أكد مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله محب، أن الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وعدا بدعم وتدريب القوات الأفغانية القادرة، على حد وصفه، على الدفاع عن الأراضي الأفغانية وسيادة الدولة.
وقال الناطق باسم مكتب المستشار المولوي رحمت الله أندر، في بيان اليوم السبت، إن حركة "طالبان" تصر دوما على اللجوء إلى الحل العسكري، متهماً إياها بإتاحة الفرصة لتخريب المناطق تحت غطاء السيطرة.
وحذر من أن القوات الأفغانية تقف في وجه زحف "طالبان"، التي قال إنه لا يمكنها السيطرة على الحكم بقوة السلاح، متوعدا "طالبان" بأن تواجه النتائج الوخيمة لاختيارها الحرب والسيطرة على المناطق بقوة السلاح.
وأوضح أندر أن أفغانستان فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع دول العالم، ولا يمكن أن تكون مرة أخرى ملاذا آمنا للمسلحين والإرهابيين، على حد قوله، مشددا على أن خروج القوات الأجنبية من أفغانستان لا يعني توقف دعمها للقوات الأفغانية. وأعلن أن شركاء أفغانستان وعدوا بدعم وتدريب القوات النظامية، وبأنهم ماضون في القيام بذلك.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قد أكد أمس، في تصريحات أدلى بها عقب لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن "الناتو" مصمم على المضي قدما في دعم أفغانستان، معلناً أنه ناقش مع ماكرون قضايا ذات اهتمام مشترك، بينها ملفا أفغانستان والعراق.
وأوضح ستولتنبرغ أنه مع خروج القوات الدولية من أفغانستان، يفتح الحلف صفحة جديدة من العلاقات معها، تكون على أساس ثلاث ركائز رئيسية وهي: مواصلة العمل مع الإدارة الأفغانية في مجال المشورة، وتقديم الدعم المالي للقوات الأفغانية، وكذا العمل على تجهيز مطار كابول الدولي وتوفير الدعم المالي لتنفيذ ذلك.
وشدد ستولتنبرغ على ضرورة تدريب القوات الأفغانية وإتاحة الفرصة لذلك خارج أفغانستان، ليكون التركيز على تدريب تلك القوات لإجراء عمليات خاصة.
يذكر أن واشنطن أكدت أيضا، على لسان أكثر من مسؤول فيها بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن سحب جميع قوات بلاده بحلول 11 سبتمبر/ أيلول القادم، أنها مصممة على دعم القوات الأفغانية وتوفير التجهيزات والمعدات لها.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه مناطق أفغانية مختلفة حالة من التصعيد، بعد أن سيطرت "طالبان" في الأيام الأخيرة على عدة مديريات في شرق وشمال البلاد، آخرها مديرية جلريز القريبة من العاصمة الأفغانية كابول بإقليم ميدان وردك.