تصادف اليوم السبت الذكرى العاشرة لمجزرة "جديدة الفضل" في ريف دمشق التي ارتكبتها قوات النظام السوري ومليشيات طائفية متعاونة معها، وراح ضحيتها نحو 500 شخص، قتل معظمهم ذبحاً وحرقاً.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن أحداث المجزرة وقعت بين يومي 16 و21 إبريل/نيسان 2013، بالتزامن مع حملة اعتقالات ونهب وسرقة وحرق.
وفي ظل غياب أي تحقيق دولي محايد، بقيت حصيلة القتلى غير دقيقة وتراوحت التقديرات ما بين 200 و600 قتيل، بينهم نساء وأطفال.
ووفق اللجنة السورية لحقوق الانسان، فقد قضى في المجزرة 566 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء. وأوضحت اللجنة أن قوات النظام مدعومة بمليشيات عراقية ولبنانية اقتحمت بلدة جديدة الفضل، وارتكبت مجزرة بحق الأهالي باستخدام الأسلحة البيضاء والأسلحة الصغيرة من مسافة قريبة.
وذكرت اللجنة أنّ المجزرة كانت واحدة من أسوأ المجازر التي ارتُكبت في سورية منذ عام 2011.
من جهتها، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها اليوم الأحد، أنّ معظم سكان جديدة الفضل الواقعة في الريف الغربي للعاصمة دمشق، على طريق (القنيطرة – دمشق)، هم من أهالي الجولان النازحين بعد احتلاله عام 1967. وكان يتمركز في المنطقة "الفوج 100" التابع للنظام السوري، وهو فوج مدفعية ساهم بشكل كبير في قصف مناطق عدة في ريف دمشق الغربي.
كما تقع إلى الشرق من الحي "مساكن سرايا الصراع"، التي مارس سكانها من عناصر أمن وجيش و"شبيحة" هجمات واعتداءات ممنهجة بحق أهالي المنطقة بشكل عام، على الأخص أهالي جديدة عرطوز، إضافة إلى مساكن يوسف العظمة التي جرى تحويل أبنيتها السكنية إلى مقار لقناصة قوات النظام.
وقد قتل على يد هؤلاء أعداد كبيرة من أهالي الحي، سواء في المجزرة أو قبلها، خاصة بعد أن انضمت جديدة الفضل بقوة إلى الاحتجاجات السورية ضد النظام، لكن المعارضة السورية عملت على تحييد المنطقة عن العمل المسلح كي تبقى ملاذاً آمناً للنازحين، وفق الشبكة.
وتقول الشبكة إنها وثقت مقتل 191 شخصاً في المجزرة، مشيرة إلى أنّ عشرات آخرين من المفقودين، ممن لم تتوفر صور أو فيديوهات لهم، لم يجرى احتسابهم في عداد ضحايا المجزرة.
يذكر أنّ إعلام النظام الرسمي قام بتوثيق المجزرة، معترفاً بقيام عناصر الجيش بارتكابها، لكنه قال إنّه جرى استهداف "عناصر إرهابيين"، من دون أن يأتي على ذكر الأطفال والنساء والمدنيين.