استمع إلى الملخص
- البيان الموقع من وجهاء العلويين يؤكد على وحدة سوريا والتعددية، ويدعو لعودة الشرطة والخدمات الحكومية تحت إدارة جديدة، مع تسليم الأسلحة.
- تسعى "هيئة تحرير الشام" لنشر الاعتدال بعد فك ارتباطها بالقاعدة، رغم تصنيفها كجماعة إرهابية، وأزال سكان القرداحة تمثال حافظ الأسد، مما يعكس رغبة في إزالة رموز النظام السابق.
التقى وفد من قوات المعارضة السورية التي أطاحت حكم بشار الأسد شيوخ العشائر في منطقة القرداحة مسقط رأس رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، يوم الاثنين وحصل على دعمهم، بينما قال سكان إن الخطوة بمثابة علامة مشجعة على التسامح من جانب حكام البلاد الجدد. والطريقة التي تتعامل بها قوات المعارضة مع أبناء الطائفة العلوية الذين دعموا الأسد على نطاق واسع واستمد منهم حراسه الرئاسيين الشخصيين، تعتبر في سورية بمثابة اختبار حقيقي لما إذا كانت السيطرة على دمشق يوم الأحد ستؤدي إلى انتقام عنيف من الموالين السابقين لنظام مكروه استمر خمسة عقود من الزمان.
وقال ثلاثة سكان إن وفد قوات المعارضة زار منطقة القرداحة الواقعة في جبال محافظة اللاذقية في شمال غرب سورية، حيث التقى عشرات من رجال الدين والشيوخ وغيرهم في مبنى مجلس مدينة القرداحة، قبل أن يوقع وجهاء العلويين على بيان دعم. وقال السكان إن الوفد ضم أعضاءً من "هيئة تحرير الشام" و"الجيش السوري الحر"، وهما جماعتان قادتا قوات المعارضة، وكان الأسد يزعم دوماً أنهما "منظمتان إرهابيتان سترتكبان مجازر بحق العلويين إذا سقط".
ويشكل السوريون من الطائفة العلوية نحو عشرة بالمئة من سكان البلاد، ويتمركزون في محافظة اللاذقية بالقرب من البحر المتوسط والحدود مع تركيا. وشدد البيان الذي اطلعت عليه "رويترز" على التنوع الديني والثقافي في سورية، ودعا إلى عودة الشرطة والخدمات الحكومية إلى مدينة القرداحة وريفها في أسرع وقت ممكن تحت إدارة الحكام الجدد، ووافق على تسليم أي أسلحة بحوزة سكان القرداحة.
وقبول الشيوخ للوضع الجديد علامة مهمة على تغيير النظام في منطقة قال سكان محليون لـ"رويترز" هذا الأسبوع إنها شهدت لسنوات عديدة جنازات متواصلة بسبب أعداد المقاتلين الموالين الذين ماتوا للدفاع عن الأسد منذ اندلاع الثورة السورية قبل 13 عاماً. وجاء في البيان الذي وقعه نحو 30 من وجهاء منطقة القرداحة وأعيانها ومشايخها: "نؤكد وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية والتعددية الدينية والفكرية والثقافية". ولم تتضمن النسخة التي اطلعت عليها "رويترز" توقيعات من وفد قوات المعارضة. ولم يرد المتحدث باسم قوات المعارضة على الفور على رسالة نصية تطلب المزيد من التفاصيل.
وقال أحد السكان، الذي رفض نشر اسمه خوفاً من الانتقام، في ظل وضع لا يزال متقلباً، إن الحوار ساهم في تهدئة مخاوف السكان المحليين، استناداً إلى تصريحات قادة قوات المعارضة بأنهم سيحترمون الأقليات. وقال الساكن: "هذه خطوة جيدة أخرى". وأضاف البيان: "نؤكد تأييدنا للنهج الجديد وسورية الوطنية الحرة وتعاوننا الكامل مع الهيئة (هيئة تحرير الشام) والجيش السوري الحر، لنساهم معاً في بناء سورية الجديدة القائمة على الألفة والمحبة".
وأضاف: "ندعو المواطنين في المنطقة إلى عدم حمل السلاح وتسليمه لمكان سيُتَّفَق عليه لاحقاً مع القيادة العسكرية الجديدة". ويبدو أن طبيعة الاجتماع الودية تتماشى مع رسالة الاعتدال التي نشرتها المعارضة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، (جبهة النصرة سابقاً)، في مدن مثل حلب في أثناء تقدمها نحو دمشق الأسبوع الماضي.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على مدينة إدلب السورية والمناطق المحيطة بها منذ عدة سنوات، وتحاول أن تنأى بنفسها عن الحركات المتطرفة، بعدما أعلنت في عام 2016 فكّ أي ارتباط لها بتنظيم "القاعدة" الإرهابي. ويخشى العديد من أعضاء الأقليات الدينية الكبيرة في سورية أن يصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية أو يواجهوا الاضطهاد تحت حكم "هيئة تحرير الشام"، التي تصنفها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى جماعة إرهابية. وقال زعيم "هيئة تحرير الشام" وقائد هجوم المعارضة، أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني، في مقابلة أُجريت معه عام 2021 مع شبكة "بي.بي.إس" إن تصنيف الإرهاب غير عادل، وإن حركته لا تشكل أي تهديد خارج سورية.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات مكفادن، يوم الاثنين، إن لندن تدرس ما إذا كانت سترفع "هيئة تحرير الشام" من قائمة المنظمات الإرهابية أو لا. وقال سكان من القرداحة إن سكان المنطقة أزالوا تمثالاً لحافظ الأسد، والد بشار، قبل وصول وفد قوات المعارضة. وجاء في بيان وجهاء منطقة القرداحة وأعيانها ومشايخها: "يدعو المجتمعون إلى إزالة جميع التماثيل والصور من الساحات والأماكن العامة". وأضاف السكان أن بعض الأشخاص من المنطقة، التي تُعَدّ من بين أفقر مناطق سورية، نهبوا في وقت لاحق ضريح حافظ الأسد في القرداحة، وأخذوا كل شيء من الطاولات والكراسي، إلى وحدات تكييف الهواء.
(رويترز، العربي الجديد)