكبر من أبناء طوائف أخرى".

وبرز، أيضاً، موقف رئيس "النور"، يونس مخيون، الذي يشدّد في رسالة وجّهها لأعضاء الحزب، على ضرورة الحشد، خلال جولة الإعادة من المرحلة الأولى، مستخدماً شعاراً طائفياً للمعركة الانتخابية. مع العلم أن قوائم "النور" الانتخابية تضمّ مرشّحين من مختلف الطوائف، في سياق اعتبار أعضاء الحزب أن "الجميع شركاء في الوطن". غير أنه اتضح سبب ضمّ هؤلاء المرشحين، بعد "تأكيد" مخيون، أن "القانون هو ما أجبر الحزب على وضع الأقباط في قوائمه الانتخابية".

وكان رجل الأعمال، نجيب ساويرس، قد دان تداول أعضاء في "النور" منشورات طائفية تهاجمه، وتُزعم أن "حزب المصريين الأحرار يخوض الانتخابات من أجل أن ينال ساويرس منصب رئيس الوزراء". كما وزّع أعضاء في "النور" منشورات تدعو لدعم الحزب في الانتخابات البرلمانية، من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية.

اقرأ أيضاً سباق البرلمان المصري: صراع على المستقلين وساويرس نحو المعارضة 

وتلجأ قيادات من "النور" لوسائل عدة، من أجل الحشد الطائفي، لإنقاذ الحزب من خسارته في الانتخابات. وفي هذا الصدد قامت حركة "دافع" القريبة من "النور" و"الدعوة السلفية"، بزيارة الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، يوم الجمعة، لإقناعه بإعلان دعمه الحزب خلال المرحلة الثانية من الانتخابات. لكن الحويني، شدّد على أنه قرر الابتعاد عن المشهد السياسي. مع العلم أن قيادات عدة تفيد أن "دعم شخص مثل الحويني للنور، سيزيد من حجم الأصوات الانتخابية للحزب".

وتلفت القيادات إلى أن "الدعوة السلفية والنور، يعتمدان في خطابهما مع القيادات السلفية، على تصدير فكرة أن الحزب، هو الفرصة الأخيرة للتيار السلفي، للحفاظ على الشريعة الإسلامية. الأمر الذي يفسر لماذا بات من الضروري دعم الحزب".

ومن ضمن الوسائل التي يلعب "النور" على وترها، هو اتهامه جماعة "الإخوان المسلمين" ووسائل الإعلام المقرّبة منها، التي دعت للمقاطعة، بالوقوف وراء خسارته. في محاولة لاستدرار تعاطف شباب السلفيين، الذين قاطعوا الانتخابات.

ويخوض النور المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية بـ120 مرشحاً على القوائم والفردي، ودفع بقائمة "القاهرة الكبرى" التي يرأسها بسام الزرقا، نائب رئيس الحزب، إلى جانب 85 مرشحاً على المقاعد الفردية.
ويعتمد الحزب في ترشيح قياداته على أعضاء المكتب الرئاسي، وأبرزهم نائب رئيس الحزب، السيد مصطفى خليفة، وعضوي المكتب الرئاسي صلاح عبد المعبود، ومجدي سليم، وأمين الحزب في محافظة بورسعيد محمود حجازي، وأمين الحزب في السويس عباس محمد.

ويعتمد الحزب في المرحلة الثانية على عدد من المؤتمرات الجماهيرية في القاهرة ومحافظات المرحلة الثانية، ويتم عقد مؤتمر في كل محافظة بحضور قيادات الحزب، إلى جانب مؤتمر للقائمة في المحافظات التي تشمل قطاع وسط الدلتا والقاهرة.

ويستخدم الحزب وسائل دعاية تتضمن الاعتماد على نشر الملصقات في الشوارع، ونشر برنامج الحزب الخاص بالقائمة عبر طرق جديدة تتضمن فيديوهات على "يوتيوب" بأبرز ملامح البرنامج الانتخابي، وفق مصادر في الحزب. ويستهدف الحزب كل القطاعات الناخبة، مع تضمين تواصل القيادات مع عددٍ من العائلات والأُسَر في كل مركز انتخابي، لتبسيط البرنامج الانتخابي الخاص بالحزب، إلى جانب البرنامج الانتخابي الخاص بالمرشح نفسه في الدائرة.

اقرأ أيضاً: الانتخابات المصرية وقمع الإنتلجنسيا

دلالات