يختتم الممثلون الثلاثة لمكتب المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب، اليوم الجمعة، مرافعاتهم التي بدأت الأربعاء، في محاكمة المتهمين باعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 التي أودت بحياة 130 شخصاً في باريس.
ومنذ الأربعاء، يعيد ممثلو الادعاء بدقة بناء "أحجية" أسوأ هجمات ارتكبت على الأراضي الفرنسية، من ولادة المشروع في سورية، إلى تجنيد "جهاديين مدربين" من قبل تنظيم "داعش" حتى الاستعدادات النهائية.
وخلال الساعات الـ11 الأولى من مرافعاتهم، قدّم المحامون الثلاثة عرضاً دقيقاً، وأحياناً مملاً، للتهم الموجهة إلى المدعى عليهم العشرين الذين يحاكمون أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس، ستة منهم غيابياً.
ويمكن أن تصل عقوبة 12 منهم إلى السجن مدى الحياة، وسبعة آخرين السجن مدة عشرين عاماً، وواحد السجن ست سنوات.
وفنّد الادعاء، الخميس، حجج الدفاع عن المتّهم الرئيسي في الاعتداءات صلاح عبد السلام، الذي التزم الصمت طوال جلسات التحقيق. لكن الفرنسي البالغ 32 عاماً أكد مراراً في الجلسة أنه "تخلّى" عن تفجير حزامه الناسف مساء الهجمات "بدافع الإنسانية". وقال إنه انضم إلى الخلية "في اللحظة الأخيرة" نافياً أنه "تم تجنيده فعلياً" أو أنه "بديل"، كما أشار أحد ممثلي الادعاء نيكولا لو بري الذي سخر من هذا الدور المزعوم "لإرهابي سقط من السماء".
وأضاف "كل هذا لا مصداقية له". وتابع أن عبد السلام كان هدفه "قطع أي صلة بالإرهابيين والنأي بنفسه عنهم".
وقالت النيابة إنّ مشاركة جار صلاح عبد السلام وصديق طفولته محمد ابريني، أو "الرجل ذي القبعة"، في هجمات بروكسل في مارس/آذار 2016، كانت "مقررة" في اعتداءات 13 نوفمبر في باريس. وقد رافق المجموعات المسلحة في "قافلة الموت" قبل يوم من بروكسل إلى باريس.
ورأى نيكولا لو بري أن "رحيله بسرعة ليل 12 إلى 13 نوفمبر 2015 بسبب تراجعه في اللحظة الأخيرة عن المشاركة، حسب محاميه، شكل حدثاً غير متوقع لجميع أفراد المجموعة المسلحة".
وقال الادعاء إنه "مقتنع" بأن المجموعات المسلحة كان يفترض أن تتألف من "أحد عشر رجلاً". كما أنه "مقتنع" بأن المتهمين أسامة كريم وسفيان العياري كان يفترض أن ينفذا "هجوماً مساء 13 نوفمبر" في مطار سخيبول في أمستردام.
وأوضح لو بري أن "سبب" تراجعهما ما زال لغزاً، مشيراً إلى أنهما "الناجيان من المجموعة المسلحة الهولندية".
ويرى الادعاء أنّ السويدي كريم والتونسي العياري عضوا الخلية نفسها التي يمكن تبادل المسلحين و"آلات القتل" داخلها، هما "بالتأكيد (...) شريكان" في الهجمات التي ارتكبت في باريس وسان دوني.
ولم يوفر الادعاء المتهمين العشرة الآخرين الحاضرين الذين يشتبه في أنهم قدموا مساعدة للخلية.
وقال المدعي العام نيكولا براكوني إن النيابة العامة "لا تخلط بين مستويات مسؤولية كل منهما"، لكنها "ترفض بشدة" اعتبارهما مساعدين من الدرجة الثانية. وأضاف أن "جميعهم يحتجون، مؤكدين أن أيديهم نظيفة"، لكن "بقناعة أو رضا أو جبن أو جشع، غذوا الوحش وقدموا له المأوى والحماية، وحموا سرية مكان اختبائه وساعدوا في تسليحه". وأكد أنه من دونهم "ما كانت الهجمات وقعت".
ومن المتوقع أن تصدر النيابة طلبات الحكم بعد ظهر اليوم الجمعة. وسيبدأ الدفاع الإثنين مرافعاته التي ستستمر أسبوعين. ويفترض أن يصدر الحكم في 29 يونيو/حزيران.
(فرانس برس)