توصية ملاحقة بترايوس: دبلوماسي عربي متورّط

11 يناير 2015
كرّم أوباما بترايوس بصفته "من أبرز قادة الجيش" (Getty)
+ الخط -
توقّعت مصادر إعلاميّة أميركيّة أن تؤدي إعادة فتح ملف مدير الاستخبارات الأميركية الأسبق، ديفيد بترايوس، إلى تسليط الضوء على معلومات حسّاسة في الملف، تتعلّق بتورّط السفارة اليمنيّة في واشنطن في الإيقاع به، إما عمداً أو من قبيل المصادفة. وفي وقت رفع فيه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) توصية إلى وزير العدل إيريك هولدرز، بمحاكمة بترايوس، بجناية تسريب معلومات حكوميّة سريّة إلى عشيقته، الكاتبة الصحافية باولا برودويل، سرّبت الصحافة الأميركية معلومات جديدة عن دور سفير عربي معزول، في ترتيب دعوات عشاء خاصة. وتبيّن أنّه كان يحضرها المسؤول الأميركي الكبير منذ أن كان قائداً للقيادة الأميركيّة المركزيّة، بمعيّة امرأة لم يُعرف عنها في ذلك الوقت، إلا أنّها ليست زوجته.

وأثناء تولّيه إدارة وكالة الاستخبارات الأميركيّة، كان بترايوس يُعدّ على نطاق واسع، أحد المرشّحين المحتملين للرئاسة، لكنّ انكشاف علاقته بالصحافية التي تولت كتابة سيرته الذاتيّة، لم يؤدّ إلى قتل حلمه الرئاسي فقط، بل إلى إجباره على تقديم استقالته من رئاسة "سي آي آي"، وحرمانه من كل مزايا ذلك الموقع الرفيع.
وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أعلن البيت الأبيض قبول استقالة بترايوس من الوكالة وسحب التصريح الأمني الحاصل عليه للاطلاع على المعلومات السرية، من دون إحالته إلى المحاكمة، إذ كرّمه الرئيس باراك أوباما، واصفاً إياه بأنه "واحد من أبرز قادة الجيش في جيله، وأدى خدمات بارزة للولايات المتحدة على مدى عقود".

وتنقل بعض المواقع الأميركية عن مصدر دبلوماسي لدى السفارة اليمنيّة في واشنطن، قوله إن المرأة التي كانت ترافق بترايوس أثناء مآدب العشاء المتكرّرة التي كان يدعوه إليها السفير اليمني لدى الولايات المتحدة في ذلك الوقت عبد الوهاب الحجري، وكان عميد السفراء العرب في واشنطن، لم تكن إلا برودويل. وأشارت مواقع أخرى إلى أن بترايوس تعرف إليها في منزل السفير اليمني.
ولم يكن دور الحجري، الذي تربطه صلة قرابة بالرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وقرر الرئيس عبد ربه منصور هادي عزله من منصبه في عام سقوط بترايوس، أو السفارة اليمينة، معروفاً في ذاك الحين. لكن الصحافي والمدون الأميركي جيمس هانغ، توقع في إحدى كتاباته الأخيرة، أن يتضح دور الأصابع العربيّة في سقوط بترايوس في حال إعادة فتح الملف، كاشفاً بعض النقاط المخفية عن لقاءات الأخير وبرودويل في منزل السفير اليمني. ولم يستطع هانغ الجزم إذا كانت السفارة اليمنية تقوم حينها بدور مدروس للإيقاع بالمسؤول الأميركي عن طريق التنسيق مع أجهزة أميركيّة، لكنّه أشار إلى أنّ مصدر المعلومات والذي ورد اسمه في تسريبات ويكيلكس هو دبلوماسي في السفارة اليمنية في واشنطن، كان يزوّد موقع سانفورد بالمعلومات بصورة مستمرة.

ونشرت الصحافة الأميركية عام 2012، قصة امرأة أخرى من جذور لبنانية، تدعى جيل خوام، تردّد أنّها هي من تولت إبلاغ مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي عن علاقة بترايوس بالصحافية برودويل، بعد مراقبة مراسلاته الإلكترونية. وتنقل مواقع أميركية أنّ الغيرة دفعت برودويل، التي كانت تشكّ بوجود علاقة تجمع خوام بالمسؤول الأميركي، على ما يبدو، إلى إرسال رسائل تهديد إليها بالبريد الإلكتروني من مصدر مجهول. ودفع هذا الأمر خوام للتوجّه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، لطلب الحماية والمساعدة في ملاحقة الجهة المرسلة.

وتشير المصادر الأميركية الى أنّ برودويل كانت تنظر بعين الغيرة إلى خوام، وهي ابنة المهاجر اللبناني حنا خوام، الذي استقرّ في سبعينيات القرن الماضي في مدينة فيلادلفيا، حيث أسّس مطعماً باسم "صحارى". وبعد أن تزوجت ابنته جيل، استقرّت مع زوجها وبناتها في مدينة تامبا، في ولاية فلوريدا، حيث مقرّ القيادة المركزية الأميركية التي كان بترايوس يترأسها. وكانت علاقة عائلة جيل خوام مع بترايوس، ظهرت إلى العلن من خلال صورة نشرتها إحدى بناتها على صفحتها الشخصية مع تعليق يقول إنها خلال زيارة قام بها بترايوس وزوجته إلى منزلهم في تامبا.
المساهمون