وفد أمني لبناني رفيع إلى بغداد: تحقيق مشترك بملف أعضاء "داعش" اللبنانيين

07 فبراير 2022
يرأس الوفد اللبناني وزير الداخلية بسام مولوي (حسين بيضون)
+ الخط -

أكد مسؤول عراقي بارز في بغداد، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، أن وفداً أمنياً لبنانياً سيصل العراق خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث قضية أعضاء تنظيم "داعش"، من الجنسية اللبنانية الذين قضوا قبل أكثر من أسبوع بقصف لسلاح الجو العراقي شمال شرقي العراق، مؤكداً أن لجنة عمل مشتركة تواصل التحقيق لمعرفة الجهات التي سهّلت دخول أفراد التنظيم إلى العراق والطريقة التي دخلوا فيها أيضاً.

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت السلطات العسكرية العراقية في بغداد توجيه ضربة جوية عبر طائرات أف 16 العراقية لجيب مسلّح يتبع تنظيم "داعش"، في منطقة حمرين بمحافظة ديالى شمال شرقي العراق على الحدود مع إيران، أسفرت عن مقتل أعضاء تنظيم "داعش"، المتورطين بالهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف ثكنة عسكرية للجيش العراقي وتسبّب بمقتل 11 جندياً وضابطاً.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن مصدر أمني عراقي لم تسمّه قوله إن 3 لبنانيين قُتلوا في هذه الضربة، وكانوا ضمن أعضاء الخلية التابعة لتنظيم "داعش". وبحسب الوكالة، فإن "الإرهابيين الثلاثة من وادي النحلة شمال لبنان، هم عمر سيف، بكر سيف، وأنس سيف الملقب بالجزار"، لكن لغاية الآن لم يصدر بيان رسمي عراقي بذلك، باستثناء تصريح خلية الإعلام الأمني العراقي الذي أقرّ بوجود مقاتلين أجانب بين قتلى الضربة الجوية، من دون أن يسمّي جنسياتهم.

وبحسب مسؤول أمني عراقي في بغداد، فإن وفداً أمنياً سيصل العراق يرأسه وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي ومسؤولون في جهاز الأمن العام اللبناني، للاطلاع على سير التحقيق في الخلية الإرهابية التي يتورط فيها لبنانيون. وأضاف المسؤول ذاته طالباً عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن العراق طالب لبنان بمشاركته في المعلومات المتوفرة لديه حيال الأعضاء الذين تم قتلهم في العراق، وتفصيل مغادرتهم لبنان إلى العراق.

ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن الهدف من التحقيق هو معرفة ارتباطات الأعضاء اللبنانيين داخل العراق، وما إذا كانت هناك خلية تعمل على جذب المقاتلين من الخارج مقابل المال، أو بالتغرير الفكري"، وفقاً لقوله.

وكشف عن اتصالات حالية بين الجانبين حول الملف ذاته، لكن زيارة المسؤولين اللبنانيين للعراق تأتي ضمن اتفاق لتشكيل فريق تنسيق أمني بين البلدين، مشيراً إلى أن "الأمن لم يعثر على أي أوراق أو مستندات في مخبأ الخلية التي تم استهداف الطيران لها، باستثناء هواتف نقالة بدائية لا تحوي أي بيانات يمكن الاستفادة منها.

وأمس الأحد، قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي العراقي (العراقية): "قبل فترة، وصلت معلومات إلى الجانب العراقي، وأبلغنا اللبنانيين عن وجود حركة للتنظيم (تنظيم داعش) في لبنان، وبشأن معلومات استخبارية تشير إلى وصولهم للعراق"، وتابع "عندما تم توجيه الضربة الجوية تبين أن بين قتلى "داعش" من هم من الجنسية اللبنانية".

وحول ذلك، قال الخبير بالشأن الأمني والسياسي العراقي أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن السلطات العراقية مصرّة على وجود خلية أو جهة ما سهّلت دخول الأعضاء اللبنانيين في التنظيم إلى العراق، كما أنها تتحدث عن ثغرات خطيرة في هذا الأمر، وتخشى تكرار دخول آخرين.

ويضيف الحمداني أن المعلومات المتوفرة متضاربة بين أنهم دخلوا العراق عبر سورية بشكل رسمي لكن بجوازات سفر مزيفة، مستغلين استشراء الفساد داخل المؤسسة الأمنية السورية، وأخرى تتحدث عن دخولهم عن طريق التهريب إلى العراق، وهذا مستبعد، لأنهم لو كانوا دخلوا عبر الأنبار أو نينوى الحدودية مع سورية، فإن وجودهم في منطقة حمرين بمحافظة ديالى يعني أنهم تمكنوا من عبور عدة مدن عراقية فيها حواجز تفتيش ومراقبة مكثفة، وهو أمر صعب، لذا فإن مسألة دخولهم بأوراق مزيفة تبدو أقرب للواقع حالياً وهو ما يريد العراق معرفته".

المساهمون