وفد أفريقي يناقش في طرابلس ملف المصالحة الوطنية الليبية

11 أكتوبر 2024
جانب من اجتماعات الوفد الأفريقي في طرابلس، 11 أكتوبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وصل وفد أفريقي برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى طرابلس لمناقشة المصالحة الوطنية في ليبيا تحت إشراف الاتحاد الأفريقي، حيث أكد عبد الحميد الدبيبة على أهمية التعاون لتحقيق تقدم في هذا الملف.
- أشاد الرئيس الغزواني بجهود حكومة الوحدة الوطنية، معبراً عن أمله في دعم الاتحاد الأفريقي لتحقيق المصالحة، ومؤكداً على أهمية استقرار ليبيا لمكانتها الاستراتيجية.
- أكد موسى فكي وجان كلود جاكوسو على دور ليبيا المحوري في الاتحاد الأفريقي، وأعربا عن أملهما في تجاوب الأطراف الليبية مع دعوة الاتحاد للمشاركة في اجتماع بأديس أبابا.

وصل وفد أفريقي رفيع المستوى برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد فكي، ووزير خارجية الكونغو برازافيل جان كلود جاكوسو، إلى طرابلس ظهر اليوم الجمعة لمناقشة ملف المصالحة الوطنية بليبيا الذي يشرف عليه الاتحاد الأفريقي. وإثر استقبال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي للرئيس الموريتاني والوفد الأفريقي المرافق له، عقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، اجتماعاً مع الوفد في مقر رئاسة الحكومة.

وخلال كلمته أكد الدبيبة ترحيبه بالعمل مع الاتحاد الأفريقي لإحراز تقدم في ملف المصالحة الوطنية، معتبراً أنها استحقاق تعمل عليه حكومته منذ توليها لمهامها. واعتبر الدبيبة، في معرض كلمته، أنّ "ليبيا ليست في حالة انقسام عميق كما يظنه البعض، فالانقسامات التي شهدتها البلاد تقتصر على النزاع السياسي وتقسيم الثروة"، مضيفاً أنّ حكومته سعت "منذ البداية إلى وضع حد للنزاع المسلح، وإعادة توجيه بوصلة النزاع نحو التنافس على تقديم الخدمات والتنمية، وقد حققنا في هذا نجاحاً كبيراً، فجميع أطراف النزاع اليوم تسعى لتقديم نفسها للشارع في صورة جديدة"، على حد تعبيره.

ولفت الدبيبة الى أن ما تحتاج إليه ليبيا "اليوم هو العمل على إزالة هذه الخلافات السياسية، من خلال دعم مسارات التسوية الوطنية، أملاً في أن نحقق المصالحة الكاملة"، مؤكداً أنّ حكومته "مستعدة لاستقبال أي طرف ليبي من أجل المشاركة في ما يتعلق بالمصالحة الوطنية، ومستعدون للتجاوب مع أي مبادرة للمصالحة محلية كانت أم دولية، فنحن مستمرون بقوة في هذا المسار خاصة إذا أثرت على أمننا القومي".

من جانبه أثنى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، على جهود حكومة الوحدة الوطنية في الدفع بملف المصالحة الوطنية "أسرع مما كنا نظن"، معبراً عن أمله في أن يحقق الاتحاد الأفريقي المزيد من الدعم لإنجاز المصالحة. وقال الغزواني إنه والوفد الأفريقي المرافق له قرروا زيارة ليبيا "ضمن خطوات التحضير للاجتماع المقرر عقده قبل نهاية العام للجنة الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالملف الليبي بالاتحاد الأفريقي في أديس أبابا"، مؤكداً حرص الاتحاد الأفريقي على استقرار ليبيا "لما لها من مكانة استراتيجية رائدة في المكانة الأفريقية والعربية والإسلامية".

موعد أول اجتماعات المصالحة الوطنية الليبية

بدوره، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي حرص الاتحاد الأفريقي على المضي في الدفع بملف المصالحة الوطنية، والتزامه بواجبه الأفريقي حيال ليبيا "لدورها المحوري في دعم العديد من المشاريع الأفريقية". وفي الوقت الذي اعتبر فيه فكي أنه "لا وجود لخلافات جوهرية بين الشعب الليبي باستثناء الخلافات السياسية"، شدد على أهمية "تجنيب ليبيا التدخلات الأجنبية، لما لها من خطورة على تغذية أي صراع".

وكرر وزير خارجية الكونغو برازافيل جان كلود جاكوسو، الحديث عن أهمية ليبيا "دولةً محورية في الاتحاد الأفريقي"، مؤكداً أن عمل الاتحاد الأفريقي في ما يخص المصالحة الوطنية بليبيا "هو من صميم واجبنا الأفريقي" تجاه ليبيا. وعبر جاكوسو عن أمله في تجاوب جميع الأطراف الليبية مع دعوة الاتحاد الأفريقي للمشاركة في الاجتماع المقرر عقده في أديس أبابا "لتحديد موعد انعقاد أول اجتماعات المصالحة الوطنية داخل ليبيا".

ومنذ أزيد من عامين اقترح الاتحاد الأفريقي مشروعاً للمصالحة الوطنية في ليبيا بوصفه مبادرة أفريقية لحل الأزمة الليبية، وشكل لذلك لجنة أفريقية تحت مسمى "اللجنة رفيعة المستوى من الوفد الأفريقي بشأن ليبيا" برئاسة دولة الكونغو برازفيل التي أجرى وزير خارجيتها جان كلود جاكوسو عدة زيارات إلى ليبيا، قبل أن يعلن، في أغسطس/ آب الماضي، عزم الاتحاد الأفريقي تنظيم اجتماع للاتحاد بمشاركة جميع الأطراف الليبية في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لتحديد موعد لمؤتمر المصالحة الوطنية الجامع في ليبيا.

المساهمون