متظاهرو السويداء يتمسكون بالقرار 2254 حلاً وحيداً في سورية

15 نوفمبر 2024
من تظاهرات اليوم في السويداء 15 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتشد عشرات المحتجين في السويداء للتأكيد على القرار 2254 كأساس للحل السوري ورفض اجتماعات أستانة، متحدين الحصار الأمني والتهديدات، ومؤكدين استمرارهم في الحراك رغم الضغوط.
- أشار الناشط عماد العشعوش إلى احتمال لجوء السلطات للعنف ضد المحتجين، مع التركيز على شعارات مناهضة للعنف ضد المرأة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
- أكد مقربون من الشيخ سليمان عبد الباقي أن تجمع أحرار جبل العرب لن يرد عسكريًا على محاولة اغتياله، مشددين على معالجة الأمر بروية وتجنب الاقتتال.

احتشد عشرات المحتجين، اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء على الرغم من الحصار الأمني الذي يضيق الخناق عليهم يوماً بعد يوم والتهديدات التي طاولت سائقي الحافلات لمنعهم من نقل المتظاهرين. وأكد المحتجون من خلال لافتات حملوها التمسك بالقرار 2254 أساساً لأي حل سوري، معتبرين أن اجتماعات أستانة، بما فيها الاجتماع الأخير قبل أيام، لم تقدم للشعب السوري سوى المماطلة وكانت مجرد التفاف على الثورة السورية وأهدافها.

وقال الناشط عدنان أبو عاصي لـ"العربي الجديد": "نتظاهر منذ أكثر من عام من منطلق أن دستور السوريين الحالي هو القرار الأممي 2254، ونعتبر أن كل ما يأتي خارج هذا القرار هو محاولة للالتفاف عليه وتحييده، وما زلنا في حراك السويداء نقاوم الضغوط الأمنية والأحكام القضائية الصادرة من أقبية المخابرات ومحاولات الاغتيال التي طاولت عدداً من الناشطين مؤخراً، أملاً باستنهاض الشعب وبتحريك الملف السوري على الصعيد العالمي".

وأضاف عاصي أن حراك السويداء متواصل "منذ أكثر من عام رغم كل المعوقات والأزمات الإقليمية التي طاولت الشعبين الفلسطيني واللبناني. ونؤكد أننا جزء من حركة تحرر الشعوب المضطهدة والخطوة اللازمة في مسيرة الثورة السورية التي بدأت عام 2011 نحو التحرر من نير الاستبداد"، معتبراً أن الأصوات التي تعلو هنا وهناك وتسعى جاهدة للتخريب على الحراك وتحاول تأطيره مذهبياً ومناطقياً "ليست أكثر من آراء فردية لا تمثل سوى أقلية استغلت ما أنجز الحراك من خطوات في طريق الحرية لتعبر عن مشاريع لا تخدم سوى النظام الحاكم".

من جهته، لا يستبعد الناشط عماد العشعوش أن تلجأ السلطات الأمنية إلى العنف مع المحتجين بعدما وجهت الاتهام إلى عدد منهم بجرائم تخريب للممتلكات العامة، ويرى في حديث مع "العربي الجديد" أن السلطات الأمنية "قد تلجأ إلى أعمال أمنية تطاول عدداً من النشطاء المميزين في الحراك"، مشيراً إلى محاولة اغتيال الشيخ سليمان عبد الباقي الأسبوع الماضي، مضيفاً: "قد نشهد أعمالاً مماثلة لدى الطرف المعادي للحراك من أجل إثارة الفتنة والنزاع وأعمال الانتقام بين العصابات الأمنية والنشطاء الداعمين للحراك الشعبي".

وركزت تظاهرة اليوم على شعارات مناهضة للعنف ضد المرأة والتي تقودها منظمات وفرق مجتمع مدني بمناسبة اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك من خلال لافتات حملها ناشطون وناشطات الحراك، والتي استنكرت غالبيتها جرائم القتل والتعنيف التي تطاول النساء، خاصة منها التي تقع بقناع الدفاع عن "الشرف". وحول ذلك، قالت الناشطة الحقوقية سلام عباس لـ"العربي الجديد": "في مجتمع كمجتمعنا العربي، يحاول بعض الذكور التغطية على نقص رجولتهم بتعنيف النساء، سواء أخواتهم أم  زوجاتهم أو أي امرأة يعتبرونها تحت وصايتهم. وهنا لا يسعني لوم هؤلاء كون الأمر لا يعدو كونه مرضاً نفسياً وضعفاً في شخصية هؤلاء المُعَنِّفين"، مؤكدة ضرورة تكاتف المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين والعقلاء للضغط لاستصدار قوانين خاصة بمناهضة العنف ضد النساء.

وفي سياق آخر، قال أحد المقربين للشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع أحرار الجبل، لـ"العربي الجديد"، إن تجمع أحرار جبل العرب لم يبد أي رد عسكري على محاولة اغتيال قائده، وإذا ما قرر، فإن الرد سيكون مدروساً ويأتي بالتشاور مع باقي الجهات المعارضة، مضيفاً أن التجمع لن يعطي الفرصة للسلطة بجر المواطنين للاقتتال وتخريب الحراك الشعبي، ولن يكون البادئ في أي عمل مسلح، وفي نفس الوقت، فالتجمع يُدرك الجهة المنفذة محاولةَ الاغتيال، وسوف يعالج الأمر بروية. وكان عبد الباقي، قائد تجمع أحرار الجبل، أصيب مع شخصين آخرين في محاولة لاغتياله يوم الاثنين الماضي، إذ تعرضت سيارة كان يستقلها لإطلاق نار في محيط المشفى الحكومي بمدينة السويداء.