ولي عهد الكويت الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام أمير البلاد

02 يونيو 2024
الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الكويت 20 ديسمبر 2023 (جابر عبد الخالق/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدر أمير الكويت تعيين الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ولياً للعهد، في خطوة تاريخية تأتي بالتزامن مع غياب مجلس الأمة، مما يعلن بداية فصل جديد في تاريخ الحكم بالكويت.
- الشيخ صباح الخالد يتولى مهام ولي العهد بثقة كبيرة من الأمير والحكومة، مؤكداً على استمرارية الحكم والاستقرار في البلاد، ويحمل مسؤولية الإنابة عن الأمير وممارسة صلاحياته الدستورية.
- تعيينه يمثل انتقال الحكم إلى جيل جديد وفرع "الحمد" من الأسرة الحاكمة، ما يعكس التطورات السياسية والاجتماعية ويبشر بمرحلة جديدة قد تشهد تحولات مهمة في سياسة الكويت وتوجهاتها المستقبلية.

أصدر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الأحد، أمراً أميرياً بتعيين الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في منصب ولي عهد الكويت بعدما أصدر، أمس السبت، أمراً أميرياً بتزكيته في هذا المنصب، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، وأدى ولي العهد الجديد اليمين الدستورية أمام أمير البلاد. وقالت "كونا" إن الأمر الأميري جاء "بعد مبايعة مجلس الوزراء" في ظل الغياب التام لمجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، لأول مرة منذ أول انتخابات أجريت بعد تحرير البلاد من غزو العراق عام 1992، وكان أمير الكويت أعلن في 10 مايو/ أيار الماضي حلّ البرلمان ووقف العمل في بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن أربع سنوات.

وتنصّ المادة الرابعة من الدستور على أن "يُعيّن وليّ العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير، ويكون تعيينه بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة بموافقة أغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس"، كما تنصّ المادة الرابعة من قانون "توارث الإمارة" في الكويت أنه "إذا خلا منصب الأمير نودي بوليّ العهد أميراً".

وأدى ولي عهد الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح، صباح اليوم الأحد، في قصر السيف اليمين الدستورية أمام أمير البلاد بمناسبة تعيينه نائباً للأمير بحكم منصبه الجديد، والذي تُوكل إليه مهام الإنابة عن الأمير في حال غيابه عن البلاد وممارسة كل صلاحياته الدستورية، أو في حال تكليفه من الأمير القيام بأي من الأمور الداخلة ضمن صلاحياته. وكان يشغل منصب "نائب الأمير" منذ 21 إبريل/ نيسان الماضي "إلى حين تعيين وليّ العهد"، رئيس مجلس الوزراء، الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، وقبله منذ 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، رئيس مجلس الوزراء السابق (من يناير إلى إبريل 2024)، الشيخ محمد صباح السالم الصباح.

وألقى أمير الكويت كلمة بعد أداء ولي العهد اليمين الدستورية أمامه، هنأه فيها بتولّيه المنصب ودعا له بالتوفيق "لمواصلة النهضة التنموية لوطننا العزيز، وما فيه الخير لأبنائه الأوفياء وصالح البلاد والعباد"، وقال ولي العهد بدوره كلمة ثمّن من خلالها تزكيته، قائلاً "إذ أستشعر شرف التكليف وعظم وثبات المسؤولية التي أُنيطت بي، وثقل الأمانة التي أتحملها أمام الله ثم أمام سموكم وأمام الشعب الكويتي العزيز، فإنني أعاهدكم بعزم وثبات بأن أكون دوماً وافي القسم وحافظ العهد، العضيد المتين والناصح الأمين لسموكم، متفانياً بخدمة وطني، أميناً على مصالحه، محافظاً على أمنه واستقراره، راعياً لقيمه وأصالته ووحدته، مجتهداً في رفعته وتقدمه، مُلتزماً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومتمسكاً بثوابتنا الوطنية الراسخة".

ونشرت صحيفة "القبس" الكويتية، واسعة الانتشار في البلاد، نقلاً عن مصدر حكومي أن وليّ العهد الشيخ صباح الخالد الصباح، سيؤدي اليوم "القسم" أمام مجلس الوزراء والذي من المقرر أن يعقد اجتماعاً استثنائياً من أجل ذلك ولمبايعته وليّاً للعهد. وتُعتبر تزكية الشيخ صباح الخالد في منصب ولي عهد الكويت تدشيناً لانتقال الحكم إلى جيل جديد من أبناء الأسرة الحاكمة، بعد نحو ستة أشهر من تولّي أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح مقاليد الحكم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهو آخر أمراء الكويت من أبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح (حاكم البلاد من 1921 إلى 1950)، والذي حكم البلاد أربعة من أبنائه.

أيضاً، يُعتبر الشيخ صباح الخالد الحمد المبارك الصباح أول من يأتي إلى هذا المنصب من ذرية الشيخ مبارك الصباح، الذي تنصّ المادة الرابعة من الدستور على أن إمارة البلاد في ذريته، ولم يسبق أن كان ابناً أو حفيداً مباشراً لأمير سابق، كما ينتقل الحكم بتعيينه وليّاً للعهد إلى فرع جديد من أبناء الأسرة الحاكمة، وهو فرع "الحمد"، بعدما تناوب على حكم البلاد منذ وفاة الشيخ مبارك الصباح عام 1915، كل من فرعي "الجابر" و"السالم" من أبنائه حصراً، وكان الفرع الأخير شبه مُقْصىً من الحكم منذ أواخر عام 1977 بعد وفاة حاكم الكويت آنذاك الشيخ صباح السالم المبارك الصباح، باستثناء حكم الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح لأيام، قبل عزله من طرف مجلس الأمة بالإجماع بسبب تدهور حالته الصحية وتعذّر أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان.

يُذكر أن أول أمير في الكويت تقلّد منصبه بعد إعلان صدور الدستور عام 1962، الشيخ صباح السالم المبارك الصباح، الذي حكم البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1965، قد زكّى خلفه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، بعد 6 أشهر تقريباً، وزكّى الأخير عقب تولّيه مقاليد الحكم في ديسمبر 1977، الشيخ سعد العبد الله الصباح وليّاً للعهد بعد نحو شهر تقريباً. أما الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي تولّى الحكم في يناير/ كانون الثاني 2006، وكان أول أمير يأتي من دون تعيينه وليّاً للعهد بمبايعة مباشرة من البرلمان، زكّى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وليّاً للعهد بعد مُضي 9 أيام، فيما زكّى الأخير أمير الكويت الحالي الشيخ مشعل الأحمد الصباح وليّاً للعهد بعد 8 أيام من تولّيه الحكم في أواخر سبتمبر/ أيلول 2020.