12 عاماً على مجزرة التريمسة.. تذكير جديد بجرائم النظام السوري

12 يوليو 2024
عناصر من قوات النظام السوري، درعا، 7 يوليو 2018 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تفاصيل المجزرة وتوقيت الهجوم**: في الذكرى الـ12 لمجزرة التريمسة، قامت قوات النظام السوري بعملية عسكرية واسعة النطاق عند الساعة الرابعة فجراً، تضمنت حوالي 200 آلية عسكرية وقصف القرية، مما دفع الأهالي إلى محاولة النزوح، لكنهم وقعوا في قبضة القوى الأمنية التي ارتكبت عمليات إعدام ميداني بحقهم.

- **شهادات الناجين وتفاصيل الهجوم**: مصطفى مصطفى يروي أن القصف استمر لمدة 3 ساعات، تلاه اقتحام القرية واشتباكات مع مقاتلي الجيش الحر حتى السابعة مساءً. بعد انسحاب الشبيحة والنظام، وجد الأهالي جثث الضحايا في المنازل والشوارع ونهر العاصي، حيث قُتل أكثر من 220 شخصاً.

- **ردود الفعل الدولية والتنديد**: فضل عبد الغني أكد أن المجزرة كانت وحشية وتحمل صبغة طائفية، وارتكبت بمساعدة قوات نظامية ومليشيات الشبيحة. لاقت المجزرة تنديداً دولياً واسعاً، وأدانها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، داعياً مجلس الأمن إلى إصدار قرار لإيقاف العنف في سورية.

يوافق اليوم الذكرى الـ12 لمجزرة التريمسة في ريف حماة الشمالي، التي قُتل على إثرها العشرات من سكان البلدة، بغطاء من قوات النظام السوري، وهو ما أثار ردود فعل دولية وعربية منددة حينها.

وكانت قوات النظام السوري قد بدأت بتنفيذ مجزرة التريمسة يوم 12 من يوليو/حزيران، عند الساعة الرابعة فجراً، حيث طوقت القرية من كل الجهات بقوة عسكرية استقدمتها من مدينة محردة المجاورة، وفق تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان. تبعتها تعزيزات ضخمة أخرى قدمت من مطار حماة العسكري، حيث قدّر الأهالي مجموع القوة التي حاصرت القرية من كل جهاتها بـ 200 آلية عسكرية بين دبابة ومدرعة ودبابات الشيلكا المضادة للطيران الروسية وشاحنات زيل عسكرية وباصات وسيارات رباعية الدفع وسيارات بيك آب، ترافقهم قوة من جنود المشاة ترتدي الزي العسكري.

وأردف التقرير أن العناصر قدموا بشاحنات الزيل العسكرية التي قدر الشهود عددها بـ 25 شاحنة ممتلئة بالجنود، رافقهم عدد من عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة (كلاشينكوف) وترتدي الزي المدني قدموا بباصات بيضاء اللون وسيارات بيك آب. ومع بدء قصف قوات النظام على القرية، بدأ الأهالي بالنزوح ليقعوا في قبضة القوى الأمنية التي ارتكبت عمليات إعدام ميداني بحق من حاولوا النزوح.

وتحدث مصطفى مصطفى، وهو من أبناء قرية التريمسة التي وقعت فيها المجزرة، لـ"العربي الجديد" عن تفاصيل المجزرة، قائلاً: "في مثل هذا اليوم كان عمري 9 سنوات في الصف الخامس الابتدائي. في يوم الخميس، بدأت حملة عسكرية على البلدة، حيث طوقتها منذ الفجر مجموعات الشبيحة العلوية من بلدات الصفصافة وتل سكين وأصيلة وسلحب، مدعومة بالآليات العسكرية الثقيلة، وبدأ القصف على البلدة بالدبابات والمدفعية ومشاركة الطيران المروحي".

وأضاف: "استمر القصف لمدة 3 ساعات على ما أذكر، حيث كانت البلدة مطوقة من جميع الجهات من الشبيحة، ولم يكن هناك نجاة من هذه الوحوش. بعد القصف، تم اقتحام القرية ووقعت اشتباكات مع مجموعات من مقاتلي الجيش الحر من أهالي البلدة، واستمرت الاشتباكات حتى السابعة مساءً. خرجنا من المنازل بعد انسحاب الشبيحة والنظام، وكانت رائحة الموت تأتي من كل مكان. وقد سقط الضحايا نتيجة القصف أو بالإعدام الميداني وحرق الجثث في المنازل، كما سحبت المليشيات وقوات النظام قسماً كبيراً من الجثث معها، ووجدت الجثث داخل المنازل وملقاة في الشوارع وفي نهر العاصي".

وأردف: "قُتل أكثر من 220 شخصاً في البلدة، وتم دفن أغلبهم في مقبرة جماعية، ولم يتم التعرف على أغلب القتلى بسبب الحروق وتشوه الجثث، إضافة إلى سحب المليشيات قسماً كبيراً من الجثث معها. وأكثر من 250 شخصاً باتوا في عداد المفقودين والمعتقلين".

بدوره، قال فضل عبد الغني، وهو مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "اليوم يصادف ذكرى مجزرة التريمسة، وهي ذكرى أليمة جداً كون أعمال القتل ارتُكبت فيها بتوحش، وهذا من أحد الأسباب الكثيرة التي تجعلها تحمل صبغة طائفية وارتُكبت بمساعدة من قوات نظامية. القصف تم من الجيش، وكانت هناك مليشيات من الشبيحة، والهدف كان إرسال رسالة إلى القرى المجاورة لعدم الانضمام إلى الحراك الشعبي، وكانت نموذجاًً رادعاً لمن يجاورها. كان واضحاً في هذا الإطار، وهذا هدف النظام ورسالته. شهدنا عمليات قتل بربرية وعمليات ذبح وتصوير ونشر، وهذا متعمد، رسالتها إرهاب وردع".

ولاقت مجزرة التريمسة تنديداً دولياً، كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما وصفه بالجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق المدنيين في البلدة، داعياً مجلس الأمن حينها إلى إصدار قرار وفق الفصل السابع لإيقاف العنف في سورية.