وزير خارجية إيران الأسبق يدعو لـ"حوار شامل" مع واشنطن

22 يوليو 2023
علي أكبر صالحي (Getty)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي، اليوم السبت، بلاده إلى إطلاق حوار سياسي شامل مع الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أن الوقت الراهن يشكل "فرصة جيدة" لإطلاق هذا الحوار. 

وقال صالحي، الذي شغل منصب وزير خارجية إيران من 2010 إلى 2013 في الولاية الثانية للرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد، إن "إيران اليوم قوة إقليمية وهذا يشكل فرصة جيدة للجلوس مع الغرب، وبالأخص مع أميركا، لإطلاق مفاوضات واسعة تحت عنوان التفاوض السياسي".

وأضاف صالحي، في مقابلة مع موقع "انتخاب" الإيراني، أن "كل دولة تسعى إلى تحقيق منافعها من هذه المياه العكرة"، في إشارة غير مباشرة إلى القطيعة والأزمة بين طهران وواشنطن.

ولفت إلى أن "الصينيين يقولون لنا، أقله عندما كنت مسؤولاً: أصلحوا علاقاتكم مع أميركا لكي نتمكن نحن من التعامل معكم بسهولة، والروس قد قالوا لنا (سابقاً) ذلك كذلك، وهذا ما يدعو إلى التفكير والتأمل".

وقال: "البعض يرى أن أميركا في حالة أفول.. لتأفل. لكن متى؟ إذا أفلت بعد عام، يستحق أن نصبر عاماً، لكن إذا ما أفلت حتى 30 عاماً، حينئذ ماذا يجب أن نفعل؟ يجب أن نحل مشاكلنا؟"، أي مع أميركا.  

الدعوة لحوار شامل 

وتابع صالحي، الذي شغل منصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ثماني سنوات من 2013 إلى 2021، قائلاً إن بلاده أجرت حتى الآن عدة مفاوضات سياسية مع أميركا، "لكنها كانت تتناول محاور مجمدة مثل أفغانستان والعراق والإفراج عن السجناء والاتفاق النووي". 

وقال: "أتصور أن الوقت قد حان اليوم لحوار شامل يتناول جميع الجوانب، والاتفاق النووي يمكن أن يكون من ضمنها، والأمن الإقليمي أيضاً والقضايا السياسية كذلك". 

وأضاف وزير خارجية إيران الأسبق أن هذا الحوار بحاجة إلى "تمهيدات"، قائلاً: "يجب أن تكون لدينا استعدادات لمثل هذا الحوار، لدينا مجموعة عناصر قوة في المنطقة، وقوتنا العسكرية قوية وحقيقية، لكن لا ينبغي أن نبالغ في ذلك، ولا نريد أن نقارن أنفسنا بالقوى العسكرية في العالم، إلا أننا يمكننا الدفاع عن أنفسنا بشكل جيد".

ومضى قائلاً إن "الشرط الآخر للدخول في مثل هذا الحوار هو تعزيز التلاحم والوحدة الوطنية أكثر من أي وقت مضى واستعراضها أمام العالم، وإذا ما عززناها وشعر الطرف الآخر (الأميركي) أن الحكومة والشعب متحدين، فحساباته ستكون مختلفة".

واستعرض صالحي علاقات إيران مع واشنطن خلال العقود الماضية. وقال: "لا ينبغي أن ننسى أن الاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية كان له حضور عسكري في أجزاء من إيران"، مضيفاً: "لولا تهديد (الرئيس الأميركي الأسبق هاري) ترومان ضد السوفيتيين بضرورة مغادرة إيران، لربما كانت أجزاء أخرى من بلادنا منفصلة عنها اليوم".

العلاقات مع الصين 

وتطرق الوزير إلى العلاقات مع الصين قائلاً إن حجم تجارتها مع السعودية يبلغ نحو 80 مليار دولار "بينما علاقاتها معنا ليست بهذا التنوع والتوسع". 

وعزا العلاقات الصينية السعودية "الواسعة والشاملة" إلى الحجم الكبير لعلاقاتهما التجارية، و"عدم وجود مشاكل لهما في العلاقات الدولية"، مشيراً إلى أن الصين بصدد إيصال تجارتها مع دول الخليج من 300 مليار دولار إلى 500 مليار دولار.  

وتابع القول إن بلاده تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة و"لا يمكنها العمل مع معظم البنوك المهمة في العالم".

ودخلت إيران في صراع سياسي مديد مع الغرب والولايات المتحدة طيلة العقود الأربعة الأخيرة، لكن المصالح والبراغماتية فرضتا على الطرفين أحياناً الدخول في مفاوضات بشأن ملفات إقليمية حول أفغانستان والعراق قبيل وبعد الحرب الأميركية على هذين البلدين.  

وخاضت البلاد مفاوضات نووية مع الغرب في العام 2012، أسفرت عن إبرام اتفاق نووي عام 2015، قبل أن ينهار في العام 2018 إثر قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب.

وفي فترة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، عادت واشنطن لمساعي إحياء الاتفاق من جديد، إلا أن الجهود لم تسفر عن نتائج حتى اليوم.

المساهمون