وزير خارجية المغرب: لا يوجد حل في برلين وليبيا ليست كعكة دبلوماسية

25 يونيو 2021
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (Getty)
+ الخط -

اعتبر وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مساء الخميس، إنه لا حل في برلين للأزمة الليبية، وذلك في أول تعليق رسمي مغربي على النسخة الثانية من مؤتمر برلين التي انعقدت الأربعاء، وكشفت عن وجود إجماع على إخراج المرتزقة وتشديد على إجراء الانتخابات في موعدها وسعي لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وقال بوريطة، خلال مؤتمر صحافي جمعه مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، مساء الخميس، بمقر وزارة الخارجية المغربية: "لا يوجد حل في برلين لمشكلة في شمال أفريقيا"، لافتا إلى أن بلاده تؤكد أن الحلول التي لا تنطلق من الواقع الليبي ومما لا يريده الليبيون لن تنجح.

واعتبر بوريطة، في رده عن سؤال حول أسباب غياب الرباط عن مؤتمر برلين 2 رغم توجيه الدعوة إليها من قبل الخارجية الألمانية، أن ليبيا "ليست كعكة دبلوماسية، إنما هي معاناة شعب"، مشيرا إلى أن المغرب انخرط في الأزمة الليبية منذ البداية قبل وجود أي مؤتمرات دولية، وأن ما يهمه هو استقرار وأمن ليبيا، وأنه لا يغير دوره.

وأوضح، في محط الكشف عن الأسباب التي كانت وراء غياب الرباط عن مؤتمر برلين 2، أن المغرب كان له موقف من النسخة الأولى من المؤتمر على اعتبار أن المقاربة التي اعتمدت  في البداية كانت خاطئة، مؤكدا أن بلاده مع المجهود الأممي، وأنها  تشتغل في إطار المجهود الذي يقوم به وسيط الأمم المتحدة للحل في ليبيا، وأن دوره هو الاستماع لليبيين ويقوم بما يرونه مناسبا.

وزير خارجية المغرب كشف أن بلاده ترافق التحضير للانتخابات المرتقبة في ليبيا في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وأنه  يرى أن إجراءها في موعدها هو الأمر المهم في المرحلة القادمة، مؤكدا دعم الرباط للمؤسسات الشرعية الليبية ولمجهودات المنتظم الدولي لحل الأزمة الليبية.

من جهته، شدد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها في 24 ديسمبر/ كانون الأول القادم تحت إشراف المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية. وقال:" نصر على أن الشعب الليبي هو من يختار من سيحكمه عن طريق الانتخابات المباشرة لرئيس الدولة ولمجلس النواب"، مؤكدا، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد مباحثاته مع بوريطة في ثاني زيارة له إلى الرباط في أقل من شهر، أن "لا حل لقضية الشعب الليبي إلا عبر الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة تحت شرعية محلية ودولية".

وطالب صالح حكومة الوحدة الوطنية بدعم مفوضية الانتخابات حتى تتمكن من القيام بدورها في الوقت المحدد، لافتا إلى أن كل الإجراءات اتخذت في اللقاء الذي جمعه، أخيرا، برئيس المفوضية، وأنه طلب منه الإعلان عن بدء تسجيل الناخبين "ما يعني دعمنا لعمل المفوضية حتى تقوم بدورها".

إلى ذلك، ثمن رئيس مجلس النواب الليبي دور المغرب في حل الأزمة الليبية، معتبرا إياه داعما حقيقيا لرغبة الشعب الليبي في تنظيم الانتخابات. وقال: "نحن نعول كثيرا على دور المغرب ولمكانته الدولية بأن يدعم الشعب الليبي ويؤكد بأن الحل هو الانتخابات المباشرة منه دون أية محاولات أخرى". وأضاف: "نؤكد أن المغرب معنا على الدوام يحضر المؤتمرات (في إشارة إلى مؤتمر برلين 2) أو يغيب عنها لأسباب تعنيه، لكننا نؤكد لأهلنا في المغرب أن الحكومة المغربية تحت رعاية جلالة الملك هي في صف الليبيين، وعلى تواصل معنا، ونعول كثيرا على دعم المملكة في المرحلة القادمة، وأن تكون الانتخابات في موعدها وتحت إشراف الأمم المتحدة نزيهة وشفافة حتى يتمكن الشعب الليبي من اختيار من يحكمه".

وحل رئيس مجلس النواب الليبي، مساء الخميس، بناء على دعوة من نظيره المغربي، الحبيب المالكي، وذلك غداة اختتام النسخة الثانية من مؤتمر برلين، التي كشفت عن وجود إجماع على إخراج المرتزقة وتشديد على إجراء الانتخابات في موعدها وسعي لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وتأتي زيارة صالح الثانية من نوعها في أقل من شهر إلى العاصمة المغربية الرباط، في سياق المساعي المغربية المستمرة من أجل تقريب وجهات النظر الفرقاء الليبيين ومواكبة تفعيل مخرجات حوارهم السياسي الذي شهدته مدينتي بوزنيقة وطنجة خلال الأشهر الماضية.

كما عرفت الرباط حراكا دبلوماسيا ليبيا، خلال الشهر الجاري، إذ كان لافتا بعد زيارة كل من صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، بحث وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الليبية، نجلاء المنقوش، خلال لقائها مع وزير خارجية المغرب، الأزمة الليبية ومساعي تحقيق المصالحة والتحضير للنسخة الثانية من مؤتمر برلين .إلى جانب العلاقات الثنائية وعودة عمل سفارة المملكة في طرابلس المغلقة منذ أكثر من 6 سنوات.

المساهمون